14 تصريحا لـ سهير عبد الحميد.. أبرزها عن كواليس كتابتها لـ "على عتبة المقام"

سالي فراج

ازداد اهتمام القراء خلال السنوات الماضية، بالكتابات التاريخية، والتي لم تعد تقتصر على الدراسات الأكاديمية المتخصصة، لكنها أصبحت تقدم بأشكال أكثر حداثة وقدرة على تبسيط التاريخ وإعادة تقديمه بصورة تناسب وتجذب شرائح أوسع من القراء.

تعد الكاتبة والصحفية سهير عبد الحميد، واحدة من الكاتبات التي اهتمت بإعادة صياغة التاريخ وتسليط الضوء على أحداث ومعالم أصبحت في طي النسيان، مثل كتابها “قصور مصر”، وكتاب “اسكندرية من تاني”.

نرشح لك: الرواق تصدر “على عتبة المقام” لـ سهير عبد الحميد

على عتبة المقام

إعلام دوت كوم أجرى حوارا مع الكاتبة سهير عبد الحميد، التي تحدثت عن سبب حبها للتاريخ المصري والإسلامي، وكيف أثرت الصحافة على كتاباتها، وتفاصيل كتابها الأحدث “على عتبة المقام”، الصادر عن دار الرواق للنشر والتوزيع، وعلاقته بالتصوف وثقافتنا الشعبية، وذلك من خلال التصريحات التالية:

1- كتاب “قصور مصر” ذكرت فيه 67 قصر، قسمت القصور على حسب أصحابها، يبدأ الكتاب بالعصر الإسلامي، ثم قصور محمد علي حتى استطيع إظهار الفروق المعمارية، وطبيعة الحياة في القصور، ووظيفة القصور، كما أنني ركزت على قصور الأمراء في الأسرة العلوية، وقصور الأجانب في مصر، وقصور الأعيان.

2- قررت كتابة “قصور مصر” لأنني كنت أريد الالتحاق بما تبقى من تراثنا، لأنه بسبب إجراءات التأمين والمصادرة تعرضت القصور لحملة شرسة، ولم يتم التعامل معها على أساس أنها تراث تاريخي.

3- منهجي في الكتابة مبني على فكرة القص، حيث إنني لا أكتفي بالكتب والدراسات الأكاديمية فقط، ولكنني أقوم بزيارة ميدانية للأماكن، لم أتحدث عن القصور بوصفها أماكن، وأكتب التاريخ بصورة درامية، وأُحب فكرة تأصيل الأشياء والعودة للجذور، فحاضرنا ماهو إلا ثمرة الماضي بكل تفاصيله، ولا أريد أن أقدم التاريخ بشكل خيالي فأريد تقديمه مثل ما كان يكتبها الكاتب محمود السعدني، وأسميت كتابي الثاني “اسكندرية من تاني” مثل كتابه “مصر من تاني”.

4- بدأت تجميع الجزء الثاني من “قصور مصر” ولكني توقفت بعد أن استهوتني فكرة أُخرى فقررت أن أكتب عنها ثم أعود مرة أخرى للجزء الثاني. وأرى أن هذه القصور يجب الاستفادة منها وتوظيفها كما ينبغي مثل قصر “شامبليون”، يجب أن يكون مركز ثقافي كبير، أو مكتبة مهمة بوسط البلد، أو تحويل القصور لمتاحف لأنها تجربة ناجحة.

5- سبب انجذاب الجمهور مؤخرا للرواية التاريخية لأنها تقدم التاريخ على شكل حدوتة، والتاريخ مليء بالأحداث المهمة التي لا نعلم عنها شيء، لأننا لم نعرف تاريخنا بالطريقة الصحيحة، كما أننا ليس لدينا إحصاء بالقصور الموجودة في مصر، وكانت معضلة كبيرة بالنسبة لي أثناء البحث الميداني، فهناك الكثير من القصور وجدتها صدفة وأنا أتجول بالشارع، مثل قصر “برسوم حنا”.

6- عملي الصحفي أفادني كثيرا لأنه أعطاني فرصة للبحث كبيرة ولأنني في حالة حركة دائمة، وقابلت طواشي “الخادم الخاص” بالأمير محمد على، وبعض أقارب فاطمة حيدر صاحبة قصر المجوهرات، والأمير حسن طوسون ابن الأمير عمر طوسون، والأمير عباس حلمي الثاني حفيد الخديوي عباس حلمي الثاني.

7- اسكندرية نموذج لفكرة الحلقات المتصلة تشعر فيها أن التاريخ به حلقات متراصة جوار بعضهم البعض، “اسكندرية توليفة من تاريخ مصر”، كل شواطئ اسكندرية مسماه على اسم أولياء متصوفة جاءوا من المغرب العربي مثل (سيدي بشر، سيدي العجمي، المرسي أبو العباس)، واسماء الأحياء والمقاهي، وقصور اليهود، وقصور الشوام.

8- كنت أزور الموالد سواء المسيحية أو الإسلامية والكثير من المقامات والمقابر وكان لدي اهتمام بفكرة الموالد الشعبية ولاحظت وجود اوجه تشابه حد التطابق في الثقافة الشعبية بين المسلمين والمسحيين في هذه القصة، فوجدت أنها ليس لها علاقة بالدين ولكن علاقتها بالموروث الثقافي.

9- فكرة كتاب “على عتبة المقام” الأساسية هي محاولة الإجابة على سؤال: هل التصوف قاصر على الإسلام أو المسيحية؟ من ناحية أُخرى كان لدي اهتمام كبير بدراسة التصوف والمنشآت المعمارية الخاصة بالتصوف.

10- دائما يستهويني المكان لدراسة كل ما هو متعلق به، مثل ما هي فكرة الخانكاوات المتصوفة، وكيف ظهرت ولماذا ظهرت، هنا بدأت بالتساؤل، المستشرقين يقولون إن الإسلام أخذ التصوف من الفرس أو المسيحية أو الهندوس، والحضارات الشرقية بها فكرة الروحانية والتأمل، فبدأت بالتفكير ووضعت فرضية هل نحن شعب متصوف بطبعه؟، وهل الروحانية جزء من السيكولوجية المصرية؟، هذا كان العنوان الأساسي الذي أسست عليه الكتاب.

11- الروحانية كانت جزءً أساسيا من حياة المصري القديم فالقدماء المصريين أغلب كلامهم روحي، وكان الدكتور مصطفى محمود يرى أنهم أول من عرف التصوف، هيرودوت كان يقول أن أهل طيبة كانوا يعبدون الله ويقولون إنه الأول والآخر.

12- الرهبنة أساسها مصري والعالم أجمع أخذها من مصر تحديدا صعيد مصر، سنوات الإضطهاد الكبيرة من الرومان للمصريين المعتنقيين المسيحية وظهر عصر الشهداء، فقرر المسيحيين الأوائل الهروب إلى الصحاري وجزء منهم عاش في المعابد المصرية القديمة.

13- تناولت في الكتاب فكرة الخرافة، ووجدت أنه في بعض الأحيان يكون للخرافات تفسير علمي مثل “الزار” يقول علماء النفس أنها نوع من أنواع تفريغ الطاقة السلبية، الحركات الهستيريا مع نوع الأغاني العالية تقوم بتفريغ الطاقة السلبية.

14- مشاريعي القادمة كتاب تحت الطبع “قوت القلوب الدمرداشية سيدة القصر”، تأجيل الجزء الثاني لقصور مصر حتى لا أكون صاحبة الكتاب الواحد “بحب أغير جلدي وبعدين ارجع تاني”.