نيللي كريم.. سكر رمضان

إيمان سراج

عندما تجبرك نيللي كريم، في عمل درامي علي الضحك فهذا يعتبر معجزة، معجزة فعلها بـ 100 وش، نيللي كريم التي عشنا معها أيام من الكآبة والنكد في أعمالها الرمضانية السابقة تؤدي دور كوميدي بخفة دم غير اعتيادية، حتى أن البعض يضحك معها وهو غير مصدق.

هي المرة الأولى التي تقدم فيها نيللي عمل كوميدي تلفزيوني، لكنها ليست المرة الأولي سينمائيًا، فقد سبق وقدمت الكوميديا من قبل مع هاني رمزي، في فيلمي “غبي منه فيه” و”الرجل الغامض بسلامته”.

بـ 100 وش هو العمل الوحيد الذي ظهرت ملامحه ونستطيع الحكم عليه من بعد وصولنا للحلقة الخامسة، عمل متكامل، بداية من الاختيار الموفق جدًا لمجموعة الممثلين إلي الديكور الواقعي واختيار الملابس الحقيقية، والمكياج وكادرات وزوايا التصوير والمونتاج والإخراج.

القصة ليست غريبة ويمكن التطرق إليها البعض في أعمال سابقة، لكن الجميل هنا أن التناول مختلف، سلس، رشيق، الكتابة مشوقة، مخلوطة بكوميديا الموقف، كوميديا شيك، وغير مفتعلة رغم أنه ليس عملًا كوميديا ًوهذا ما جعله مختلفًا وجعل المشاهد في حالة شغف وترقب لمتابعته.

العمل عكس كل الأعمال المطروحة يتميز بسرعة الإيقاع، تفادي مشكلة المط والتطويل مما جعل المشاهد لا يشعر بالملل أثناء مشاهدته بل بالعكس يتمني عند انتهاء الحلقة لو أنها لم تنتهِ.

أداء الممثلين فيه بساطة ومصداقية وعدم افتعال رغم أنهم جميعًا ليسو كوميديانات وهذا يوضح أن الكوميديا ليست حكرًا على الفنان الكوميدي بل أن الموهوب فنيًا ممكن له أن يؤدي أي نوع من الفن، ولكن لابد له أن يمتلك الأدوات التي تؤهله لنجاح التجربة كما في “بـ 100 وش”، هنا تتوافر الأدوات تمامًا، ابتداءً من الكتابة الجميلة الرشيقة لـ “أحمد وائل، وعمرو العدلي”، للإخراج، وأعتقد أن المخرجة كاملة أبو ذكري، ستستمر في اكتشاف نيللي كريم في كل مرة تتعاون معها، ففي كل مرة نراها في صورة مختلفة، كما اكتشفتها سابقًا في “سجن النسا وذات”.

نيللي كريم، موهوبة ولأنها موهوبة ومعجونة فن، رغم أن البعض كان لديه شك في استطاعتها أن تؤدي دور كوميدي كدورها هذا، لكنه يصفق لها الآن لأنها تؤديه ببراعة ويسر كما عودتنا في أدوارها الأخري”النكدية” بالإضافة إلي أن ظهورها بدون مساحيق أو عمليات تجميلية -وسط كم الفنانات اللائي لا يتخلين عنه حتى في أوقات النوم أو لحظات المرض- جعلها حقيقية جدًا ومقنعة وشبه الشخصية التي تمثلها.

آسر بس، السهل الممتنع، يؤدي دوره بإقتدار وسهولة وخفة، طبيعي لأقصي درجة وتشعر معه وكأنها شخصيتة الحقيقية.

إسلام إبراهيم، أعتقد أن هذا الدور أفضل أدواره، يقدم الإفيه بطريقة طبيعية وحقيقية، سيكون هذا الدور نقلة كبيرة بالنسبة له.

علا رشدي بشعرها الكيرلي، بأسلوبها في الكلام وهمجيتها، مميزة جدًا.

زينب غريب، كانت مع كاملة أبو ذكري في مسلسل سجن النسا، وإجادتها هنا لا تقل عما شاهدناه من إجادة في سجن النسا كذلك دنيا ماهر.

مازلنا في الحلقات الأولى وللآن نحن أمام عمل درامي متماسك، سريع الإيقاع، وأتمني أن يستمر علي هذا الحال لنهايته ليضمن إعتلاء قائمة الأفضل في رمضان.

نرشح لك: بعد عرض “بـ 100 وش”.. نيللي كريم للجمهور: كفاية نكد