ماذا بعد الإصابة بـ كورونا؟ تنمر وتهديد بالطلاق واتهام بالقتل

هدير عبد المنعم

في جائحة فيروس كورونا، اكتشف الناس في أنفسهم صفات ورغبات لم يكونوا على دراية بها، الخوف من الفيروس المميت دفع البعض لتصرفات غير محسوبة، منها الجيد ومنها اللا إنساني، فمعرفة أن شخص مريض سيدفعك للتعاطف معه وتمني الشفاء له، ولكن أن تعرف أن شخص ما قريب منك ومريض بفيروس كورونا، هنا الخوف من العدوى والرغبة في الحياة هما الدافع وراء رد الفعل، ورد فعل البعض كان التنمر على المصابين بكورونا، الذين أصبحوا يواجهون ضيق التنفس الذي يسببه الفيروس وضيق العالم من حولهم بسبب التنمر والمضايقات بالقول والفعل.

 

تواصل “إعلام دوت كوم”  مع بعض الحالات التي أصيبت بفيروس كورونا وتعرضت للتنمر ممن حولهم، وجاءت تصريحاتهم كالآتي:

 

اتهام بالقتل

قالت نادية محمد، ربة منزل، إنها وجارتها أصيبوا بالفيروس، ولكنها لا تعرف من أصيب أولا وقام بعدوى الآخر، وأضافت أن زوج جارتها أصيب هو أيضا فيما بعد.

ذكرت أن الجميع تعافى عدا زوج جارتها تدهورت حالته حيث إنه مريض بحساسية الصدر، وأقام بالمستشفى وبعد عدة أيام توفي، أشارت إلى أنه منذ ذلك اليوم وجارتها تتهمها بأنها من قتلته، قائلة: “كل ما تشوفني تقولي انتي اللي قتلتيه، وبتتكلم بجد لدرجة إني هعزل من المكان لأنها عدوانية جدا معايا”.

 

نرشح لك: ليست كورونا.. تفاصيل إصابة 3 فنانين بأزمات صحية

 

“طلاق ”

أما عند ياسمين علاء، 25 عاما، فوصل الأمر في حالتها إلى الطلاق، قالت “ياسمين” إنها أصيبت بفيروس كورونا ثم أصيبت به والدتها فيما بعد، وكانا في تجمع عائلي قبل اكتشاف الإصابة ببضعة أيام، وأرادت أن تحذر أقاربها حتى يتخذوا الإجراءات اللازمة.

تابعت أنها منذ أن أعلنت عن إصابتها هى ووالدتها، وهى تواجه مضايقات من أقاربها، حيث إن زوجة عمها التي استضافتهم قبل بضعة أيام في بيتها طلبت الطلاق، وأخبرت زوجها: “بنت أخوك عايزة تموتني”.

أوضحت ياسمين أنها كانت ترتدي الكمامة في بيت عمها ولم تقترب من أحد ولم تكن تعرف أنها مصابة بفيروس كورونا، قائلة: “أنا عايزة أعرف هو المرض عيب؟ يعني مكنتش أقول أحسن واريح دماغي؟ أنا تعبت وكنت في محنة بدل ما يساندوني يعملوا كده؟”.

 

مصافحة لم تكتمل

روت فاطمة سعد، طالبة بكلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة حلوان، أنها أصيبت بفيروس كورونا في شهر يوليو الماضي، وأضافت أنها أعلنت ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تحصل على الدعم المعنوي ودعاء أصدقائها بالشفاء.

ولكنها لم تكن تعرف ما ستتعرض له بعد ذلك، قالت إنها تعافت تماما من الفيروس منذ نهاية شهر يوليو، وعندما بدأ العام الدراسي في شهر أكتوبر ذهبت للجامعة.

تابعت أن إحدى زميلاتها دفعت يدها أثناء مصافحتها لها، وقالت لها بصوت مرتفع أمام باقي الطلاب: “انتي إيه اللي منزلك وازاي تقفي معانا وتسلمي علينا انتي كده هتعدينا”.

استكملت “فاطمة” أنها منذ ذلك اليوم تتجنب الجميع ولا تتحدث مع أحد، حتى أنها لا تذهب للمحاضرات، لافتة إلى أنها تعافت من الفيروس، ولكنها لا تستطيع محو آثار كلمات زميلتها من داخلها.

 

كوميكس غير مضحك

قالت دينا علي، طالبة بالثانوية العامة، إنها أعلنت عن إصابتها بفيروس كورونا لزملائها بالمدرسة حتى يتخذوا حذرهم، وأملًا في بعض الدعم النفسي لأنها كانت خائفة جدا منذ أن عرفت أنها مصابة بالفيروس.

تابعت: “نزلت البوست ونمت، صحيت تاني يوم لقيت كمية بوستات كتير جدا تريقة وكوميكس على اكتشاف حالة كورونا في المدرسة، والتريقة دي من طلبة في دفعتي وعارفني شخصيا، مش عارفة هنزل تاني واقابلهم واتعامل معاهم ازاي؟ ومش عارفة ايه المضحك في أن حد اتصاب بفيروس مالوش علاج وبيطلب الدعاء؟”.

نرشح لك: نشر ثم حذف ثم تأكيد.. ارتباك إعلامي لاتحاد الكرة بسبب محمد صلاح