الاستعانة بـ"الإنفلونسرز" في الأعمال الدرامية.. دعاية أم ضرورة فنية؟

هبة جلال الإنفلونسرز الإنفلونسرز الإنفلونسرز

تباينت الآراء حول مساهمة مواقع التواصل الإجتماعي مؤخرا وبشكل كبير في ظهور ومشاركة نجوم جدد للفن المصري فمنهم من رأى أن مشاركتهم تمثل إضافة ولكنها ليست على المستوى المأمول ومنهم من رآها نوع من الدعايا الإعلانية ومحاولة للإستفادة من القاعدة الجماهيرية الخاصة بهم، فقد شاركت صولا عمر في مسلسل “نقل عام” للفنان محمود حميدة والذي تقاسم البطولة فيه مع عدد من نجوم الفن والدراما، كما شارك أيضا عدد من الإنفلونسرز بمسلسل “سوشيال” للمُخرج رؤوف عبد العزيز.

فهل حضور مشاهير التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية يمثل إضافة رمزية للأعمال، أم هو نوع من الدعاية الإعلانية ومحاولة للإستفادة من القاعدة الجماهيرية الخاصة بهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي كما يري البعض؟ فيما يلي نحاول الإجابة:

ليس لهم علاقة بالبيع

يقول المُخرج عادل أديب إن جمهور التليفزيون ليس له علاقة بالسوشيال ميديا فعندما نقوم بعمل غير موجه للشباب فقط وإنما لكل الفئات العمرية، فمعظم المتلقين ليس لديهم معلومة عما إذا كان الممثل من مشاهير السوشيال ميديا أم لا فمن يشاهدونه على الشاشة يحبونه أو لا يتقبلونه.

وأضاف “أديب” في تصريحات خاصة لـ”إعلام دوت كوم” أن مشاركة مشاهير التواصل الاجتماعي بالأعمال الدرامية لا يُفيد في الترويج للعمل بشئ لأن التليفزيون يُباع بسعر معين ولذلك فهم لا علاقة لهم بالبيع وإذا قامت بالترويج للعمل وجعل عدد أكبر من المشاهدين يرون العمل لن نستفيد لأن هناك سعر محدد لبيع العمل التليفزيوني.

كما أشار إلى أنه من الممكن حدوث ذلك في الأعمال السينمائية لأن هناك تذكرة للسينما ولكن التليفزيون ليس فيه تذكرة فالجميع يشاهدونه وهذا هو الفارق والذي يتسبب في الخلط لدي الكثيرين لذلك فيسقط أي مبرر لأن البيع في التليفزيون لن يتأثر فالمُسلسل يُباع بالنجم وتكلفة الإنتاج وليس بمشاهير “السوشيال ميديا” فوجود هؤلاء المشاهير قد يساعد العمل وقد يكون ضده فليس بالضرورة أن يروج للدعايا كما يعتقد الكثيرين.

ضرورة فنية

أما المُخرج رؤوف عبد العزيز يؤكد على أن مشاركة عدد من مشاهير مواقع التواصل الإجتماعي بمسلسل “سوشيال” هدفه واضح وهو أن أحداث المسلسل تدور حول هذا العالم بكل جوانبه حتى يصل بشكل أوضح للمشاهد أو المُتلقي.

وأوضح “عبد العزيز” في معرض حديثه لـ”إعلام دوت كوم” أنه قرر الاستعانة ببعض هؤلاء المشاهير لإضافة مصداقية للمشاهد ولوضوح الرؤية بشكل أكبر للمُتلقي، فطبيعة أحداث العمل كانت الدافع الأول اختيارهم لأنهم ملمين بشكل أكبر عن حياتهم في الواقع فوجودهم كان لضرورة فنية ، فكل عمل فني له رؤيته وله ظروفه والفيصل في النهاية ما يقدم للمتلقي.

ظهور شرفي ودعائي

ومن جانبه، أشار الناقد الفني، محمد عبد الخالق، إلي أن استخدام مشاهير السوشيال ميديا في الأعمال الفنية ليس مرفوضا خاصة وأن الكثير منهم لديه قاعدة جماهيرية عريضة بسبب المحتوى الذي يقدمونه ويلقى قبولًا كبيرًا لدى المشاهدين وهذه إشارة لتمتعهم بقبول عند المتابعين “المشاهدين”.

وقال عبد الخالق خلال تصريحاته لـ”إعلام دوت كوم” إن فكرة مشاركة نجوم التواصل الاجتماعي تكمن في كيفية توظيفهم بوضع الشخص المناسب للدور المناسب، فهناك الكثير من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي قدموا محتوى بعيد تماما عن الفن والتمثيل مثل مشاهير الأزياء والمكياج وغيرهما الكثير.

وأردف: أن مُخرج العمل هو الذي يرى ويحدد مدى ملائمتهم ومناسبتهم للمشاركة الفنية، لافتا إلى أن مشاركتهم تكون بين الظهور الشرفي أو الحصول على دور يتفاوت مساحته وأهميته وفقا لرؤية المُخرج.

وحول ما إذا كان ظهورهم يصب في صالح العمل الفني أم مجرد دعايا إعلانية، أكد الناقد الفني على أنه لا يمكن ان ننكر أنهم يتمتعون بقاعدة جماهيرية كبيرة وسيصبح ذلك في صالح العمل الفني بالترويج له بشكل كبير خاصة لو كان من الأعمال التي يتم إنتاجها خصيصا للعرض على المنصات الرقمية وجمهورها المستهدف بالأساس جمهور الإنترنت والذي يمثل جزء كبير منه جمهور “البلوجرز”.

  نرشح لك: الشهرة ووسائل التواصل الاجتماعي: الفصل العاشر من كتاب لوغاريتمات الشهرة