"كلوب هاوس".. عامل مشترك بين مشاجرات السوريين ومخالفات الخصوصية في فرنسا

محمد إسماعيل الحلواني

تثير ذكرى الثورة السورية التفكير والجدل والنقاشات، وهذه النقاشات مليئة بالمزيد من المعنى والعمق هذا العام بالتزامن مع مرور 10 سنوات منذ خروج السوريين في شوارع درعا للمطالبة بالكرامة والحرية، وانتفاضة شعبية تحولت إلى حرب أهلية وصراع بالوكالة.

كانت تكلفة هذا الطلب البسيط فلكية. نصف مليون قتيل، ونزوح نصف سكان البلد، وعشرات الآلاف في السجون. وهذا هو جوهر العديد من المحادثات والنقاشات التي غمرت وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما كلوب هاوس، المنصة الجديدة نسبيًا والتي تتكون من غرف الدردشة الصوتية، حيث نشط السوريون للغاية في الأسابيع الأخيرة.

نرشح لك: كيف عاش “الجريج” قبل سنوات بالإسكندرية؟.. تقرير يرصد ملامح حياتهم

الشتات وعطش حقيقي للتواصل

يتيح كلوب هاوس سهولة الانضمام للمحادثات لأفراد الشتات والمهاجرين واللاجئين ويمكنهم التفاعل حتى لو كانوا لا يعرفون بعضهم البعض، فضلاً عن إشباع عطش خاص للتواصل والتحدث بسبب جائحة فيروس كورونا.

على مدار الأيام القليلة الماضية، استمع “كريم شاهين” محرر صحيفة The National الإماراتية باهتمام شديد إلى الأشخاص الذين شاركوا قصصًا عن مشاركتهم في الاحتجاجات المبكرة، والأغاني التي رافقت الاحتجاجات السورية في 2011، وكيف فقدوا أحبائهم وكيف نجوا من القتل أو التعذيب في السجون.

وفي فرنسا، كان كلوب هاوس بطلاً لقصة مختلفة تناولها موقع فرانس 24، حيث قالت وكالة مراقبة خصوصية البيانات الفرنسية، الأربعاء، إنها فتحت تحقيقًا في انتهاكات الخصوصية المنسوبة إلى التطبيق الذي يكتسب المزيد من الشهرة كل يوم.

وقالت الوكالة إن التحقيق سيسعى إلى تحديد ما إذا كانت قواعد حماية البيانات الأوروبية تنطبق على الشركة الأم التي تمتلك التطبيق، Alpha Exploration، مضيفة أنها قد تتخذ إجراءات عقابية إذا لم يمتثل كلوب هاوس لأحكام التشريعات ذات الصلة.

تحدد اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي (GDPR)، والتي تم تنفيذها في عام 2018، ضوابط خاصة على نقل البيانات الخاصة خارج الدول الأعضاء.

ويوفر التطبيق “غرفًا” رقمية حيث يمكن للأعضاء بدء المحادثات أو الدخول في محادثات مستمرة يمكن أن تتراوح من عدد قليل من المشاركين إلى آلاف الأشخاص.

تم إطلاق الخدمة المخصصة للمدعوين فقط قبل أقل من عام بقليل، وأصبحت تحظى بشعبية كبيرة خلال عمليات الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا التي تم فرضها الوباء على العالم منذ 2020، حيث سعى كثيرون للتفاعل الاجتماعي وهم عالقون في المنزل.

في فرنسا، استخدم كلوب هاوس أيضًا بعض السياسيين، بمن فيهم وزير النقل جان بابتيست دجباري، للحوار المباشر مع الجمهور.

وتخشى الوكالة، وهي الهيئة التنظيمية المختصة، من عدم وضوح “كيان مؤسسي للشركة التي تمتلك التطبيق داخل الاتحاد الأوروبي”، ما يعني احتمال استغلال المعلومات الشخصية لأعضاء التطبيق، ومخاوف أخرى تتعلق بمدى أمان البيانات.

وأضافت أنها استلمت عريضة بأكثر من 10000 توقيع نبهت إلى “انتهاكات محتملة للخصوصية من قبل تطبيق كلوب هاوس”. وقالت الوكالة: “إذا تم التأكيد على أن التطبيق لا يحترم اللائحة العامة لحماية البيانات، فسيكون بمقدورنا في هذه الحالة تطبيق عقوباتنا المناسبة”.