محمد حمدي يكتب: عاهرة اسمها الترافيك

أصبح الترافيك اليوم هو وسيلة التقييم الوحيدة المقبولة والمتعارف عليها، لقياس مدي نجاح أى وسيلة اعلامية فى مصر. فالترافيك -كما يعرف العارفين- هو المال، وللمال بريق يعمي العيون ويغيب الضمائر ويطمس العقول.
مهزلة

الترافيك : هو معدل قراءة وتداول اى موضوع على موقع الكتروني. عدد مشاهدات فيديو معين على يوتيوب، او حتي معدل توزيع جريدة ما أو نسبة مشاهدة قناة فضائية.

نشر موقع (دوت مصر) الاخباري مقالاً بعنوان “لغز دخول أميتاب باتشان الحمام وراء عادل إمام” يقول فيه الكاتب :

لعل الأغنية الأبرز في ذلك الوقت، “عادل إمام دخل الحمام”، التي ذاع صيتها بين أطفال المدارس، وأضافت عدّة قيم ومعان جميلة للبشرية، بكلماتها “عادل إمام دخل الحمام، دخل وراه أميتاب باتشان، قاله بتعمل إيه يامان؟ قاله بقزقز في الدبان، ددي ددي وا”.
ويستكمل الكاتب حديثه :

تبرز الأغنية العديد من الأشخاص، الذين مثلوا “التريند” في ذلك الوقت، منها عادل إمام، أميتاب باتشان، الشاب خالد، وأغنية “ددي وا”، و”الدبان”، إلا أنه يجب أن نلقي نظرة على كلماتها، لنحاول تحليلها أو طرح تساؤلات بصددها، علنا نصل إلى إجابة لحل ألغاز تلك الأغنية، خاصة مع زيارة الفنان العالمي أميتاب باتشان مصر.

مقال لا يسوي (تلاته تعريفه) فى سوق الصحافة والكتابة، لكنه يحتل المرتبة الثانية فى قائمة المواضيع الأكثر قراءة على الموقع حتي لحظة كتابة هذه السطور، بينما يحتل الموقع نفسه المرتبة 102 للمواقع الأكثر زيارة فى مصر وفقا لتقييم موقع (اليكسا)، ولو كنا فى منظومة صحفية حقيقية فى مصر، لتمت معاقبة الكاتب، لكن أغلب الظن أنه سيتم مكافئته لتحقيق هذا المعدل من المشاهدات، مهما كانت الوسيلة.

الترافيك العاهرة

ولأن الترافيك عاهرة، كان لابد من وجود القوادين.. (بعض) مديري وملاك صحف وقنوات فضائية مستعدين لنشر أى شىء عن أى شخص، فقط اذا ضمنوا تحقيق نسبة مشاهدة عالية. أشخاص على يوتيوب على أستعداد لتصوير أى شىء فى أى وقت، فقط لتحقيق نسبة المشاهدة العالية.. مذيعين ومقدمي برامج توك شو على استعداد للحديث عن اى موضوع ومقابلة اى شخص.. فقط لتحقيق نسبة المشاهدة العالية!

اللعبة

وهكذا بانت اللعبة.. شركات كاملة تخصصت فى تحليل المواقع واستطلاع راي الناس فى البرامج على التلفاز لتوجيه المعلنين للبرنامج صاحب أعلى (ترافيك)، وأشخاص لا شغلة لهم ولا مشغلة سوي زيادة (الترافيك) الألكتروني للمواقع والخدمات، حتي أن كاتب هذه السطور يسعى للوصول لأعلى معدل ترافيك. لذلك يجب أن نطرح تساؤلاً نهائيا وأخيراً : هل كل السعي وراء المعدلات الاعلى للترافيك مذموم؟!

الإجابة لا!

السعي وراء الترافيك أمراً طبيعياً لدي الحيوان الاجتماعي المسمي انسان! كلنا نعشق صوتنا عندما كنا اطفالاً فى الاذاعة المدرسية، عندما كنا محط أنظار كل التلاميذ، البعض استكملوا هذا النهج فتحول الى (اسامه منير) والبعض كان يتخيل أن اطاراً من الخشب هو التلفاز ويخاطب اهله من وراءه، هذه -ومن مثلها- تحولت فيما بعد الى مني الشاذلى، الرغبة فى اثارة الانتباه ليست عيباً، العيب كل العيب فى الاسلوب المتبع لاثارة هذا الانتباه.

دورك

الأن يأتي دورك لتحول دفة الترافيك من عبء يثقلك بكم كبير من الاخبار التى لا طائل من وراءها، والبرامج التى لا هدف لها سوي سحبك لمستنقع الترافيك القذر، كل ما عليك الان ان تكف عن المشاهدة، ان تغلق الموقع الالكتروني، او الا تضغط على زر Share او Retweet عمال على بطال! الحل بين يديك انت، فانت فى النهاية من تصنع الترافيك، وتوجه دفة السفينة بدقة نحو الهدف المنشود.

كلمة أخيرة

الترافيك عاهرة.. وفهلوية المكسب هم قواديها.. فلا تجعلها تجذبك بائعاً أو مشترياً، فأن لم تكن قواداً -أرجوك- .. لا تكون زبوناً!

اقـرأ أيضـاً:

سهير رمزي لإعلام.أورج: الزواج من عمر الشريف شرف لأي إمراة

10 صور جديدة من زفاف أيتن عامر أبرزها قبلة العروسين

Arab wood يكشف الرصيد البنكي لعمر الشريف   

مصطفى بكري يُبلغ عن “إخواني” على الهواء

شاهد “بروفة” افتتاح قناة السويس الجديدة

خالد الغندور للإعلاميين: اشمعنى لاعيبة الأهلي؟

.

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا