فرح الكردي: المحتوى التعليمي في مصر نادر ومساحة جيدة لأي صانع محتوى جديد

رباب طلعت

بـ”مج” و”مايك” وتسريحة شعر مختلفة، نجحت فرح الكردي في وضع بصمة مختلفة في مجال صناعة المحتوى التعليمي أو المعلوماتي في مصر والوطن العربي، مستخدمة “تيك توك” كبوابة أولى لانتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

“الكردي” التي تعرف أيضًا بـ”بفروح” نجحت في جذب ملايين المشاهدين لفيديوهاتها، التي تقدم من خلالها الكثير من المعلومات المختصرة في مجالات عدة، وقد تواصل معها “إعلام دوت كوم” للحديث عن نجاحها في مجال الديجيتال ونصيحتها لمن يريد خوض تجربة صناعة المحتوى الديجيتال.

1- بدايتي مع تقديم المحتوى الديجيتال كانت من اقتراح والدتي، حيث إنني شخصية تحب القراءة والبحث بشكل كبير، وكنت كثيرًا ما أتحدث معها لأطلعها على آخر ما قرأته، فنصحتني بتصوير فيديوهات لمشاركة الناس بتلك المعلومات.

2- بدأت في قراءة المعلومات وتلخيصها وتصويرها في مقاطع فيديو صغيرة ونشرها، وتفاجئت من تفاعل الناس مع المحتوى الذي أقدمه والمعلومات التي ألخصها في الفيديوهات، حيث كنت أعتقد أن تلك المعلومات “الكل عارفها”، ظنًا مني أن الجميع يقرأون مثلي، ولكنني اكتشفت أن ذلك اعتقاد خاطئ.

3- أظهر بتصفيفة شعر مختلفة، وتلقيت الكثير من التعليقات عليها، ولكنني اخترتها دون سبب محدد، فقد ظهرت بها أول فيديو وحازت على إعجابي فقررت أن استمر بالظهور بها، ولعل السبب الأساسي في اختيارها هو رغبتي في الظهور بشكل طبيعي وخفيف “كأني قاعدة مع الناس وبتكلم معاهم”.

4- بجانب تصفيفة الشعر هاك المايك والمج أيضًا، والمج سبب ظهوره معي في الفيديوهات هو أنني أحتسي الكثير من المياه أثناء التصوير، وفي إحدى المرات قررت إضافة مشهد الشرب للفيديو، وحاز على إعجابي فقررت تكرارها في كل فيديوهاتي، وكثيرًا ما يتسائل البعض عما أتناوله ولكنني أفضل عدم التصريح به، فذلك “سر”.

5- بدأت تصوير الفيديوهات في 2020 بداية انتشار “تيك توك” في مصر، ولكن لم تكن تلك الفيديوهات بنفس الفورمات الحالية، ولكنني حرصت على تقديم محتوى “خفيف”، إلى نهاية نفس السنة، حيث بدأت في تقديم الشكل الحالي.

6- في ذلك الوقت حرصت على تعلم الكتابة، لأنني “حرفيا كنت ضايعة في الموضوع ده”، فطورت من نفسي مع الوقت فيها، وكذلك أنا من أقوم بمونتاج الفيديوهات بنفسي، وتلك نصيحتي لكافة صناع المحتوى أن يبدأ على الفور، دون انتظار تطوير نفسك في الكتابة والتصوير والمونتاج وغيرها من الأمور، ثق في موهبتك لتستمر.

7- انضممت لـ”ذا جلوكال” شهر إبريل الماضي، حيث شاهدوا فيديوهاتي، فتواصلوا معي لتقديم محتوى معهم، بعد تفكير طويل دام شهور عدة، خاصة لتواجدي خارج مصر في تلك الفترة.

8- أنا خريجة إعلام إنجليزي جامعة القاهرة، وبعد التخرج سافرت إلى أمريكا لدراسة الـ(digital storytelling)، وهو مجال مرتبط بالإعلام والسوشيال ميديا، ولا يزال غير منتشر في مصر.

