فوربس: المؤثرين أحدث وسائل الحرب النفسية

 

ظلت الدعاية عبر التاريخ سلاحًا يستخدم ضد قوات العدو في إطار الحرب النفسية. وأكدت مجلة “فوربس” الأمريكية الجهود السابقة في الدعاية شملت وسائل الإعلام التقليدية بما في ذلك الصحف والإذاعة، لكن الحرب النفسية تنتقل إلى الإنترنت.

وتوصلت دراسة جديدة صدرت هذا الشهر من مؤسسة RAND في استخدام تويتر والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي في معركة المعلومات الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي، سعى السياسيون الروس إلى استعادة النفوذ الروسي في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي. ومنذ الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2014، زادت موسكو من جهودها للتأثير على السكان في أوكرانيا.

نرشح لك: معجزة أوبرا وينفري.. 17 مليون شاهدوا حوار هاري وميجان

وأضافت المجلة أن الدعاية تستخدم أيضًا على نطاق واسع للتأثير على الرأي العام في البلدان المحايدة، بينما لعبت الدعاية المحلية في أمريكا دوًرًا مهمًا في أي جهد حربي. وليس غريبًا أن يكون السكان الأوكرانيون الذين يتحدثون اللغة الروسية أو من أصل روسي أهدافًا للدعاية الروسية. ولكن الفرق الآن هو الأداة، ففي الماضي كانت الصحف والإذاعات الوسائل الشائعة للدعاية، ولكن الآن يتم استخدام تويتر بشكل متزايد لنشر الدعاية الروسية.

المعسكرات التكنولوجية Techcamp لاستغلال المؤثرين في نشر النفوذ والمعلومات المضللة

إن مفهوم التأثير كأداة سياسية ليس جديدًا، لكن أهميته ستزداد مع لجوء المزيد من الناس حول العالم إلى الإنترنت للحصول على المعلومات.

قال تود سي هيلموس، كبير علماء السلوك بمؤسسة RAND: “وسائل التواصل الاجتماعي هي المكان المناسب إذا أراد المرء تعزيز أهداف سياسية أو أمنية وطنية رئيسية”.

وأوضح هيلموس أن “الأساليب التي يقودها المؤثرون لحملات الاتصال الإستراتيجية الأمريكية أصبحت أكثر شيوعًا”. “المصطلح الشائع الاستخدام هنا هو المعسكر التكنولوجي – Techcamp، والذي يشير إلى تدريب أعضاء المجتمع المدني لمساعدتهم على التواصل بشكل أكثر فعالية عبر السوشيال ميديا”.

وأضاف هيلموس: “في لاتفيا على سبيل المثال، عقدت سفارة الولايات المتحدة دورة تدريبية حول المعسكرات التكنولوجية بهدف تدريب صحفيين مختارين يقيمون في مناطق تعاني من الدعاية الروسية. وفي هذه المنطقة أيضًا، تُبذل الجهود الأمريكية لتحديد وتمكين” المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يتحدثون الروسية ولكنهم يتبنون وجهة النظر الغربية والأوروبية.

وقال هيلموس: “يجب أن نتوقع بالتأكيد هذا النوع من استغلال السوشيال ميديا، حيث يحصل الغالبية العظمى من الأشخاص على معلوماتهم من الأصدقاء ويتواصلون معهم عبر الإنترنت والشبكات الاجتماعية، وهنا تكمن أهمية جهود الولايات المتحدة وحلفائها لمكافحة التطرف والمعلومات الأجنبية المضللة عبر هذه المنصات” وأكد أن العامل الرئيسي الذي يكسب الاستعانة بالمؤثرين كفاءة هو “الثقة”، أي ثقة المتابعين فيهم وهنا يمكن أن يكون التأثير أكثر قوة – بل أقرب إلى القوة المضاعفة.

وأشار هيلموس إلى أن “تغريدة مباشرة من حكومة الولايات المتحدة لن يكون لها نفس وزن الرسائل الواردة من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء. حتى العلامات التجارية تعلم أن التوصية عبر الإنترنت من صديق لها وزن أكبر من الإعلان. وبالتالي، فإن استراتيجيات المؤثر أو سفير العلامة التجارية ضرورية”.