الغريب والعجيب والمريب في "ترند" يوسف الشريف

إيمان سراج الدين

ماذا يضير فنانا لو أعلن فنان آخر أنه لن يسمح في أعماله الفنية بالمشاهد الساخنة؟ هل ذلك يؤذيه نفسيًا لأنه لم يكن جريئًا بما يكفي لاتخاذ مثل هذا القرار؟ أم أنه يستمتع بتلك المشاهد فلا يريد لأحد أن يفتح الباب للقضاء عليها، أم أنه يخشى من نظرات الآخرين إذا فعلها؟

 

نرشح لك: محمد صلاح يدعم يوسف الشريف

 

يدّعون أنه فن ولا يصح أن يكُن هناك فن بلا مشاهد ساخنة وملامسة كما أطلقوا عليها، والفن بريء من كل هذه الادعاءات، هل بالفعل الفن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمشاهد العري والقبلات وما إلى ذلك؟ إذا كان الأمر كذلك لماذا تنجح أعمال خالية من تلك المشاهد وتفشل أعمال مليئة بكل ما هو ساخن؟ إذن المسألة لا لها علاقة بالفن، الفن الحقيقي الذي يدوم يمكن أن يوصل رسالته بكل الطرق والخيارات موجودة ومتاحة للجميع، لذلك لا أعلم لماذا كل هذا الهجوم علي تصريح الفنان “يوسف الشريف” بأنه لن يسمح في أعماله بالمشاهد الساخنة، هل ذكر أنه لن يسمح بها في الفن ككل، هو تحدث عن نفسه فقط وهذه حريته المطلقة، لم يتجاوز في تصريحه ولم يمس أحدا من زملائه، اختص فقط أعماله وترك الأمر لشركات الإنتاج والمشاهد.

الغريب والعجيب والمريب في الأمر، أن الذين هاجموه يتشدقون ليل نهار بالحرية ومن حق كل فرد أن يكُن حرًا في نفسه ورأيه وحياته، دافعوا عن المثلية ودعموها، دافعوا عن الإلحاد والملحدين بأنها اختيارات وعلي البشر احترامها، رغم أنها ليست اختيارات وضد الدين والطبيعة.

لكن يبدو أن حريتهم توقفت عند تصريح يوسف الشريف، فصاروا يصيحون ويضربون كفًا بكف ويهاجمونه بشراسة “مش من حقه يقول كدا دا فن”!! وعندما تسألهم أليست هذه حريته، يتجردون من الإجابة ويتحججون بحجج واهية.

في برنامج “شيخ الحارة” عندما سُئِل ماجد المصري “هل توافق على امتهان ابنتك مهنة التمثيل؟” رفض رفضًا شديدًا، كذلك أحمد السقا وهاني سلامة، في حوارهما مع محمود سعد، أما عادل إمام فقالها صراحة عندما سُئِل في أحد الحوارات الصحفية عن عمل ابنته في الفن وما الذي دعاه لرفض عملها به “معندناش ستات تشتغل في الفن أنا رجل صريح ولا أخشى في كلامي إلا الله سبحانه وتعالى، كما أني رجل شرقي ومن الطبقة المتوسطة التي ستظل رمانة الميزان، لذلك أؤكد علي رأيي ولن أتراجع عنه فلن أسمح لابنتي أن يقبلها أحد والرجل المصري الأصيل والمسلم الحقيقي لا بد أن يغار علي أهل بيته وعرضه”.

ولم يكن هذا الأمر محليًا فقط، بل حدث عالميًا، ‎في أحد المقابلات مع براد بيت تطرق الحديث إلى مشاهده الجنسية القديمة وصرح بأنه لن يكررها مرة تانية، لأنه لا يريد لأحد من أطفاله أن يشعر بالحرج عند رؤيتهم لهذه الأفلام، قالها صريحة “لا أظن أنني سأقدر على تكرارها مرة أخرى، ماذا سأقول لأطفالي إن رآوها وهم كبار، لا أتقبل هذا الأمر”.

كذلك قالتها الممثلة ناتالي بورتمانت في خطاب فوزها بالأوسكار عن فيلمها The black swan وفي أهم محفل سينمائي في حفل الأوسكار إنها لن تقدم أي مشاهد بها “عري” مرة ثانية، ناتالي عللت السبب وقالت “عندما تصنع شيئا وهو جزء من دراما القصة وينتهي به الأمر في موقع جنسي لن يكُن شيئا جيدا، هذا يشعرني بالغضب”. فما بالكم بالفنان المسلم الذي يرفض دينه ذلك، لا إجبار على أحد، الحرية مطلقة للجميع، من يريد هذا له حريته ومن يريد أن يمتنع لا بد أن تكُن الحرية متساوية وليس لأحد أن يهاجم أحدا آخر.. هذه هي الحرية الحقة لمن يريد أن يعيها.