إياد صالح مؤلف قارئة الفنجان: جمعنا بين الخرافة والتكنولوجيا

إسراء إبراهيم

قبل شهر بدأت منصة “شاهد” عرض مسلسلها الجديد قارئة الفنجان، وحظى المسلسل باهتمام ملحوظ خاصة مع تصدره المشاهدات على المنصة الرقمية في عدة بلدان عربية.

المسلسل يدور في إطار تشويقي رعب، يبدأ بفكرة تقليدية وهي قراءة الفنجان، لكنها تقلب حياة أبطال العمل رأسا على عقب، بل فقد البعض حياتهم نتيجة تلك اللحظة التي لم تستغرق دقائق، ومن ثم تبدأ الأحداث في التصاعد والبحث عن حل للتخلص من اللغز الذي يتحكم في حياة الأبطال، وبرغم من أن قراءة الفنجان فكرة تقليدية يشهدها العالم العربي لكن المسلسل لم يناقشها من ذلك المنظور، بل منحها لمسة عصرية توضح مدى سيطرة التكنولوجيا في حياتنا ولأي مدى يمكن أن تُغير حياتنا بشكل قد يدمرها.

نرشح لك: مخرج قارئة الفنجان : لعبنا على توقعات الجمهور ونحضّر للجزء الثاني

وقبل ساعات من عرض الحلقات الأخيرة للعمل، الذي يتمتع بجودة عالية في كتابته وتنفيذه، تواصل إعلام دوت كوم مع الكاتب إياد صالح مؤلف العمل، للحديث عن كواليس المسلسل وتفاصيل كتابته:

في البداية، أوضح “صالح” أن العرض على منصة رقمية منح العمل القدرة على رصد ردود الأفعال في أكثر من بلد، من خلال فكرة الـ”Top 10″ التي تُتيح معرفة ترتيب المسلسل في كل بلد خلال الأسبوع، وهو الأمر الذي لا يوفره التلفزيون لكن يوفر الجماهيرية والتي لا نستطيع من خلالها التأكد من وصول المسلسل للجمهور في بلدان أخرى، ولذلك تعتبر تلك ميزة في المنصات الرقمية التي ترصد ترتيب المسلسل في عدة دول عربية.

أشار إلى أن قصة المسلسل هي فكرة السيناريست هاني سرحان، وجاءت الفكرة من خلال موقف شبيه بمشهد الحفلة في الحلقة الأولى من “قارئة الفنجان”، وكان الحديث وقتها عن إمكانية وجود تطبيق لقراءة الفنجان، وبعدها قرر “سرحان” كتابتها كفكرة، وناقش الثنائي تفاصيلها من أحداث وشخصيات، وبدأ “صالح” كتابة الـ10 حلقات والتي اتفقوا على عددهم منذ البداية، منوها على أن الفكرة تحتوي على شيء من الفلكلور وهو قراءة الفنجان مع دمجها بالتكنولوجيا من خلال تطبيق يستطيع معرفة معلومات عن الشخص.

وعن التعاون بين إياد صالح وهاني سرحان، قال الأول إنه تجمعهما صداقة قديمة منذ أكثر من 10 سنوات، مشيرا إلى أن “قارئة الفنجان” يعد التعاون الخامس أو السادس الذي يتعاونان من خلاله، لكنه أول مشروع يُعرض لهما. لافتا إلى أنهما يكتبان بطريقتان مختلفتان لكن ذوقهما واختياراتهما تجعلهما يستمتعان بالعمل معا، مضيفا: “لأن كل واحد فينا عنده حاجة بيحب يعملها، فلما بنشتغل مع بعض بنبقى عارفين إن دي المواضيع اللي إحنا ينفع نشتغلها مع بعض”.

نوه عن أنهما عملا من قبل على مسلسلي “قوانين الحب” و”عالم افتراضي”، وتم العمل عليهما للتصوير ولكن توقفا لظروف إنتاجية ومن المقرر استكمالهما.

أضاف أن الحلقات المقبلة ستوضح كيف يُدمج بين الخرافات من سحر وشعوذة والتكنولوجيا والبرمجة، موضحا أن ظهور الشخصية “أورا” هي جزء درامي من القصة مبني من خلاله أحداث كثيرة وتعد أهم شخصية في القصة، وعن كواليس تنفيذ العمل ذكر إياد صالح أن الكتابة تمت في 5 شهور، وتصوير المسلسل بدأ في شهر نوفمبر 2020 وانتهى في شهر فبراير 2021، لافتا إلى أن الممثلين لم يقرأوا العمل كاملا مرة واحدة بالترتيب مع مخرج العمل محمد جمعة، حتى لا يعلموا بكل التفاصيل من أول لحظة خاصة آخر حلقتين، وذلك حتى يشعر كل ممثل منهم عدم معرفته لنهاية شخصيته.