9- في صناعة المحتوى الموهبة والدراسة كلاهما مهم، ولكن الأهم أن يكون مقدم المحتوى على طبيعته، لأن الجمهور يكتشف المتصنع بسهولة، وكذلك يجب أن يكون لديه الدراية الكافية بطريقة جمع المعلومات والتحقق منها، وتقديمها بطريقة بسيطة وتلقائية.

10- لا استهدف جهور بسن معين، ولكنني استهدف كل من يبحث عن المعلومات، لأقدمها له بطريقة مبسطة، خاصة أن الكثيرين يكرهون التفاصيل الكثيرة، خاصة تلك التي تحتوي على أرقام، فأقرأها وأقدمها لهم بأبسط صورة ممكنة.

11- أستقبل رسائل من متابعين لي من أعمار كبيرة، والبعض أعربوا عن حرصهم على أن يشاهد أبنائهم فيديوهاتي يوميًا للاستفادة من المعلومات التي أقدمها، وذلك الأمر يسعدني جدا.

12- أعتقد أن أكثر ما ساهم في انتشاري، هو تقديمي للمعلومات بطريقة مبسطة، وموهبة تبسيط المعلومة تلك لا يمتلكها الكثيرون، فالشطارة أن ينجح صانع المحتوى في تقديم المعلومات الشيقة التي تهم القارئ بأسلوب سهل وسريع ودون إطالة لأننا في عصر “الريلز”، والفيديوهات التي لا تزيد عن دقيقة.

13- المحتوى المعلوماتي الذي أقدمه لا يغني عن القراءة لتثقيف المشاهد نفسه، فيجب أن يشاهد ويقرأ أيضًا، وميزة مثل ذلك المحتوى هو حث الجمهور على الاستفادة من وقت تصفحهم لتطبيقات التواصل الاجتماعي، فهو ليس مكان للترفيه فقط.

14- لم أحدد اسم لفيديوهاتي لأنني كنت مهتمة بما أقدمه أكثر، خاصة أن بدايتي كانت على تيك توك، ولكن على إنستجرام اخترت اسم شهرة لي وهو marketingwithfarooh، فـ”فروح” هو الاسم الذي يستخدمه كل المقربين لي من الأسرة والأصدقاء، واستخدمه “لأني كنت حابة أبقى قريبة من الناس”.

15- من متابعتي لإحصاءات المتابعين لاحظت إن أكثر الشرائح من جيل 14 لـ24 سنة، والأجيال الأكبر من 25 للأربعينات، وسواء السن الصغير أو الأكبر أصبحوا حريصين على تثقيف أنفسهم، مع عدم امتلاكهم الصبر على القراءة، وقد كنت من أوائل صناع المحتوى الذين يقدمون المعلومات بتلك الطريقة، فانتشرت.

16- أنا من صناع المحتوى الذين يفضلون التواجد على كافة المنصات، لأن مفضلات الجمهور مختلفة، لإهناك من يفضل تيك توك، وآخرين يوتيوب، وغيرهم فيس بوك، لكن “تيك توك” هو من حقق لي الانتشار الأسرع، نظرًا لأن خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة به أقوى ومتطورة جدًا، عن أي تطبيع آخر.

17- أحب الرد على أسئلة الجمهور على مصادر معلوماتي ليتأكدوا منها، وأحرص دائمًا على أن تكون أخباري متعددة المصادر، ومن مصادر معروفة وموثوقة، واستخدم مواقع التحقق من المعلومات.

18- نصيحتي لأي صانع محتوى جديد، اهتم بالمحتوى العلمي، لأنه نادر بشكل كبير في الوطن العربي، وابدأ على الفور دون انتظار امتلاكك للإمكانيات الكبيرة مثل الكامير، أو تحسن أدائك في كتابة الاسكربت أو غيرها من الأمور.

19- لا بد أن يعلم أي صانع محتوى، أنه في البداية سوف يتلقى تعليقات سلبية، فلا يجب أن يستسلم بسببها، بل يجب عليه أن يستعين بها لمعرفة نقاط ضعفه، وتطوير نفسه.

نرشح لك: من ماسبيرو لـ تقديم المحتوى الديجيتال.. سمر فهمي تتحدث عن الاختلافات بينهما