من اللهجة لـ رفع الحاجب.. أشهر "لزمات" عادل إمام الفنية‎

ولاء مطاوع لزمات عادل إمام  

 

هو “شريف” المهندس المثقف، والزوج المطحون الذي اضطرته الظروف القهرية للحياة بين ‏جنبات الشارع مرة، وفي “حوش” العائلة مرة أخرى في فيلم “كراكون في الشارع”، هو “شعبان” ‏الموظف الريفي البسيط، الذي يحب “زينب” إلا أن القدر يفتح له طريقًا للثروة عبر انتحال ‏شخصية لقريب مليونير متوفي وتبحث ثروته عن وريث، إلا أن الظروف مجددًا تلقيه خلف ‏القضبان متهمًا بجريمة قتل، لم يرتكبها ولكن ارتكبها الاسم الذي انتحله في “شعبان تحت ‏الصفر”، هو “أحمد” الذي يتوجه لمجمع التحرير لاستخراج شهادة لنقل ابنه من مدرسة لأخرى، فيتورط في إشهار سلاح في وجه المواطنين، ويتخذ منهم رهائن، وسرعان ما تأتي الشرطة وتتصاعد الأحداث، دائمًا هي الظروف التي تجبره ويعاندها فتارة تغلبه، وتارة يخرج لها لسانه وينتصر ‏عليها، الثابت الوحيد في كل “الظروف” أنه يَضحك ويُضحك دومًا، في المطلق هو “الزعيم” ‏عادل إمام.‏
‏ ‏

نرشح لك: ملف خاص.. عيد ميلاد عادل إمام الـ80

موظف مطحون، شاب ميسور باحث عن الحب، شاب ريفي بسيط، مواطن عادي، أب، زوج، ‏خال، وصديق، طوال مشواره الفني لم يترك دورًا يشبه “المصري” بكل فئاته إلا وأداه ببراعة ، ‏سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، أحبه الجمهور من خلال هذه الأدوار التي اقترب فيها ‏من الناس بكل فئاتهم وتفاصيلهم، لم يتكلف في أدائه بل بدى طوال مشواره وكأنه “هو” في كل ‏ما قام به من أعمال.‏

يجب على الممثل أن يمتلك أدواته، والممثل من القلة من الفنانين الذي إذا انفصلت عنه أدواته ‏فشل وتجرد من مهمته في إيصال رسالته من خلال التعبير بنفسه، فرسالته تعتمد بشكل أساسي ‏على جسده و صوته إلى جانب إمكانياته النفسيه والعقلية، وخلال ما قدمه “الزعيم” في حياته ‏الفنية استطاع أن يمزج مزجًا كليًا متناسقًا ومتناغمًا بين كل أدواته التي استخدمها بمنتهى الذكاء، ‏ليتربع على عرش الزعامة الفنية.‏

لعل أوضح الأدوات التي امتلكها “الزعيم” هي صوته ونظراته إلى جانب طريقته المميزة في ‏المشي، تلك “اللزمات” التي كلما استخدم إحداها فجر قنابل من الضحك، والدليل أنها لا تزال حية على ‏مواقع التواصل الاجتماعي تُستخدم كـ “كوميكس” ساخر تستدعيه التعليقات على المواقف ‏المختلفة.‏

صفع الممثلين

اشتهر “الزعيم” بصفع الممثلين كحركة كوميدية، أُخذت عليه في بعض الأحيان، قدمها من خلال ‏العديد من الأفلام مثل التجربة الدنماركية، بخيت وعديلة، وعريس من جهة أمنية وغيرها من ‏الأفلام الأخرى، فهي تعتبر اللزمة “الأشهر” له.‏

طريقة مميزة في تلقي الضرب

نظرًا للتنوع بين الأفلام التي قدمها “الزعيم” فقد تعرض للضرب في بعض المشاهد، التي رغم ‏قسوتها في بعض الأحيان إلا أنه خرج منها بطريقة مميزة بعد تلقي “العلقة”، تجعل المشاهد ‏ينسى مرارة المشهد ليدخل في نوبة من الضحك على النتيجة التي يخرج بها منه.‏

رفع الحاجب

‏”اللزمة” الشهيرة الأخرى هي “لزمة” رفع الحاجب، فهي من الحركات الملازمة للزعيم عادل ‏إمام، يستخدمها في بعض المشاهد ليبدي اهتمامًا زائفًا بما يقال، أو ليبدي عصبيته تجاه شيء ما.‏

التلعثم في الكلام

إخراج الكلام بصورة غير مرتبة من خلال التلعثم في الكلام ليوضح تركيزه وانصراف ذهنه في ‏أمر آخر، كما حدث في فيلم التجربة الدنماركية في مشهد دخول نيكول سابا، ومشهد إفطار ‏‏”شحيبر” في مسرحية الواد سيد الشغال‏.

