بسام سرحان يكتب: "خالد نور وولده نور خالد".. أين الضحك؟

تعمد الضحك لا يخلق ضحك

الفرق بين شخصية هشام ماجد "دكتور حمدي" في "أشغال شقة" وشخصية شيكو "نور" في "خالد نور وولده نور خالد" هي أن الأولى تتمتع بالجد والثانية يغلب عليها طابع الهزل والحقيقة أن هذا هو وصف الفرق بين العملين، فالعمل الأول "أشغال شقة" امتاز بالجدية في تحضيره وكذلك في وصفه فإذا دققنا في أدوار النجوم في "أشغال شقة" فسوف نراهم شخصيات حقيقية جادة يتعرضون لمشكلة حقيقية تخرج منها مواقف تجعلنا نضحك بسبب ردود افعالهم تجاه ما يتعرضون له فتم بناء دراما أولاً ثم جاءت الكوميديا.

أما "خالد نور وولده نور خالد" فالهزل هو سمة العمل فإذا نظرت إلى أبطال العمل جميعًا فستلاحظ هذا الهزل مثل ياسمين زوجة البطل "آية سماحة" التي تضحك بلا سبب وترتدي نظارة طبية كبيرة في محاولة لخلق كوميديا من المظهر كذلك زوجة "خالد" الذي لعبه الفنان كريم محمود عبد العزيز، دنيا ماهر "غادة" تمت كتابة شخصيتها شخصية هزلية تتسم بالحماقة المفرطة لخلق كوميديا وزوجة بدر "شريف رمزي" التي لعبتها "دنيا سامي" نشاهدها تفتعل المشاكل بصوت عالي بشكل غير مبرر لخلق كوميديا وهذه هي الخطوط الفرعية لخلق كوميديا لم تخلق في النهاية والسبب بسيط هو "المبالغة" المبالغة في خلق أجواء كوميدية ولاحظنا ذلك ايضًا في استخدام الموسيقى التصويرية الكوميدية في كل مشاهد المسلسل تقريباً حتى يضفي جو الكوميديا من وجهة نظر المخرج وكأن هذه النية التي عمل صناع العمل من أجلها "جاين نهزر" وهذا ما أفسد كل شئ فعلى النقيض نشاهد في "أشغال شقة" شخصيات جادة مثل اسماء جلال "ياسمين" وشيرين "درية" وسلوي محمد على"سوسن" والمتألق "محمد محمود" في دور "الدكتور غندور" ويغرد وحيدا في الهزل "الغير مبالغ فيه" شخصية "عربي" الذي لعب دوره باقتدار "مصطفي غريب" فتم ظبط الإيقاع مع العلم أن هذا الهزل له مبرره الدرامي فالهزل للسنيد مطلوب لأن ذلك يخلق النكتة من اجل البطل ورغم أن ذلك كان الخط الفرعي للمسلسل إلا أنه اضاف للعمل حيوية التنقل بين خطين بهم جرعة كوميديا مكثفة حتي يتقابلوا في نقطة ما لتأتي ذروة الضحك، اما في "خالد نور وولده نور خالد" الكل في حالة هزل ولا يوجد نقيض لهذا الهزل فبالتبعية حدث التنافر بين جميع الاطراف ووقع الايقاع.

نرشح لك:
"خالد نور وولده نور خالد"… 5 ماله و5 ما عليه


فكرة بلا سيناريو

يتم صناعة الكوميديا علي أساس المفارقة وهذا العنصر متواجد في العمل بفكرة طازجة "ان يقابل الابن أباه الذي يفتقده وهو في نفس عمره في نفس الزمن" ولكن لم يتم استثمار الفكرة بكتابة سيناريو جيد فعناصر السيناريو (بداية ووسط ونهاية) وهنا نشاهد بداية ندور حولها بلا جديد في حلقات من التطويل وتكرار افيهات تجعل المُشاهد يشاهد وكأنه مغصوب علي أمره وهذا فقط لرصيد نجوم المسلسل لديه.

كوميديا الاستسهال

الفرق بين "أشغال شقة" و" خالد نور وولده نور خالد" أن الأول اتسم ببذل المجهود أما الثاني اعتمد على الاستسهال وراهن على نجومية أبطاله وقدراتهم على الإضحاك (وهذا لا يكفي) فلم يتم بذل مجهود في صناعة كوميديا فلم نلاحظ اعتماد نوع معين من أنواع الكوميديا لا سخرية ولا محاكاة ولا كوميديا سوداء ولا شئ سوى هزل من اجل الهزل ليست حتى كوميديا هزلية نابعة من موقف على عكس "أشغال شقة" الذي اجتهد كُتابه في مذاكرة أنواع الكوميديا ودمجها معاً.

"كريم محمود عبد العزيز" و"شيكو" إلى أين؟

ربما "شيكو" هو أكثر الثلاثي خفة ظل بين "هشام ماجد" و"أحمد فهمي" ولكن هل هذا يكفي؟

الفنان يجب أن يمتاز بالذكاء في اختيار الأدوار والاجتهاد في التنوع بين شخصياته فشخصيات "شيكو" تشبه بعضها البعض وبالتالي أدائه مشابه في أغلب ادواره وهذا التكرار نعرف كيف يؤدي بالنجم في النهاية جيداً.

أما "كريم محمود عبد العزيز" فهو يمتاز بقدرات تمثيلية نفتقدها تذكرنا بجيل أباه الذهبي من نجوم الصف الأول الذين امتازوا بقوة حضور وموهبة معًا على عكس نجوم الصف الأول في جيل الالفينات الذين يتمتعون بذكاء وقوة حضور أكثر من الموهبة.

ولذلك يجب ان لا يراهن النجمين علي حب الجماهير لهم حتي لا يفقدوا كل شئ في غمضة عين والأمثلة كثيرة.

نرشح لك: بسام سرحان: "مسار إجباري" حدوتة بطلها يشبهك