لفت مؤلف “قارئة الفنجان” إلى أن قصة المسلسل كانت لدى شركة “إيجل” التي تحمست لها، وبعدها عُرضت على المخرج محمد جمعة الذي تحمس لها، وبعدها بدأت اجتماعات العمل للتفكير في التفاصيل الخاصة بالمسلسل، مؤكدا على أن ميزة الـ 10 حلقات في التحضير الجيد والعمل على الفكرة بشكل مكثف إذ تأخذ حقها في الكتابة والتنفيذ، مردفا: “كنا قادرين نسيطر على كل التفاصيل عشان كان عندنا وقت كافي للكتابة”.

لفت “صالح” إلى أنهم كانوا على علم من البداية أن العمل سيكون بطولة جماعية ومن جنسيات مختلفة، واعتمدوا على تكوين تاريخ لكل شخصية حتى يوجد لها مبررا لوجود الشخصية في بيروت المكان الذي اختاروه للتصوير.

“اللهجة” كانت أكثر شيء حصل على وقت في الكتابة، هكذا وصف كاتب “قارئة الفنجان” الصعوبات التي واجهته في كتابة العمل، بسبب إعادة صياغته للحوار بطريقة تناسب لهجة كل ممثل والذين كانوا من عدة دول عربية، لأنه قرر العمل مع الممثلين أنفسهم على الحوار بدلا من طلب تحويل النص بلهجة كل فنان من كاتب آخر، لافتا إلى أنه اجتمع بالممثلين لتنفيذ تلك الخطوة حتى يحافظ على المعنى الذي يقصده، منوها عن أن اختيار الممثلين في أدوارهم كان اختيار المخرج محمد جمعة، ومنتج العمل، لافتا إلى إمكانية عرض المسلسل بعد فترة على التلفزيون.

وبالنسبة للفرق بين كتابته قصة “قولي لأحمد” ضمن حكايات مسلسل “عالم افتراضي” و”قارئة الفنجان”، أكد أنه لا يوجد فرق بالنسبة له بين الكتابة للتلفزيون أو المنصة الرقمية، لكن الفرق يكون في نوع المسلسل. إذ أن قصة “قولي لأحمد” هي قصة درامية لايت كوميدي وبها جزء غامض، بعكس مسلسل “قارئة الفنجان” الذي يُصنف تشويقي رعب.

كما أضاف أن فكرة العرض على منصة رقمية أو تلفزيون، فرقها الوحيد يكون في الجماهيرية، مؤكدا على أن الفرق ليس له علاقة بالكتابة بقدر وسيلة العرض.

وفيما يخص اختيار نوعية ما يُعرض على المنصات الرقمية، أوضح أنها مسؤولية شركات الإنتاج، لأن الكاتب يقدمه منتجه دون تلك الحسابات، وعن ربط جمهور المنصات بنوعية الرعب فقط، أشار إلى أن تلك النوعية من الأعمال لم تُقدم بكثرة لكن الحديث عنها باستمرار يوُحي بأن هناك كثير من الأعمال قُدمت بنفس الشكل وذلك غير صحيح، لافتا إلى أن الكاتب لا يهتم بتوجهات المنصة نفسها في الإنتاج بقدر اهتمامه بعرض فكرته على جهة إنتاجية تقبلها ولا يضع في حسابات كتابته للعمل توجه معين لصالح نوع درامي ما، مؤكدا على أن نوعية أعمال الرعب تحظى باهتمام إعلامي عكس ما يُقدم إنتاجيا.

وبالسؤال عن أعمال إياد صالح المُقبلة، لفت إلى أنه يعكف على كتابة فيلم لكن لا يوجد تفاصيل حوله حتى الآن.

“قارئة الفنجان” يجمع فنانين من عدة بلدان عربية، هم أحمد فهمي، وباسم مغنية، وورد الخال، وروان مهدي، ويارا قاسم، وأحمد شعيب، ومحمود الليثي، وتاتيانا مرعب، ومن إخراج محمد جمعة، وتأليف إياد صالح، وقصة هاني سرحان.
 
“قارئة الفنجان” مسلسل عبارة عن 10 حلقات تدور قصته حول مجموعة من الناس يتسبب “أبلكيشن” اسمه “قارئة الفنجان” في قلب حياتهم رأساً على عقب، حيث يمزج بين الأساطير المخيفة في التراث العربي وبين التكنولوجيا المستخدمة في الحياة من خلال “أبلكيشن” لديه القدرة على أن يقرأ الفنجان، في إطار من الإثارة والتشويق.