الملابس

ملابس الفنان جزء من العمل الفني، تضيف للشخصية إذا اختيرت بعناية، ولـ عادل إمام ‏‏”لزمات” في اختيار ملابسه فمثلا هناك أعمال استعان بها بارتداء “البدلة الجينز” التي اشتركت ‏أغلبها رغم اختلاف الأفكار في شخصية “الشاب” المطحون أو الفقير، والذي في معظم الأحيان ‏تتغير حياته بشكل أو أخر بسبب دخول عنصري “المال” أو “السُلطة” فيها، الجينز في هذا الوقت ‏كان دخيلًا على الثقافة الشرقية، ففكرة الشاب “المتأمرك” كانت تسيطر على الشباب الذين ‏عاصروا جيل الانفتاح بكل مستوياتهم وطبقاتهم، ولكنه فضل اختياره لبعض الأدوار ذات ‏التحولات الطبقية، من هذه الأعمال مسرحية “الزعيم”، “الواد سيد الشغال”، وفيلم “حنفي ‏الأبهة”، و”الغول”،”مسجل خطر”، و”على باب الوزير” ‏.

1- الجاكت الجلد الأسود

كذلك ارتداء الجاكت الجلد الأسود الذي وقع اختياره عليه في أفلام مثل “سلام يا صاحبي”، ‏‏”المشبوه”، وبخيت وعديلة بجزئية الأول والثاني.‏

2- الصوف الأحمر

ارتداه بأشكال متنوعة فمرة هو “بلوفر” ومرة “ياقة مرتفعة” وأخرى “سديري” في أعمال مثل ‏‏”خلي بالك من عقلك”، “واحدة بواحدة”، “سلام يا صاحبي”، “رجل فقد عقله”، “الإرهاب ‏والكباب”، و”الإنسان يعيش مرة واحدة”.‏

لزمات عادل إمام

3- الباريه الأبيض

أحد الاكسسوارات التي استعان بها في ثلاثة أفلام وجه التشابه بينهم هو إنتاجهم في الثمانينات، ‏ولكن الشخصيات اختلفت في كل منهم عن الأخر وهم أفلام “عصابة حمادة وتوتو”، “واحدة ‏بواحدة”، “كراكون في الشارع”.‏


ادعاء المعرفة “الفتي”

عندما يعجز في بعض المشاهد عن مجاراة الأحداث فيلجأ لادعاء المعرفة بصورة كوميدية ‏وسريعة مثل مشهد الكلام باللغة الفرنسية في مسرحية “الواد سيد الشغال”، ومشهد ادعاء العلم ‏بالافتاء في فيلم “حسن ومرقص”‏.

 

المعاكسة

من اللزمات الشهيرة التي يستخدمها عادل إمام، هو ابتكاره لأساليب مختلفة في المعاكسات خلال ‏أعماله المتنوعة، وربما كانت أشهر معاكساته في فيلم “السفارة في العمارة” حيث خرج منها ‏الإفيه الشهير الذي وجد طريقه على مواقع التواصل الاجتماعي “مش انا عيد ميلادي النهاردة”‏.

‏”المزاولة” بالعكس!‏

من أكثر اللزمات التي تميز بها عادل إمام، فتراه يمد يده ليصافح أحدهم ثم يتذكر شيئًا ما فيعيد ‏يده إلى مكانها، أو يعرض على أحدهم أن يجلس ليأكل أو يشرب شيئًا، ثم يقول لهم “بس دي ‏تبقى رشوة”، أو تكرار جملته الشهيرة “إنت ما بتجيش ليه، إبقى تعالى”، و “المزاولة” الشهيرة ‏بزجاجة “الكوكاكولا”.‏

الحديث بلهجة تاريخية

في مشهد حُفر في ذاكرة المشاهدين، تحدث “سيد” الشغال للمأذون الذي أتى لإتمام إجراءات طلاقه من السيدة “هدى” بلهجة تاريخية ردًا على تساؤلات المأذون، فأصبح من مشاهد مسرحية “الواد سيد الشغال” التي تبعث على الضحك في كل مرة تُعرض فيها المسرحية.

لم تكن المرة الوحيدة التي استخدم فيها عادل إمام هذه اللزمة، ولكن أيضًا في فيلم “الإرهابي” تحدث بنفس الطريقة حين قال “يا قوم إني أرى رؤوسًا قد تطوحت وحان وقت طيرانها” على غرار المقولة الشهيرة “إني أرى رؤوسًا قد أينعت وحان وقت قطافها”.

الاندهاش واتساع العين

هذه اللزمة التي ارتبطت باسم “الزعيم”، فطريقة اندهاشه التي تعطي في كثير من الأحيان إيحاء بأن هناك كارثة قد وقعت، ليكون الواقع أنه اندهاشًا أكبر من حجمه الطبيعي، وهذا هو ما يثير الضحك، وهناك أمثال عديدة من الأعمال الفنية التي استخدم فيها هذه “اللزمة” مثل مسرحية الزعيم، ومسلسل “عفاريت عدلي علام”، وغيرها من الأعمال..

لا ريب أن تكرار هذه اللزمات عرضه في أحد الحوارات إلى سؤاله بأن البعض يتهمه بحفظ ‏تعبيراته، وتكرار أسلوب الأداء، إلا أن “الزعيم” نفى ذلك، وقال إنه لا يعتقد بأنه ممثلًا نمطيًا، ‏ولو أن النمطية لها ممثلون عظام مثل عبد الفتاح القصري، وزينات صدقي، وإسماعيل ياسين، ‏ولكنهم كانوا أيضًا عباقرة، وأكد أن أدواره متعددة وأن أسلوبه يتغير بتغير الدور.‏