محمد عبد الرحمن يكتب: مولانا الراحل ممدوح مداح

نقلا عن جريدة المقال

” وحد الله فى قلبك يا لمبى دة انتو سارقين قاتلين شاربين نايمين مع بعض” هذا “الإيفيه” الشهير من فيلم “الناظر” في أول ظهور لشخصية “اللمبي” على شاشة السينما كان للممثل الراحل ممدوح مداح، لكن نجاح العبارة وانتشارها وتكرارها بين جمهور الفيلم لم يحقق الكثير لصاحبها، ظل ممدوح مداح بعيداً عن الدائرة المضيئة لسنوات عدة تالية حتى ظهر بقوة في فيلم “حين ميسرة” مع المخرج خالد يوسف مجسداً شخصية “عبد السميع الأعرج” متغنيا بكلماته وألحانه في “قل أعوذ من الشيطان”، هنا بدأ الجمهور يعرف أن هناك ممثلا ومطربا وشاعرا وملحنا اسمه ممدوح مداح لازالت مهنته الأساسية هي المحاماة، مداح كما كثيرين من مبدعي السنوات الثلاثين الأخيرة من فرقة “الحركة” المسرحية التي أسسها خالد الصاوي مطلع التسعينيات وضمت أسماء عدة أبرزها خالد صالح، جاءته الفرصة متأخرة كالعادة الكثير ممن حلوا ضيوفا على هذه الزاوية، لكنه الأول الذي نكتب عنه بعد رحيله .

رحل ممدوح مداح في فبراير الماضي عن عمر ناهز 57 عاما، وهو يصور مشاهد شخصية “بنهاوي” في مسلسل “مولانا العاشق”، عاش طويلا بلا أدوار، ومات وهو له مسلسل سيعرض في رمضان 2015، أخلص للمسرح وصال وجال على الخشبة ولم يعرف طريقه للبلاتوهات كما ينبغي إلا في السنوات العشر الأخيرة، كل شئ بأوان هكذا كان مقتنعا، كان أقرب للصوفية في تعامله مع الفن، انتظر ولم يمل الإنتظار ورفض السعي من أجل أي دور والسلام، كان يفرغ طاقته الفنية في حفلات نقابة المحامين وفي عروض فرقة الحركة وأبرزها على الإطلاق “اللعب في الدماغ”، أخر مسرحياته كان “اللي خايف يروح “مع صبري فواز مخرجا، أفلامه على شاشة السينما كان معظمها لخالد يوسف، بعد “حين ميسرة” والأغنية ذائعة الصيت ظهر معه في ” كلمني شكرا” و”كف القمر”، على شاشة التلفزيون انضم لقطار رفاق الجامعة وشارك خالد الصاوي في “أهل كايرو” و”خاتم سليمان” و “على كف عفريت” أما خالد صالح فظهر معه في “فرعون” و”9 جامعة الدول العربية”، أما أخر أعماله التلفزيونية المعروضة قبل وفاته فكان مسلسل “دهشة” مع يحيي الفخراني .

توفاه الله تاركا الكل يتحسر على موهبة رحلت دون استغلالها كما ينبغى أما هو فكان راضيا عن ما حقق موثقا هذا الرضا في الأبيات التالية ، “هاتموت إذا حان الأجل.. وهاييجي من بعدك ولد.. هاتبخر الدار ضحكته.. وإن يلتقيك مرمي على حد الزمن.. هيعدي ويقول غنوته.. يا مصرنا يا أمنا أطمني وفضي السكات.. كل الحكاية كان هنا واحد نداله الموت فمات”.

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ ايضًا: 

محمد عبد الرحمن : المجتهد الصبور ..طارق عبد العزيز

محمد عبد الرحمن: ماتت صافي سليم.. وعاش جميل برسوم

محمد عبد الرحمن: الشعب يريد إسقاط الإعلانات

محمد عبد الرحمن: المدير الفني ..أحمد كمال

محمد عبد الرحمن: الخالة سلوى محمد علي

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن تميم عبده

محمد عبد الرحمن: أن تكون سيد رجب

محمد عبد الرحمن: شاهد بنفسك ولا تدع الآخرين يشاهدون لك

محمد عبد الرحمن: بيومي فؤاد ..اسم يعني الثقة

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا