أحمد عنتر يكتب: عندما وقع يورجن كلوب في طبق كشري

الكشري نزوة الغني وعكاز الفقير، ولولا تلك الفلسفة التي صاغها المروجون له لضاع وسط الروزيتو والأرانشيني، فالنظير الغربي للكشري يصنع بمقادير مقدرة، لا تطغى على الأمعاء إن أوغلت فيه، ولا تغيب العقل إن مرت عليه.

لكنك رغم كل ذلك قد تجد من يعشق الكشري ويصف الروزيتو بالسطحية وانعدام الروح، وهو محق في ذلك لأن الإطار الذي يسير فيه مليء بالتقلية والبصل المحروق، والدقة التي صنعت في قالب من عفن.

نرشح لك: أحمد عنتر يكتب: شيكابالا لن يموت!

وهنا لن أكذب ولن أجامل، بأن أنكر أني شممت رائحة الثوم والبصل، وأنا أسمع تصريحات الكابتن أحمد كشري وهو يتحدث عن نمطية يورجن كلوب، لكني كنت مقدر تماما لنشأة الرجل، متفهم لتعجله في الصعود، او انتشائه بانتصار فريقه النصر للتعدين على مزارع دينا في عقر داره.

كابتن كشري في كلماته بدا أنه لا يعرف يورجن كلوب، أو ربما يعرفه ولكن بينهما مشاحنة وجفاء من نوع ما، بل ظهر من حديثه وكأنه يجاري ربة المنزل، التي إذا أرادت مجاملة زوجها في صناعة الكشري زادت له الشطة، أو أسرفت في استخدام العدس أبو جبة.

وعلى الكابتن ألا يرى نقدي ذلك مهينا، فأنا لم أمس ما هو معلوم كرويا بالضرورة، كما فعل هو بحديثه عن طرق تدريبية لم يسمع عنها في “الكيلاس”، ولكني أطلب منه صادقا أن يكتب جملة “حديث كشري عن كلوب”، على سيرش جوجل، ويدخل بعدها إلى الصور ليفهم ما أعنيه.

والكشري يا كابتن، مغر في منظره، مضر في مكوناته، لكن فلسفة التعقيد في الخلط بين مكوناته ليست ممتعة على طول الخط، فقد يتسبب الأمر في عسر هضم قاتل، أو سخرية مريرة من النفس مع غياب التعقل، لذا يجب عدم الانسياق يا صديقي – في كل الأوقات – خلف أوهام النفس، بل عليك أن تنتبه إلى ملابسك جيدا إذا تناولت الكشري، حتى لا يتسخ القميص الأزرق!

في مصر أنت محاصر بالوهم، لكن ذلك الوهم البطولي يصبح كارثيا إن ألحقت به المبالغة بدلا من التعلم، أو التنظير الأجوف بدلا من السعي المجد، أو نظريات الكشري بدلا من قواعد العلم والترقي، إذ يصبح وقتها الوهم سخيفا ضارا، والتنظير كريها حارقا لا قوام له.