وليد رشاد: وداعاً.. إبراهيم حمدى!!!!

لم اكن فى طفولتى من عشاق “عمر الشريف” حتى اننى تعجبت فى بداية الثمانينات حينما اغرقنا التلفزيون باعلانات فيلم “ايوب” الذى كان اول فيلم مصرى يعود به للسينما المصرية بعد غياب سنوات من ايام فيلم “المماليك” فى الستينات .. لكن مع انتقالى التدريجى لمرحلة النضج بدأت استوعب اداؤه فى افلام مختلفة مثل “صراع فى الوادى”، “ايامنا الحلوة”، “سيدة القصر” لكنى وقعت فى غرام دوره الرومانسى فى فيلم “نهر الحب” وكذلك اداؤه الرائع فى رائعة “احسان عبد القدوس” رواية “فى بيتنا رجل”..

حتى تلك اللحظة كنت ارى ان “عمر الشريف” مجرد فنان مصرى متميز الا اننى عندما بدأت مرحلة السينما العالمية فى حياتى ووقتها لم تكن قد ظهرت القنوات الفضائية او شبكة الانترنت ولذلك كانت متابعة اخبار السينما العالمية درب من الخيال .. ولكنى كنت حريص على قراءة الصفحات الدولية فى المجلات الفنية العربية ومتابعة البرامج الفنية التى تتناول السينما العالمية ومشاهدة تلك الافلام فى حالة عرضها على شاشات التلفزيون المصرى.

ومن تلك المتابعات ادركت القيمة الدولية لعمر الشريف وكيف استطاع ان يغزو السينما العالمية ويشارك جميلات السينما فى العالم ادوار البطولة مثل “صوفيا لورين”، “جيرالدين شابلن”، “باربرا سترايسند ” ويكون بطلاً لمجموعة افلام مثل “لورانس العرب”، “دكتور زيفاغو”، “فتاة مرحة” وغيرها..

الا ان القيمة الانسانية لعمر الشريف اكتشفتها مع مشاهدتى برنامج تلفزيونى فى التسعينات سجله مع المذيع المتألق وقتها “ممدوح موسى” وكان الحوار عن تفاصيل كثيرة فى حياته الا اننى فقط توقفت امام رده على سؤالين ما زالا فى اذنى حتى يومنا هذا رغم مرور العديد من السنوات حتى انى استشهدت بتلك الردود فى العديد من حواراتى الشخصية.

فعندما سأله “موسى” عن تقييمه لتجربة حياته بعد كل هذا النجاح وهذه الشهرة والاموال ؟! فاجاب انه احياناً كثيرة يفكر لو انه استمر مع “فاتن حمامة” وانجب منها اطفال اخرين بالاضافة الى ابنهما “طارق” وكون اسرة تقليدية وعاش حياته كفنان مشهور فى مصر فقط ربما كانت شكل حياته افضل مما وصل اليه..

وكان رد غاية فى الانسانية والعذوبة لاننا كثيراً ورغم نجاح البعض فى حياته العملية فأنه يحن الى النجاح بمفهومه الشامل وهو النجاح فى مجال العمل مع مراعاة عدم اهمال الجانب الاجتماعى والاسرى.  وكان السؤال الثانى هل وقعت فى حب واحدة من تلك الجميلات اللاتى مثلت معهن ؟؟ فاجاب بمنتهى العفوية انه لا يعتقد طوال عمره انه يمكن ان يقع فى حب (بالمعنى العاطفي) مع امرأة غير عربية .. باعتبار ان اللغة والثقافة فى حد ذاتها يمكن ان تكون عائق بين المحبين ومهما بلغ الرجل الشرقى من اندماج فى مجتمع غربى واتقانه لغة ذلك المجتمع الا انه يظل هناك مساحة من البرودة فى المشاعر بين الطرفين..

ورغم كل ذلك الولع باجابة الشريف على سؤالى “ممدوح موسى ” ورغم طول تجربتى المهنية فى مجال التقارير التلفزيونية وتغطيتى للعديد من الفعاليات الثقافية والفنية الا اننى على ما اتذكر لم التقى بعمر الشريف الا مرة واحدة منذ 5 او 6 سنوات.  وكانت المناسبة احتفالية اقامتها مؤسسة روزاليوسف بمناسبة مرور 20 عاماً على رحيل الكاتب الكبير “احسان عبد القدوس” ورغم ازدحام المكان بالنجوم الا اننى لم افوت فرصة اللقاء بعمر الشريف وكان الرجل لطيفاً معى عندما سألته حول فيلم “فى بيتنا رجل” وقلت له انه واحد من اهم افلام “عمر الشريف” وواحد من اهم افلام السينما المصرية وان “احسان عبد القدوس” قدر يجسد الاسرة المصرية بشكل واضح فى الفيلم ده. فاجابنى جداً جداً .. واضاف مبتسماً “انا باعتبر ان ده احسن فيلم عملته فى السينما المصرية”.. وهو للحق فى وجهة نظرى اروع افلامه العربية على الاطلاق.

ولا انسى ابداً الجملة التى ذكرها فى نهاية الفيلم على لسان البطل “ابراهيم حمدى” والذى ارسلها فى خطاب الى حبيبته “نوال” قبل اشتراكه فى عملية فدائية (استشهد فيها) “علمى اولادك ان الحرية اغلى من الحياة” …  ولكن ما احزننى بعد هذا اللقاء التاريخى انى طلبت منه التقاط  صورة تذكارية معه ووافق مرحباً رغم الزحام الشديد الا ان زميلى ورغم انه مصور تلفزيونى محترف فشل فى انتاج صورة فوتوغرافية جيدة وربما لم يستخدم الفلاش اصلاً !! فحزنت كثيراً وقلت له وقتها ما معناه انها فرصة لا تعوض وربما يصعب ان التقى به مرة اخرى وقد كان….

اقـرأ أيضًـا:

وليد رشاد: يا لهوي.. هو انتوا كنتوا بتشتغلوني ؟؟!!

وليد رشاد : حكاية بخور بـ 300 جنيه !!

وليد رشاد: رمضان جانا .. بس مفرحناش بيه !!

وليد رشاد: ابتسم .. انت فى “كولن”

وليد رشاد: استاذى العزيز .. “لويس جريس”  

​وليد رشاد: الله يرحمك يا عم “مبروك”

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا