طارق الشناوي: أكاذيب الصحافة فضحها عمر الشريف!!

بعد رحيل فاتن، أو تحديدا بعد أقل من ساعة على الرحيل، تلقى طارق عمر الشريف مكالمة من الوكالة الفرنسية فأكد لها صحة الخبر، ولكنه رفض أن يضيف مزيدا. كانت المواقع الإخبارية وعديد من الفضائيات تعيش فى حالة تخبط، بعضها يؤكد خبر الوفاة والبعض الآخر يكذّبه، والكل يدّعى أنه فقط العالم ببواطن الأمور. إعلامى وصحفى كبير يكذّب، وفنانة ارتبطت بفاتن فى أيامها الأخيرة تقول إنها اتصلت بها قبل دقائق والخبر غير صحيح، وننسى أننا أصحاب تلك المقولة: «مَن قال لا أعلم فقد أفتى».

لا أحد يقول لا أعلم، وفى العادة يصر على ممارسة الفتوى. تابعوا ما حدث بعد تأكيد خبر الرحيل، وجدوا أن المانشيت ينبغى أن يتوجه ناحية عمر الشريف الذى لم يحضر الجنازة، قرروا البحث عنه، لم يتمكنوا من الوصول إليه، وعلى الفور اشتعلت داخلهم الرغبة فى الحصول على تصريح. تليفون عمر لا يرد، والأصدقاء المقربون من عمر أيضا لا يقدمون أى إجابة قاطعة، فشلت محاولات الاتصال، والغريب أنه لا أحد قال إنه لم يتمكن، الكل تسابق على ذكر مشاعر عمر أو ما تصور أنها مشاعره، تناقل عديد من المواقع الصحفية الشهيرة تصريحات عمر باعتبارها سبقا حصريا لها خصّها به عمر، وكتبوا على لسانه: «فاتن حمامة خسارة فادحة للوطن العربى على المستويين الفنى والاجتماعى، فهى قيمة فنية وإنسانية نادرة. كنت أريد أن أطمئنّ على صحتها ولكنها إرادة الله». لماذا لم يحضر للعزاء مشاركًا فى الجنازة الشعبية؟ الإجابة المجهّزة والتى لم ينطق بها عمر الشريف: «كانت صدمة الوفاة أكبر من قدرتى على التفكير، وإمكانياتى الصحية لا تمكّننى من الحضور فى الزحام». قد يقول البعض مثلا إن المتحدث الرسمى لعمر الشريف هو الذى أدلى بتلك التصريحات، كما يحدث كثيرا مع النجوم الأجانب، إلا أن المفارقة هى أنه منذ أكثر من عام وتحديدا بعد رحيل الكاتبة إيناس بكر التى كانت سكرتيرة عمر الشريف الوحيدة والمسؤولة عن التواصل مع الإعلام العربى، لم يستعِن عمر الشريف بأحد بعدها.

تصريحات عمر فى النهاية تظل كلمات عامة لا تُغضب أحدا، وهى كما ترى كلها عقل ومنطق، ولكن هذا لا ينفى عنها أنها مغموسة بالكذب.

الحقيقة كما قال طارق عمر الشريف أنه عندما أراد، يوم وفاة فاتن 17 يناير الماضى، أن يخبر والده فقال له: «فاتن ماتت»، فرد عليه: «فاتن مين؟». وبعدها بأيام قال طارق إنه كان بين الحين والآخر يسأله عن أخبارها ولكنه لم يدرك أبدا أنها قد رحلت عن عالمنا.

الخطأ بالتأكيد فادح وفاضح، ولكن الصحافة وتحديدا الفنية صارت مخترَقة، وفى العادة لا تتم محاسبة الصحفى أدبيًّا، فلم نسمع أن أيًّا من المواقع أو الصحف التى نشرت تصريحات عمر المختلقة اعترفت بأنها أخطأت أو اعتذرت إلى القارئ.

هل تعلمون أن أغلب الأحاديث التى نقرؤها للنجوم والنجمات ليست لهم علاقة بها، وأن هناك عددا من النجوم لديهم الصحفيون الملاكى؟ هؤلاء يقدمون على لسانهم إجابات معلبة، بل صار لدى بعض النجوم متعهد يقدم للصحافة أحاديث للنجم فتقرأ نفس الحوار عشرات المرات فى عديد من المواقع والجرائد ولا أحد يغضب أو يسأل.

المشكلة هى أن الأرشيف صار مليئًا بالأكاذيب بينما «النت» لم يعد مصدر ثقة لأنك لو كتبت: ماذا قال الشريف عن فاتن بعد رحيلها؟، فسوف تجد كلمات الوفاء والحب رغم أنه حتى الآن لا يعلم أن فاتن قد ماتت.

تعايشنا مع الكذب الصحفى، حتى صار لا يثير دهشة أو استهجان أحد.

ملحوظة: أنشر هذا المقال للمرة الثانية لعله يثير غضبة أو استهجان أو حتى دهشة أحد!

نقلا عن التحرير

شاركنا الرأي حول المسلسل الذي يتصدر قائمة اهتماماتك في رمضان المقبل بالضغط هنا

اقـرأ أيضًـا:

طارق الشناوي: “فوبيا” الفنان العربي!!

طارق الشناوي: سلامٌ عليك يا جورج!

 طارق الشناوي: دنيا سمير غانم هتفاجئنا 

طارق الشناوي: مواطن ورئيس وفنان!

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا