وليد رشاد يكتب: عيد الفطر.. أحبوش!!

مش عارف ليه عندى مشكلة من زمان مع عيد الفطر .. مش باحبه وباحس فيه بان حالتى المزاجية سيئة اوى .. وحاولت افسر الظاهرة ديه كتير لكنى مش قادر اوصل لاسبابها المنطقية.

لكن اقوى تفسير هو ان عيد الفطر بيكون بعد رمضان مباشرة او بيكون هو الاعلان الرسمى لانتهاء احب شهور السنة بالنسبة ليا وهو شهر رمضان اللى له تميز عندى طوال مراحل حياتى المختلفة.

المرحلة الاولى: رمضان بالنسبة ليا كان حدث استثنائى فى سنوات الطفولة الاولى لما كنا بنتخانق مع اهلنا علشان نقنعهم اننا كبرنا ونقدر نصوم، حتى قبل بلوغنا سن التكليف بالصيام وكنا بنضغط على نفسنا اوى فى الحر الشديد، بس كان ايامها جريمة ان طفل يقول انه فاطر وكانت بتعتبر اهانة ما بعدها اهانة انه ياكل او يشرب وسط اصحابه!!!! لكن دلوئتى العملية اتفتحت على البحرى وفيه ناس كبيرة ومعندهاش اى مشاكل صحية وبتفطر عادى يعنى من غير اى تأنيب ضمير (ما علينا)!!!! كمان رمضان ايامها كان فى اجازة الصيف (زى دلوئتى) وده كان كفيل بان تتحول ايامه كلها لامسيات جميلة وزينة فى الشوارع وحالة من البهجة والسهر والاجواء الاحتفالية. بالاضافة الى ان نظام الاكل صارم فى رمضان لان الناس كلها فى بر مصر بتفطر فى نفس اللحظة بالضبط وممكن كمان يتسحروا فى اوقات قريبة من بعض وده بيخلق نوع من التوحد بين الناس سواء كانوا اغنيا او فقرا واياً كانت طبيعة شغلهم لان مهما كان الشغل فى الغالب الكل بيكون حريص على التواجد فى وقت الفطار.

المرحلة الثانية: لما كبرت شوية ارتبط رمضان معايا باعتباره مهرجان متميز للاعمال الدرامية الاذاعية والتلفزيونية وافضل مجموعة من البرامج الترفيهية علاوة على وجبة متميزة مخصوصة لرمضان من المسلسلات الدينية والتاريخية والبرامج الدينية. وطول عمرى كنت غاوى دراما وتلفزيون خصوصاً أعمال امير الدراما العربية الراحل “اسامة انور عكاشة” اللى كنت باعتبره اديب قبل كما يكون كاتب سيناريو ..
المرحلة الثالثة: لما كبرت اكتر وزاد الوعى الدينى عندى استوعبت بدرجة اشمل ان رمضان اوكازيون ربانى وفرصة كبيرة للتقرب من الله والاستغفار عن الذنوب وعمل ريستارت كامل للحالة النفسية والمعنوية بما فى الشهر من روحانيات وصيام وقيام ..

المرحلة الاخيرة: لما تعمقت فى الدين اكتر واكتر فهمت ان رمضان فرصة عظيمة لتحرى ليلة القدر اللى الدعاء فيها مستجاب وتساهم فى رسم خريطة السنة اللى بعدها وفرصة كبيرة للعتق من النار والدعوات المستجابة.

وعلى مدار كل المراحل ديه كنت باحس ان العيد بيخطف منى الشهر اللى باحبه .. سواء لما كنت طفل وباحب اصوم علشان اثبت انى كبرت. او لما كبرت وبئيت بانتظر رمضان علشان اتابع المسلسلات الرائعة مثل “الشهد والدموع”، “ليالى الحلمية”، “رأفت الهجان” وغيرها. او لما كبرت اكتر وبئيت بانتظر فرصة الاستغفار والتقرب من الله فى رمضان وغسل النفس من الذنوب. او فى المرحلة الاخيرة لما بئيت حريص على تحرى ليلة القدر ربما اصيبها واكون من الفائزين.

تخيلوا على مدار المراحل المختلفة كل ده بينتهى فى ليلة العيد. وبيتحول الصيام المنتظم مع جموع الناس الى صيام منفرد او فى مجموعات صغيرة فى بعض الايام مثل الاثنين والخميس او الست ايام البيض. الخريطة التلفزيونية بترجع للملل والتطويل وبيختفى الايقاع السريع والمميز للتلفزيون الرمضانى. البركة اللى فى شهر رمضان والفرص الالهية بتختفى وتتأجل الى رمضان التالى وبيفضل بس فرصة يوم الجمعة او العشر الاوائل من ذى الحجة.

وعلشان كده طول عمرى مش باحب اوى عيد الفطر وباحب اكتر عيد الاضحى. لانه بيكون له فرحة مختلفة وكبيرة لكن عيد الفطر بيكون بعد رمضان يعنى اصلاً بعد ايام حلوة وليها نظام متميز وجميل فى كل المجالات، بالعكس ده مجرد 3 ايام بالضبط وبترجع الدنيا للايقاع الكئيب اللى قبل رمضان.

تفتكروا ممكن اكون مش باحب عيد الفطر لانى مليش اوى فى الكحك والغوريبة والبيتى فور والحاجات ديه؟! ولان عيد الاضحى كنت باعشقه لانه بيكون عيد الفتة والرقاق والضانى والمشويات ولو انى حالياً مش باقدر ادوس فيهم اوى لاسباب صحية. وعلى كل الاحوال كل سنة وانتم طيبين بمناسبة عيد الفطر .. احبوش !!!!

اقـرأ أيضـًا:

وليد رشاد: وداعاً.. إبراهيم حمدى!!!!

وليد رشاد: يا لهوي.. هو انتوا كنتوا بتشتغلوني ؟؟!!

وليد رشاد : حكاية بخور بـ 300 جنيه !!

وليد رشاد: رمضان جانا .. بس مفرحناش بيه !!

وليد رشاد: ابتسم .. انت فى “كولن”

وليد رشاد: استاذى العزيز .. “لويس جريس”  

​وليد رشاد: الله يرحمك يا عم “مبروك”

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا