طارق الشناوي: نجوم تحت مظلة نجوم

التليفزيون يطرح دائما إشارات واضحة عن بزوغ نجوم وأفول نجوم. بقاء الفنان على الخريطة الرمضانية فترة زمنية أطول مرهون بالقدرة على فك الشفرة، حيث تتدخل فيها -ولا شك- معادلات اقتصادية تفرضها السوق، وأيضا هناك عوامل نفسية تمتزج بالرؤية وتشوش فى كثير من الأحيان على القراءة الصحيحة للواقع.

من البدهى عندما توجد خلال السنوات الأخيرة فى مقدمة الدراما أسماء مثل نيللى كريم ومى عز الدين ورانيا يوسف ودنيا سمير غانم وغادة عادل ومصطفى شعبان وأحمد مكى ويوسف الشريف وعمرو يوسف وأمير كرارة وغيرهم، أن نجد على المقابل وبالضرورة نجوما أخرى يتوارون عن المقدمة.

عدد من الفنانين لديهم قسط وافر من المرونة فى الاستيعاب بلا أدنى حساسية، حسين فهمى نموذج للفنان الذى يعرف دائما أين خطوته القادمة، وهكذا مثلا رأيناه فى الأعوام الأخيرة يقبل المشاركة فى المسلسل حتى لو لم يكن هو البطل المحورى الذى يتصدر المشهد مثل «الشك» مع مى عز الدين، و«العراف» مع عادل إمام، وهذا العام نشاهده مع كريم عبد العزيز فى «وش تانى»، وفى كل مرة ينجح فى اقتناص بصمة، فاروق الفيشاوى قبل عامين شاهدناه مع محمد سعد فى «شمس الأنصارى» وهذا العام مع طارق لطفى فى «بعد البداية».

وكما ترى حسين يقف مع نجوم متحققين سواء من جيله أو جيل الشباب، بينما فاروق وقف خلف سعد قبل عامين الذى كان يعانى أفولا، ويقف هذه المرة مع طارق لطفى الذى يبدأ خطوته الأولى فى البطولة المطلقة.

ويبقى فى المعادلة نجوم من هذا الجيل الذين قرروا أن يلعبوا فى مساحات أقل، وهذا يتطلب فى الحقيقة قدرة نفسية أكبر، مثل مجدى كامل الذى كان هو «ناصر» فى المسلسل الشهير قبل سبع سنوات، ووصل إلى الذروة فى الأداء، وانتقل أيضا للبطولة السينمائية، ولكن أعاقه النجاح المتوسط، حتى إن اسمه عندما طرح العام الماضى لمشاركة باسم سمرة «الصديقان» ليلعب مجددا دور عبد الناصر تحفظت الفضائيات والوكالات الإعلانية، وأُسند الدور إلى جمال سليمان، لأن اسمه أكثر تجارية رغم عائق اللهجة.

المؤشر الاقتصادى كثيرا ما يتدخل فى اللحظات الأخيرة ويملى إرادته على الجميع، وهكذا بذكاء وافق مجدى كامل أن يدخل هذه المرة تحت المظلة الجماهيرية لابن دفعته فى معهد المسرح أحمد السقا فى مسلسل «ذهاب وعودة»، البديل المتاح أمامه كان انتظار بطولة مطلقة أغلب الظن أنها لن تأتى فى القريب العاجل.

ويبقى فى المعادلة خالد النبوى، الذى بدأ بطلا فى السينما والمسرح والتليفزيون، ولكن آخر مسلسلاته لم يعد يحقق تسويقا جيدا، ولهذا تعثر فى السنوات الثلاث الأخيرة فى إيجاد معادلة أخرى تتيح له البقاء، كان يحلم بأداء شخصية الدكتور مصطفى محمود، وامتلأ «النت» بصوره بعد المكياج، الذى يشعرك بالتطابق بينهما، ودائما يتأجل المشروع من عام إلى عام، وفى العادة لا أحد يذكر السبب وهو تحفُّظ الفضائيات ووكالات الإعلان على ضخ الأموال، لأن اسم البطل غير جاذب بما فيه الكفاية.

كانت آخر بطولة تليفزيونية للنبوى مسلسل «ابن موت»، وعانى مشكلات تسويقية، ولم يعد أمامه إذا أراد أن يُطل مجددا سوى أن يقف تحت المظلة الجماهيرية لبطلة صارت تُشكل رقما لا يستهان به بعد نجاحها العام الماضى فى «كلام على ورق»، وهكذا جاءت هيفاء وهبى لتصبح هى طوق نجاة لخالد فى ملعب التليفزيون، والأمر هنا لا يدخل أبدا فى المقارنة بين موهبة الأداء بينهما، خالد من المؤكد خبرته أكبر، ولكنها القدرة على التسويق التجارى التى يفتقر إليها النبوى.

مجدى كامل لن يجد أدنى حرج فى التعامل مع القانون الذى يفرضه الواقع، فهو وُجد خلف أحمد السقا، بينما سيبدد النبوى كثيرا من طاقته فى بث أخبار خارج النص، تؤكد أنه البطل، وأن هيفاء تقف خلفه وتحت مظلته الجماهيرية.

نقلاً عن “التحرير”

اقـرأ أيضًـا:

طارق الشناوي: “فوبيا” الفنان العربي!!

طارق الشناوي: سلامٌ عليك يا جورج!

 طارق الشناوي: دنيا سمير غانم هتفاجئنا 

طارق الشناوي: مواطن ورئيس وفنان!

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا