أبرزها عن رشوة "أم ليث".. ناندا محمد تتحدث عن "بطلوع الروح"

رباب طلعت

أظهر مسلسل “بطلوع الروح” بطولة منة شلبي وأحمد السعدني وإلهام شاهين ومحمد حاتم وآخرين جوانب مختلفة عن المعتاد تناولها عن دولة الخلافة المزعومة التي أقامها تنظيم الدولة الإسلامي “داعش” في الرقة في الفترة من 2014 إلى 2017، حيث ظهر بعض أبناء الدولة المتطرفة مرتشين، ويشربون الخمر والسجائر في الخفاء بعيدًا عن أنظار سوط الجلاد، وهو الأمر الذي أثار تعجب البعض حول كيفية حدوث ذلك من أبناء الدولة الداعشية المخلصين لها، وهم يزعمون بأنهم حماة الدين الذين يقيمون شرع الله.

وكان من تلك المشاهد مشهد “أم ليث” إحدى التابعات لكتيبة الخنساء، التي تلقت رشوة من سيدة تفتح منزلها “صالون تجميل” في الخفاء حيث إن ذلك ممنوعًا في قوانين داعش، وبعدما تلقت تلك الأموال تركتها دون عقاب، وعن ذلك حاور “إعلام دوت كوم” الفنانة ناندا محمد التي جسدت الدور وفيما يلي أبرز تصريحاتها:

1-رشحني للدور الكاستينج دايركتور للعمل مودي شاهين، وعندما قابلت المخرجة كاملة أبو ذكري، سكنتني ففي دور آخر غير “أم ليث”، وكان نقيضًا عنه تماما، ولكن بعد تعاقدي على العمل في المسلسل أخبرتني أنها تراني في شخصية “أم ليث”، وذلك الأمر أسعدني بشدة، لأنها رأتني أنني أناسب دورين “عكس بعض” في عمل واحد.

2- دور “أم ليث” كان مغريًا جدًا بالنسبة لي، لذلك وافقت عليه، لأنها شخصية صعبة وعنيفة ومركبة، بالإضافة إلى أنني كنت حريصة للغاية على أن أكون جزءًا من ذلك العمل الذي يناقش موضوعًا هامًا بالنسبة لي.

3- “أم ليث” تختلف كليًا عني، فأنا إنسانة بطبيعتها تميل للفرح والابتسام دائمًا، مما شكل تحديًا كبيرًا لي، بأن أجسد شخصية تختلف عن طبيعتي وتفكيري، فذلك يجبرني كفنانة أن أبحث في أرض الواقع على نماذج حقيقية مشابهة للكاركتر الذي أريد تجسيده، بالإضافة إلى بحثي داخل نفسي عن المشاعر والأحاسيس التي تخدم الدور، وذلك أمر ممتع جدًا على الرغم من صعوبته.

4- تجسيد دور شخصية تعد عدو حقيقي لشعبي أمر صعب للغاية على عدة مستويات، فهي “سورية تحارب أهل بلدها”، وكنت أحاول أن أفهم مبرراتها “عشان أقدر أعيش في الشخصية”.

5- ما توصلت له من مبررات كان أبرزها أنها شخصية “دماغها مغسولة وضحية” مثل نماذج كثيرة كانوا أناسًا طبيعيين يخالطونا ويعيشون معنا، وفجأة ينضمون إلى داعش.

6- لم أعش لحظات سقوط الرقة والمناطق التي احتلتها داعش، فأنا في الأساس أعيش في دمشق، وقبل تلك الأحداث الأليمة انتقلت للحياة في مصر بعد زواجي من الفنان وعازف الكمان المصري محمد سامي، وأصبحت من وقتها مصر بالنسبة لي بلدي الثانية بفضله وفضل العشرة الحسنة لأهلها.

7- من رأيي وردًا على الانتقادات حول مشهد تلقي “أم ليث” رشوة، أن المنتسبين إلى داعش منهم أشخاص مؤمنين بما يفعلوه بالفعل، وهناك الكثير من النماذج الأخرى غيرهم، من منتفعين ومختلين نفسيًا وتائهين ومرتشين، و”بطلوع الروح” يقدم لمحة سريعة على كل تلك النماذج.

8- شاركت في أعمال درامية كثيرة عندما كنت في سوريا، وكنت حريصة على المشاركة كل عام في مسلسل جديد، ولكن الأمر اختلف بعد انتقالي إلى مصر لعدة أسباب، وقد قدمت دور بطولة في “حق ميت”، وتلقيت بعدها الكثير من الفرص الجيدة جدًا، ولكني لم أستطع الاتفاق على أي منها لارتباطي بجولات مسرحية لثلاثة عروض متفقة عليها مسبقًا في أوروبا وبلاد أخرى، وكان صعب التوفيق بين الدراما والمسرح.

المسرح هو المكان الذي تعلمت فيه كيف أعبر عن نفسي كممثلة وإنسانة، هو المكان الذي أشعر فيه بالأمان والمتعة، وأعطيه دائمًا الأولوية وكل علاقاتي الإنسانية خرجت بها من المسرح، لذا فأنا في غاية الفخر كوني ممثلة مسرح.

المسرح يزيد من إمكانيات الفنان في التمثيل، ولا ينجح الكثيرون في الوقوف على خشبة المسرح وامتلاكها، حتى لو كان فنان سينما أو تلفزيون ماهر، والمسرح وسيلة هامة جدًا لأي ممثل يريد صقل مواهبه ويطور من أدواته.

أنا درست في مسرح دمشق، وعملت على مسارح في مصر وسوريا وبلاد أخرى كثيرة، وذلك منحني خبرة فنية وحياتية مهمة جدا بالنسبة لي كممثلة، فالمسرح يسمح لك أن تكتشف طاقاتك الكامنة، وتعرف كيف تستغلها بشكل صحيح، بالإضافة إلى أنه يعلم الفنان كيف يتعامل مع شركاء في العمل، بجانب شيئ هام جدًا لأي فنان وهو “الصبر”.

نرشح لك: دارت فيها أحداث “بطلوع الروح”.. كيف أصبحت الرقة بعد 5 سنوات من سقوط داعش؟