الفضيلة الغائبة عن بيومي فؤاد في برامج مصر والسعودية
بالبحث تبيّن أن هذا اللقاء ليس الأول لبيومي فؤاد بعد الأزمة، بل سبقه لقاء عبر قناة sbc السعودية، تم بثه بتاريخ 15 مارس، تحدث خلاله أيضاً عن الهجوم الكبير الذي واجهه عقب عرض المسرحية. لكن الصحافة والجمهور لم ينتبهوا لهذا اللقاء، لذا مرّ مرور الكرام.
هل اختلف بيومي فؤاد؟
مَن شاهد اللقاءين سيتجه بلا شك لعقد مقارنة بينهما، فبيومي الحزين الباكي في "حبر سري"، لم يكن هو ذاته المبهج الضاحك في "عينك على مين؟"، وللإنصاف فإن طبيعة البرنامج السعودي ربما كانت هي من تحتّم عليه ذلك، فهو بالأخير برنامج مسابقات يقوم على فكرة جديدة تدمج بين الجوائز المالية والاستعانة بالذكاء الاصطناعي واستضافة المشاهير.
الاختلاف لم يكن في الحالة العامة للفنان، بل في بعض إجاباته أيضاً، فالسؤال الأول في كلا الحلقتين كان عن سبب مشاركته في عمل واحد فقط خلال موسم رمضان 2024، وهل ذلك بسبب تأثير أزمته الأخيرة مع محمد سلام على مستقبله المهني.
نرشح لك: "خالد نور وولده نور خالد"… 5 ماله و5 ما عليه
بيومي في البرنامج المصري أجاب بأن السبب الحقيقي هو تعاقده بشكل حصري على "الكبير أوي 8"، كما أنه لم يرغب في استفزاز الجمهور لأن بعضهم غاضب منه، قائلاً: "شاركت في (الكبير) فقط لأني متعاقد عليه بشكل حصري، رغم إن اترشحت في 6 أعمال أخرى لكن رفضتهم، لأن السنة دي مكنتش عاوز ابقى موجود كتير لأن في ناس زعلانة وأنا مكنتش عاوز أزعلهم وأضايقهم".
أما بيومي في البرنامج السعودي فأكد أن السبب هو رغبته في تقليل عدد الأعمال والانتقاء بشكل أفضل، مضيفاً: "بقيت بقلل العدد وأختار، وكنت مترشح في أكتر من عمل لكن اعتذرت، لأني فضلت أكون في (الكبير أوي) فقط، المسلسل ده له فضل عليا.. وبالأصل مكنتش حابب أكون في رمضان السنة دي خالص عشان بصدد إن في موسم رمضان القادم يكون في حاجة لبيومي فؤاد".
وشدد أيضاً على أن الموافقة على مسلسل "الكبير أوي 8" كانت لأجل جمهور وصنّاع المسلسل.. "الجمهور اللي مستني شخصية دكتور ربيع ملهمش ذنب في اللي حصل، وفريق العمل ملهمش ذنب في أي حاجة حصلت.. وده نقطة الخلاف في الأزمة إن أنا بقول إننا تحت أمر الشغلانة وتحت أمر أكل عيشنا.. والفن.. ففي التزام عند الفنان بيخليه حتى لو عنده حالة وفاة أو تعبان بيشتغل".
نرشح لك: "لحظة غضب".. قتل نفسي مكتمل الأركان
وبالتالي السؤال هنا: هل السبب الحقيقي لظهور بيومي فؤاد في عمل رمضاني واحد لأول مرة منذ سنوات، هو التعاقد الحصري وتجنب استفزاز الجمهور، أم تقليل الأعمال تمهيداً لمسلسل خاص به في رمضان المقبل؟!.. أم الإجابة التي نفاها في صيغة السؤال بأن صناع الأعمال لديهم تخوفات من تأثير أزمته على شعبية أعمالهم؟
هل أخطأ بيومي فؤاد؟
في برنامج "حبر سري" استنكر الفنان المصري الهجوم الكبير الذي تعرّض له بسبب كلمته التي دافع خلالها عن استكمال المسرحية بعد اعتذار محمد سلام، وأصر على موقفه قائلاً: "في الفيديو اللي اتكلمت فيه ممكن أكون غلطت.. ممكن أكون اتسرعت والعشم خدني زيادة عن اللزوم.. بس أنا راجل.. العمر واحد والرب واحد لكل اللي شتم واللي فاهمني غلط.. أنا غلط بس راجل".
وفي البرنامج السعودي "عينك على مين؟" أكد بيومي فؤاد مراراً أنه لم يخطئ لكي يطالبه أحد بالصمت... "أنا أبسط مخلوق والناس عارفه بساطتي وسماحتي، لكن أنا كنت بتدبح يومياً بهذا الشكل ليه؟؟؟ أنا كنت تريند رقم 1 في العالم أثناء الحرب ليه؟؟ لما بنغلط الأقارب والأحباب بيقولوا لنا اسكتوا شوية، وشعبنا طيب وبيسامح وبينسى.. بس أنا مغلطتش.. أنا مُصر إني مغلطتش عشان أسكت.. كنت بتمنى تكونوا شرفاء في معركتكم معايا".
ولم يكتف بذلك بل وجّه رسالة للجمهور السعودي رداً على محبتهم الكبيرة له... "بشكر ربنا في كل صلاة على محبة الجمهور الخليجي عموماً، والسعودي خاصة.. بشكر الجمهور السعودي وهفضل أقول الكلمة اللي زعلت ناس لغاية ما ربنا يجيب لي حقي (كتر خيركم.. كتر خيركم.. كتر خيركم)".
أين الأزمة؟
الواقعة التي بدأت شرارتها قبل أكثر من 5 أشهر بفيديو محمد سلام، لسنا الآن بصدد إعادة الحديث عنها وكشف مدى خطأ كل طرف من أطرافها، ومن بدأ بالهجوم، ومن ورّط أطرافاً أخرى، ومن كان مجرد رد فعل، ومن تسبب في اشتعالها، لكننا بصدد الحديث عن الدرس المستفاد منها، وعن سبب مرورها بسلام على الجميع، باستثناء بيومي فؤاد.
بيومي الذي أكد أن انفعاله وغضبه على المسرح عقب عرض المسرحية في فيديو الأزمة، كان حديثاً من القلب وبحسن نية لأجل محمد أنور، وأن غضبه من محمد سلام كان بسبب عدم دفاعه عن محمد أنور، وأن كل تفكيره كان في تبرئة محمد أنور، لم يدرك أن أنور ذاته لم يتحدث عن الأزمة، بل واصل أعماله الفنية وظهر مع رامز جلال في حلقة مليئة بالكوميديا خلال الموسم الرمضاني، حتى الجمهور لم يعد يهاجمه بل تجاوز الأمر.
نرشح لك: "صلة رحم".. مات "حسام" وعاشت علامات الاستفهام
كل ذلك حدث لأن محمد سلام لم يرد عليه، ولأن محمد أنور صمت، ولأن أبطال المسرحية الذين كانوا خلف بيومي على خشبة المسرح صمتوا، والذين من بينهم نجوم تألقوا في الموسم الحالي مثل مصطفى غريب.. كل من أدرك فضيلة الصمت في هذه الأزمة نجا، باستثناء بيومي فؤاد، الذي لم يدرك أن طوفان غضب الجماهير (سواء كان صحيحاً أم خاطئاً) لا يُقابل بالمواجهة والإصرار بل بالصمت.. الصمت الذي لا يزال يرفضه حتى وإن كان "أغلى من الذهب ومن تاريخه الفني ومن مستقبله أيضاً".