سعد الدين الهلالي: زراعة الأعضاء حلال

شدوى ممدوح سعد الدين الهلالي

قال الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن زراعة الأعضاء قضية قد شغلت الطب قديما، وكان الهدف من ذلك إنقاذ المرضى الذين فسدت بعض أجهزتهم العضوية.

أضاف ”الهلالي” خلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج ”الحكاية”، المذاع عبر قناة ”مصر mbc”، أن هذه التجارب قد لاقت نجاحا وسط الشعوب الرشيدة التي تؤمن بقضيتين، لافتا إلى أن القضية الأولى تتمثل في أن العلم الكوني هو قدر الإنسان والسلاح الذي أعطاه الله للإنسان في استخلافه في الأرض وعمارها.

نرشح لك: مجدي يعقوب: التبرع بالأعضاء بعد الوفاة واجب اجتماعي

أردف أن هذا العلم الكوني حجة على كل البشرية باختلاف ملتهم، مشيرا إلى أن القضية الثانية تتمثل في أن الدين اختيار أي أن الإنسان هو من يختار الدين ويسعى إليه لإشباع فراغ عنده، مشيرا إلى أن الدين رحمة للإنسان وجاء ليحل مشاكله، لافتا أن أمر الحلال والحرام أمر فقهي ، مضيفا أن مصادر التشريع الفقهي هو القبول العام لقول الله تعالى في بيان العمل الذي يجري عليه الناس: “لْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِۦ جَهَنَّمَ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًا“.

تابع أن الله تعالى قد قال: “غير سبيل المؤمنين”، وليس غير سبيل الفقهاء، والمقصود بالمؤمنين هنا العامة، مشيرا إلى أن هؤلاء العوام هم الذين نأخذ منهم الرأي فيما يعجز عنه المتخصصون أو الفقهاء، والمثال على ذلك المصايف التي يتوجه إليها الناس، فقد رأوا مصلحتهم في ذلك فذهبوا إليها بدون غطاء فقهي أو فتوى، متابعا أنه لا توجد فتوى تقول إن المصايف وامتلاك الشاليهات حلال.

استطرد “الهلالي“ أن كل شعوب العالم عندما تجد مصلحة ذويها في زراعة الأعضاء يتوجهون مباشرة إليها، داعيا الناس إلى سؤال الرأي العام عن المتبرع والمتَبرع له، وسيجدون أنه ينظر إلى المتبرع على أنه بطل قام بتقديم الخير، مشيرا إلى أن القبول العام هم الذين ردوا على هؤلاء المتشددين الذين قالوا إن زراعة الأعضاء حرام من وجهة نظرهم، وليس حرام من عند الله.

أضاف أنهم يحرمون زراعة الأعضاء لأن الإنسان لا يملك أعضائه، لقول الله تعالى: “قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت“، لافتا إلى أن العامة يقولون إن السمع والأبصار هنا ليس مقصود به الأذن والعين، مشيرا إلى أن أعطى الأعضاء للإنسان، لقوله: “‏‏أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ“، وكذلك قوله: “وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ“.

استطرد أن هناك عين غير باصرة، وأذن غير سامعة، وقد قال تعالى: “إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ ۚ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءَانِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِ ۚ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُم بِهِۦ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ“، لافتا إلى أن أصحاب الرأي العام والقوة العرفية قد ردوا بطمأنينة قلوبهم على أنهم اتخذوا زراعة الأعضاء لعلاج ذويهم، مشيراً: “هذا حيلة الطب“.

تابع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “تداووا عباد الله فما جعل الله من داء إلا وله دواء“، والله عز وجل يقول: “وافعلوا الخير لعلكم تفلحون“.