18 ملاحظة على تطور الدراما المصرية في السنوات الأخيرة

الدراسة العامة لأحوال العملية الفنية، وجودة انتظامها، فضلا عن تطورها أو تراجعها بمرور الوقت، لا يزال مبحثا هاما للمهتمين بالشأن الفني عموما، والنقّاد الفنيين على وجه الخصوص. خاصة مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي أضحت مؤشرا هاما وسهلا في الوقت ذاته، لرصد انطباعات الجمهور حول الأعمال الفنية.

لذلك التغييرات التي شهدتها الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، من السهل إدراكها وليست خافية على أحد، سواء للجمهور أو النقاد أو القائمين على الصناعة الفنية. وهو ما يتضح الآن بشكل أكبر بالتزامن مع اقتراب الموسم الرمضاني، والاستعداد للمنافسة منذ وقت مبكر.

نرشح لك: أنا والكورونا والتلفزيون.. شكرًا أصدقائي شكرًا “المتحدة”

لذا نستعرض في العناصر التالية أبرز أوجه التطور والتغييرات التي شهدتها الساحة الدرامية تحديدا في السنوات الأخيرة وحتى الآن.

1- الاهتمام الكبير بالأعمال الدرامية الرمضانية من قِبل الجمهور، وهو ما يتضح من التفاعل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي مع طرح البروموهات والبوسترات الرسمية للمسلسلات.

2- رفع سقف التوقعات بسبب تتابع الأعمال الدرامية الجيدة فنيا، صحيح إن ذلك يزيد من حدة المنافسة، لكنه في صالح الجمهور والعملية الفنية في كل الأحوال، ويثمر عن مسلسلات تزداد جودتها عاما بعد آخر.

3- مع اقتراب الموسم الرمضاني نجد احتفاء كبيرا من الجمهور بسبب عودة نجوم الدراما الكبار للمنافسة مرة أخرى، مثل الفنان يحيى الفخراني الذي يعود بعد غياب عامين عن السينما والدراما بمسلسل “نجيب زاهي زركش”. وهو ما يتضح من حجم الاحتفاء به بمجرد طرح البوستر الدعائي للمسلسل.

4- استمرار بطولات النجوم الكبار، وزيادة النجاحات عاما بعد آخر، وخير مثال على ذلك النجمة الكبيرة يسرا، التي لا تزال أهم أبطال الدراما المصرية الرمضانية، ومحط اهتمام الجمهور مهما اشتدت المنافسة، مثل نجاح مسلسلها الرمضاني الماضي “خيانة عهد”، والتفاعل الكبير من الجمهور مع مشاهد بعينها، مثل وفاة نجلها في المسلسل أو لحظات دفنه وغيره من المشاهد التمثيلية التي تصدرت محركات البحث في الموسم الماضي. لذلك التوقعات مرتفعة كالعادة في الموسم المقبل بشأن مسلسلها “حرب أهلية”.

5- يمكن القول أيضا أن حجم البطولات النسائية في السنوات الأخيرة أصبح أضعاف ما كان يحدث في السابق، فخلال الموسم المقبل فقط نشهد نحو 12 بطولة نسائية مطلقة، مثل يسرا في “حرب أهلية” ونيللي كريم في “ضد الكسر” ودينا الشربيني في “قصر النيل”، ودنيا سمير غانم في “عالم موازي” ومنى زكي في “لعبة نيوتن”، وياسمين عبد العزيز في “اللي مالوش كبير” وأمينة خليل في “خلي بالك من زيزي” وغيرهن الكثير.

6- فكرة البطولة المطلقة في حد ذاتها شهدت تطورا كبيرا، وأصبح هناك الكثير من الأبطال الجدد الذين حققوا نجاحات داخل وخارج المواسم الرمضانية، ومن أبرزهن خلال الموسم المقبل الفنانة روجينا التي تخوض البطولة الأولى لها بمسلسل “بنت السلطان”.

