مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (49).. دراع زرزور اليمين

أسماء الزرازير هي أسماء لـ بلطجية حقيقيين، مش بس الأسماء هي اللي حقيقية، الشخصيات كلها كانت من لحم ودم.

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

اللي بـ يحصل عادة لما بـ يكون فيه عصابات، هي إنك تجيب مجموعة شكلها غلط، وتدي واحد منهم مساحة كبيرة شوية، يقول كل الكلام اللي المفروض يقوله حد من العصابة، والباقي كومبارس ما بين متكلم وصامت.

لكن هنا بـ نلاقي سراج غير غنام غير جارحي غير غير، كل واحد له سمت وله شخصية، في الطبيعة واللبس وطريقة الخناق والتصرف، يعني شفنا جارحي بـ يكري غنام علشان يتخلص من إبراهيم، بس شخصية سراج مثلا ما تعملش كده، غنام نفسه عيل تافه بـ يلت “لت ستات”، وخرونج، علشان كده هو الوحيد اللي اتعلم عليه في الخناقة، وخده مطواة فـ وشه، وزرزور استكتر عليه حتى صلاة الجنازة، واكتفى بـ الفاتحة.

كـ ممثلين كل واحد منهم محتاج كلام منفصل، جايز ما يكونش الأنسب في سياق “إبراهيم الأبيض”، كل واحد منهم كان غول في منطقته، وشق طريقه فـ التمثيل بعديها: ممدوح تايسون وخالد كمال ونضال الشافعي، لكن اللي نقف قدامه طبعا سيد رجب.

عرفت سيد كـ ممثل أوائل التسعينات، من خلال عروض فرقة الورشة، اللي كونها حسن الجريتلي في التمانينات، الورشة دي عايزة كلام منفصل، وفضلها على فن التمثيل والحكي والغنا كمان مش معروف لـ الأسف مع إنه عظيم.

سيد كان بـ يقدم فن الحكي، وهو أعظم حكاء شفته على وجه البسيطة، الواحد قابل حكاءين من بلاد مختلفة، لكن سيد رجب موضوع مختلف، هو وأسماء يحيى الطاهر عبد الله، اللي حببوني شخصيا في الفن ده، وكـ ممثل سيد لعب فـ الورشة أدوار كتير أهمها رزق (أبو “أبو زيد الهلالي” في السيرة الهلالية).

ظهور سيد في المجال العام كان من خلال إبراهيم الأبيض، هو راح علشان يلعب دور المعلم فارس، اللي أداه محمد أبو الوفا، بس أول ما مروان شافه اداله دور سراج زرزور، وأول يوم تصوير في الفيلم كان تصوير مشهد سباق التكاتك، على أساس التجربة وكده.
المشهد بـ يظهر فيه سراج ويوصل رسالة زرزور لـ إبراهيم، بعد نهاية تصوير المشهد بقى معروف لـ كل من حضر، إن فيه وحش هـ ياكل الكاميرا السنين الجاية، والسقا قال له: “خف علينا شوية”.

في ورشة الجريتلي، سيد رجب اتعلم التحطيب، اتعلمه من فرقة التحطيب بتاعة المنيا، اللي الجريتلي اكتشفها، وجابها تقدم عروض هنا فـ القاهرة مع الورشة، وكان الأسطى الكبير في الفن ده هو عم “داخلي”، واللي ما شفش عروضهم فايته كتير الصراحة.
الليلة بقى إن عم “داخلي” نفسه هو اللي علم أندرو ماكينزي (مصمم المعارك) كل ألعاب العصاية في الخناقات، علشان كده لما اتقابل ماكينزي مع سيد، قال له: لأ، إنت ما تمسكش مطواة، وما تلبسش بنطلون وقميص، إنت تلبس جلابية، وتتخانق بـ العصاية، فـ أول مشهد في الفيلم، مشهد العركة بين إبراهيم والزرازير كانت أول طلة لـ سيد بالعصاية والجلابية، هيبة هيبة يعني.

وسراج هو دراع زرزور اليمين، وهو صوت العقل، وهو اللي ما اعترضش لما زرزور قرر يشغل إبراهيم، وهو اللي سحب زرزور من أرض المعركة بعد ما قتل حورية، وهو رمانة الميزان.

هـ نرجع لـ سيد كتير، عايز أحكي حكايته هو شخصيا مع التمثيل، لكن خلينا مع إبراهيم الأبيض، ومادام جت سيرة المعلم فارس، أحب أتكلم عن اللغز اللي قالهوله، “أسد بـ يحكم مملكة” بس ده عايز حلقة لـ وحده.
فـ خليها المشهد الجي.
فتكم بـ عافية

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يكتب: عشري صاحب صاحبه ..ألف مشهد ومشهد (48)

مؤمن المحمدي يواصل رحلة توثيق إبراهيم الأبيض ..ألف مشهد ومشهد (47)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (46)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (45)

 مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (44)

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (43) ..صفي الدين محمود الصانع

.