محمد رمضان.. الغائب الحاضر في برامج رمضان

إيمان مندور

سنوات طويلة قضاها الفنان محمد رمضان في استفزاز الجمهور سواء بالتصرفات أو التصريحات أو الأعمال الفنية المثيرة للجدل، وكان يعلنها صراحة في اللقاءات التلفزيونية حين يتم سؤاله عن الوقت الذي سيتخلى فيه عن تلك الطريقة، فيجيب: “طريقة ناجحة أغيرها ليه؟! لما تثبت فشلها هشوف غيرها”.

لكن يبدو أن الجمهور اكتسب مناعة ضد الاستفزاز المتواصل، فلم تعد تلك الطريقة تجدي نفعًا كما في السابق، ولم يعد الجمهور صيدًا سهلًا يبتلع طعم الاستفزاز في كل مرة، ولم يعد محمد رمضان نفسه يستخدم الطريقة ذاتها بكثرة، على الأقل في مسلسله الرمضاني الحالي “المشوار”، الذي لم يكن على قدر التوقعات رغم وجود المخرج الكبير محمد ياسين.

نرشح لك: إيمان مندور تكتب: “المظلومة” دينا الشربيني

محمد رمضان الذي غاب عن الصدارة الدرامية في رمضان 2022، وهدأت نغمة الترويج لنجاحه منقطع النظير المعتادة، كان ضيفًا على جميع البرامج الرمضانية خلال الموسم الحالي، ليس ضيفًا بشخصه فلم يعرض له أي لقاء تلفزيوني على مدار الشهر الفضيل، بل حضر اسمه مع كل الضيوف من الممثلين، فجميع البرامج الحالية “حبر سري، كلام الناس، العرافة، ورا الشمس” حتى بعض برامج الراديو، لا يكاد أي لقاء مع ممثل أن يخلو من السؤال عن محمد رمضان وعن طريقته ونجاحه ومشاكله والمواقف معه، بل حتى المقارنة بينه وبين نجوم ليس بينه وبينهم أي أزمات.

صحيح إنه كان هناك أسئلة متكررة عن 3 أمور أخرى، هي فيلم “أصحاب ولا أعز”، وأحمد فلوكس وأزمة منة عرفة وطليقها. لكنهم جميعا لم يصلوا لنفس درجة تكرار الأسئلة عن محمد رمضان في البرامج، وكأنه أصبح السؤال البديهي المضمون في لقاءات الفنانين، والسؤال المحسوم والمضمون لدى كل معدي البرامج.

لذلك السؤال الذي نطرحه نحن الآن: هل يحسب ذلك لصالح محمد رمضان أم ضده؟ أو بصيغة أخرى هل يستفيد من ذلك أم يقع بالسلب عليه؟

من ناحية الانتشار فالإجابة نعم. ومن ناحية الاستفادة الحقيقية فالإجابة بالطبع لا، لأن تكرار اقتران اسمه بالتصريحات والأزمات وليس الأعمال الفنية، ينقله من خانة الفنان لخانة نجم التصريحات، فيرتبط اسمه لدى الجمهور بالحديث عنه وليس عن أعماله، وهو نتيجة منطقية لطريقته في التعامل وطريقته في إدارة الأزمات عموما.

لكنه، ولأول مرة تقريبا، يبدي انزعاجه من الأسئلة التي يطرحها المذيعون في البرامج عنه، وتحديدًا عن المقارنة بينه وبين زملائه الفنانين، كاتبا عبر حسابه على إنستجرام، عقب المقارنة بينه وبين أمير كرارة: “أرجوكم وقفوا هذه الأسئلة كلنا بنعمل أنواع مختلفة من الدراما وكل نوع له جمهوره”.

بهذا التعليق يعود محمد رمضان لنقطة البداية التي يقف عندها الجميع في انتقاده كونه يرى نفسه الأفضل والأحسن و”نمبر وان” على الجميع، فكيف تكون الأفضل وأنت معترف بأن لكل نوع جمهوره ومحبيه ونجومه؟! ولماذا اعترفت بذلك الآن عكس التصريحات المعهودة منك وعنك سابقا؟!

بعيدًا عن كون البرامج التلفزيونية زادت عن الحد في تكرار الأسئلة، لكن الأمر نتيجة منطقية وحصاد منصف يجني من خلاله محمد رمضان ثمن تصريحاته واستفزازه المستمر خلال السنوات الماضية، وكذلك ثمن غروره الذي يظهره بشدة على مواقع التواصل الاجتماعي بينما يفعل نقيضه في الكواليس مع كثير من زملائه، وفي لقاءاته المباشرة مع الناس، وهو ما يثبت تعمّده تصدير هذه الصورة عنه.

في النهاية، التواجد الحقيقي لمحمد رمضان في موسم رمضان 2022 كان من خلال “سيرته” في البرامج، وليس من خلال مسلسل “المشوار”، الذي تأثر بشدة بالمط والتطويل وبطء الأحداث نتيجة ضعف السيناريو، وفتح المجال لإعادة النظر في تكاملية العلاقة بين الإخراج والكتابة والتمثيل، وأن الأسامي مهما كبرت، والمواهب مهما عظمت، وذائقة المتلقي مهما انحدرت أو صعدت، لا يمكنهم جميعًا أن يرفعوا عملًا لا تتكامل عناصره، وتميل كفته لصالح النجم البطل.. حتى وإن كان نمبر وان!