ترجمت أغنية أصالة للغة الإشارة.. رسالة نرمين كميل للناس عن الصم

محمد هيثم  نرمين كميل

خلال السنوات الماضية كان هناك اهتمام بشكل ملحوظ لتوصيل المواد العلمية والفنية والإعلامية للصم والبكم وفاقدي البصر، وبجانب ترجمة الأخبار إلى لغة الإشارة، أصبح هناك وصف صوتي لفاقدي البصر، وترجمة الأغاني والموسيقى أيضا إلى لغة الإشارة.

مؤخرا انتشر فيديو لسيدة تترجم أغنية “غلبان” للفنانة أصالة إلى لغة الإشارة، ونال الفيديو إعجاب الكثيرين لما فيه من عفوية وطريقة بسيطة وسلسة قد تشعر عند مشاهدته بالرغبة في تعلم لغة الإشارة.

نرشح لك: أصالة عن ألبومها الجديد: قطعة من روحي

إعلام دوت كوم” تواصل مع نرمين كميل، مترجمة ومدربة لغة الإشارة للصم أو أولادها كما تسميهم بكلية تربية نوعية، جامعة عين شمس، وصاحبة الفيديو الشهير. لمعرفة تفاصيل المحتوى الذي تقدمه عن ترجمة لغة الإشارة، وما هي الرسالة التي تريد تقديمها من خلال ذلك المحتوى، وحول ردود الأفعال التي وصلتها بعد ترجمتها لأغنية أصالة، وجاءت تصريحاتها كالتالي:

1- أعمل في مجال ترجمة الإشارة منذ صغري عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي، لأنني كنت أخدم الصم في الكنيسة، وأحب الطلاب الصم مثل أولادي.

2- بدأت الاحتكاك مع الطلاب الصم في الجامعة، والأمر كان في غاية الصعوبة، لأن المواد الأكاديمية يصعب ترجمتها للإشارة. ثم قمت بإنشاء صفحة على موقع “فيس بوك” أقدم فيها محتوى بالإشارة خاص بالصم، وأقدم لهم برامج تنمية بشرية، وأترجم أغاني وترانيم ومواضيع للغة الإشارة.

3- أغنية الفنانة أصالة التي ترجمتها لم أكن أنوي نشرها، لكنني أرسلتها لأصدقائي المقربين فقام أحدهم بنشرها، ثم انتشرت الأغنية ونالت إعجاب الناس فقمت بنشرها.

@nerminkamilzakiلا دا فاتو وفاتو♬ original sound – Nermin Kamil Zaki

4- دائما ما أحب تقديم أشياء لها هدف ورسالة معينة، الأغاني التي بها شد وجذب ليست نوعيتي المفضلة، لأن لدي طريقة في شرح الأشياء كمترجمة، ومترجمي الإشارة يبعدون عن الأغاني التي يوجد بها تمثيل، فمثلا كلمة قال في أغنية أصالة لا تعني هنا القول فهي مثل كلمة “يا سلام” وهذه الكلمة التي شجعتني لترجمة الأغنية.

5- ردود أفعال الناس على ترجمتي للأغنية جميلة جدا، وتعليقاتهم تشجعني، فالبعض أحب لغة الإشارة، والبعض الآخر يريد أن يتعلمها، وهذه هي رسالتي للعالم أن يتعلموا جميعا لغة الإشارة لمجرد التواصل مع الصم ومساعدتهم إذا كانوا يريدون شيء.

6- لست نشطة علي تطبيق “تيك توك” لأن المحتوى الخاص بي يشبه محتوى النشطين عليه، وقد يعتقد البعض أني أتحدث مع الأغنية فقط كما يفعلون، وأحيانا أترجم الموسيقي فقط، لأن الصم درجات وأقل درجة في الصم يسمعون بعض الأصوات كطرق الباب مثلا، لكنهم لا يفسرون الأصوات، فأقوم بترجمة الأصوات التي تصل إليهم بحركة يدي.

7- الأصم قد لا يفهم لغة الإشارة إذا لم يتعلمها، فإذا كان يجلس في البيت دائما ولا يخرج وليس لديه أصدقاء فإنه يختلق لغة لا يعرفها إلا هو وأهل بيته فقط، لأنه لم يتعامل بلغة الإشارة المعروفة.

8- في بدايتي عندما كنت أرى الصم يتحدثون مع بعضهم البعض بلغة الإشارة كان ينتابني شعور بالإحباط، لأن لديهم سرعة كبيرة للتحدث فيما بينهم بالإشارة، لكن الأصم إذا أحب شخصا يعلمه كل شيء لأنه يعلم أنه يريد مساعدته، فيعلمه لغة الإشارة بسهولة، ومع الوقت علموني أشياء كثيرة وكانوا يصححون لي أشارتي.

9- الصم يواجهون مشكلات كثيرة في الدراسة، فأنا أقوم بتوصيل المادة العلمية لهم بلغة الإشارة وهم مطالبون في الامتحان بتحويل هذه الإشارات إلى كتابة، وهذا الأمر في غاية الصعوبة عليهم، فالكتابة ناتج القراءة، والقراءة لها صوت فكل كلمة نقرأها لها صوت لكن لدي الصم الكلمات ليس لها صوت، لذلك الأمر صعب عليهم، ومع ذلك كثيرا منهم متفوقين، وحصد أحدهم المركز الثاني على مستوي الجامعة.

10- قمنا بتقديم عرض لمنهج الفلسفة الطبيعية لـ “جان جاك روسو” وقام أحد طلابي الصم بتقمص شخصية جان جاك روسو، وقدم الطلاب باقي الشخصيات، وكان جميع الحضور في حالة انبهار بأدائهم، ثم قام زملائهم المتكلمين بتصويرهم، وأخذ دكتور المادة مقاطع الفيديو وقدم للطلاب في مسابقة على مستوى جامعة عين شمس، وحصلوا على جوائز بحضور الدكتورة نفين القباج سكرتير وزير التضامن غادة والي حينذاك.

11- الدكتورة نيفين القباج اختارت ثلاثة من أولادي الصم لتقديم أعمال فنية للرئيس عبد الفتاح السيسي، فأحدهم رسم صورة الرئيس السيسي والآخر قدم له باقة ورد، وطلبت منه أحد بناتي الصم استكمال دراستها في فرنسا، ووعدها بذلك.

12- رسالتي التي أوجهها للناس أن يتعلموا لغة الإشارة ليتواصلوا مع أولادنا الصم حتى لو بجملة واحدة يمكنهم مساعدتهم بها، وأريد تعليم لغة الإشارة للعالم أجمع، وهولاء الأولاد طيبون لدرجة كبيرة، وأتمنى أن يعرف الناس لغتهم ويتواصلون معهم.

13- أوجه رسالة لأولادي الصم أن يفتخروا ويحبون أنفسهم، ويحبون صوتهم ولا يكتموه بداخلهم، لأن البعض يرى أصوات ضعاف السمع مزعجة، وواجبنا نحوهم هو قبولهم كما هم، حتى وإن كان صوتهم عال، لأنهم لا يسمعون صوتهم.

نرمين كميل