7- فكرة الاهتمام بالدراما خارج الموسم الرمضاني، كانت الأبرز أيضا على الساحة الفنية، وشهدت إقبالا كبيرا من الجمهور، وحوّلت المنافسة من شهر واحد لكل الأوقات على مدار العام.

8- شهدت دراما “الأوف سيزون” ظهور نجوم في أدوار البطولة لأول مرة أمام الجمهور، مثل هنا الزاهد ومي عمر وشيري عادل وريهام عبد الغفور وجميلة عوض.

9- أيضا تجديد دماء الساحة الدرامية بزيادة الفرص لجيل جديد من النجوم، منهم من وصل للبطولة المطلقة مثل أحمد العوضي، ومنهم من تألق كبطل ثاني مثل أحمد خالد صالح.

10- ظهور الكثير من الوجوه الجديدة، وإثبات تألقها منذ المشاركات الأولى أمام الجمهور، مثل هدير عبد الناصر وخالد أنور وتيام قمر وهنادي مهنى ومايان السيد وليلى زاهر وغيرهم.

11- مواجهة ظاهرة “المط والتطويل” في الأحداث الدرامية، من خلال عودة دراما الـ 15 حلقة في الموسم الرمضاني المقبل، والذي نشهده في أعمال مثل “بين السما والأرض” و”عالم موازي” و”أحسن أب” و”كوفيد 25″ و”شقة 6″.

12- زيادة جودة الإمكانيات التقنية في المونتاج والجرافيك والتصوير، والاهتمام بالكادرات التصويرية المميزة التي يدركها الجمهور في كل مرة يشاهد فيها المسلسل.

13- رغم أجواء وباء كورونا الذي أثر على كل الأنشطة الحياتية، وليس الفنية فقط، إلا أن الاستعداد لموسم رمضان 2021 بدأ مبكرا، ربما بشكل أكبر عن السنوات الماضية، فمثلا تم طرح البروموهات والبوسترات الرسمية مبكرا، بل ومعرفة قنوات العرض قبل شهر من بدء الموسم، على غير العادة.

14- تواجد منصة WATCH It ورفع الأعمال الدرامية عليها بشكل سريع ومتزامن مع عرضها عبر القنوات، سهّل فكرة المشاهدة أثناء وخارج الموسم الرمضاني، فضلا عن وجود إنتاجات أصلية للمنصة مثل مسلسل “شديد الخطورة”.

أغنية أنا رايح

15- تألق الدراما الوطنية، ومحاكاة الواقع في أعمال عن قصص حقيقية، خاصة مع تصاعد الأحداث السياسية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة، وبالتالي أصبح الربط بين الواقع والتمثيل محط اهتمام الجمهور، لذلك حقق مسلسل “الاختيار” نجاحا باهرا، من خلال رصده لبطولات وتضحيات أبناء الجيش المصري، لا سيما الشهيد أحمد المنسي.

تصوير مسلسل الاختيار

16- فكرة تعلق الجمهور ببطولات الجيش والشرطة، خاصة الشباب والأطفال، تعد خطوة للأمام تحسب للقائمين على الصناعة الفنية بالتأكيد، لأن استغلال الدراما في توضيح ما يحدث في الواقع، كانت نتائجه أكثر قوة في مواجهة التضليل الذي تقوم به الكثير من الجهات المعادية لمصر.

17- يشهد الموسم المقبل العديد من أعمال الدراما الوطنية مثل “القاهرة كابول” و”الاختيار 2″ و”هجمة مرتدة”، وبالتالي زيادة الربط بين القصص والأحداث الواقعية وبين المتابعات الفنية للجمهور.

18- ظهور نجوم جدد لهذا النوع من الدراما مثل أحمد مكي في “الاختيار 2″، والذي قابله الجمهور بترحاب كبير، وتشوق لرؤيته في الدراما الوطنية، بعيدا عن الكوميديا التي قدمها طوال مسيرته الفنية في السينما والتلفزيون.