انتعاشة الصحف والمواقع الحزبية ..مصلحة انتخابية أم رسالة إعلامية؟

عرفة محمد أحمد

يشهد العام الجاري إجراء انتخابات مجلسى “النواب” و”الشيوخ”، ويبدو أنّ هذا الماراثون سيكون سببًا في اتجاه الأحزاب لتدشين مواقعَ إليكترونيةٍ، وإصدار صحفٍ جديدةٍ حتى لو كانت شهرية الصدور، لا سيما أن هذه الوسائل الإعلامية تستخدمها الأحزاب كمنصاتٍ لنشر برامجها الانتخابية، والترويج لمرشحيها سواء كانوا في قوائمَ انتخابيةٍ، أو حتى المتنافسين على المقاعد الفردية، فضلًا عن الاهتمام بتغطية الأخبار المتعلقة بالمواطن، ونبض الشارع المصري.

الحديث السابق تؤكده التحركات الحزبية مؤخرًا للإعلان عن المنصات الصحفية لها، مثل حزب “مستقبل وطن” الذي أطلق موقعًا يحمل اسم “مستقبل وطن نيوز”، يرأس مجلس إدارته المهندس أشرف رشاد، رئيس الحزب، برئاسة تحرير الكاتب الصحفى أحمد ناصف، بينما تشغل الإعلامية دينا عبد الكريم منصب نائب رئيس مجلس الإدارة.

ودُشن موقع “مستقبل وطن نيوز” فى حفلٍ ضخمٍ حضره وزراء ورياضيون وقيادات سياسية، فضلًا عن أعضاء بـ”مجلس النواب”.

ووفقًا لتصريحات المهندس أشرف رشاد فى الحفل، فإن موقع “مستقبل وطن نيوز” سيكون منبرًا للعدالة والسماحة والوطنية.

وبالأمس، أعلن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي برئاسة مدحت الزاهد إطلاق موقعه الإليكتروني “درب” برئاسة تحرير الكاتب الصحفى خالد البلشى.

يلتزم الموقع الإليكتروني بالخط الحزبى لـ “التحالف الشعبى الاشتراكي”، فضًلا عن الاهتمام بتغطية القضايا العامة التى تهم الشارع المصري.

وأكد “البلشي” في افتتاحية نشرها على الموقع، “أنّ مهمة الصحفي دائمًا أن يبحث عن مساحةٍ أكبر من العدل والحرية”، مشيرًا إلى أن “الصحافة الحقة هي التي تنتصر دائمًا للحلم وتحلم بالمستقبل وإن ضاق الأفق”.

وكشف “البلشى” عن السر في اختيار “درب” اسمًا للموقع، موضحًا أنّ الموقع “دربٌ بين دروبٍ متعددةٍ للمحبة وللحقيقة وللحلم وللمستقبل”، لافتًا إلى أنّ مصر هي الدرب لنا جميعا، ونحن نريد أن نصنع دربنا إليها مهما بدا أننا تائهون بين دروب الوصول، ومن هنا جاء الشعار “وتبقى هي الدرب” تحويرا لنص الشاعر الكبير صلاح جاهين، والتزامًا بالمعنى الذي أراده في قصيدته “على اسم مصر”.

أما حزب “الوفد”، ففى إطار عمله على التطوير فى الجريدة، أصدر المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد، يناير الماضى، قرارًا من شأنه العمل على إعادة تشكيل مجلس إدارة جريدة “الوفد”، الناطقة باسم الحزب.

وفق القرار المنشور، فقد عُيّن الدكتور هاني سري الدين، عضو الهيئة العليا للحزب، رئيسًا لمجلس إدارة الجريدة، كما عُيّن فيصل الجمال، وعبد العزيز النحاس، ووجدي زين الدين، وكاظم فاضل، وعبد العظيم الباسل، وحمدي قوطة، وأمل رمزي، وطارق الشناوي، أعضاءً لمجلس إدارة الجريدة.

ودائمًا ما يُعيد حزب “الوفد” جرائده الإقليمية فى الفترة الخاصة بالانتخابات، والتي يكون اسمها باسم أمانة الحزب فى المحافظة مثل “وفد سوهاج”.

أما حزب “الحركة الوطنية المصرية” الذى يرأسه اللواء رؤوف السيد، فقد أطلق فى فترةٍ سابقةٍ موقع “الوكالة نيوز”، قبل أن تؤول ملكيته لإدارةٍ أخرى، ويصبح غير تابعٍ للحزب حاليًا.

كما يُخطط حزبا “المؤتمر” برئاسة الربان عمر صميدة، و”حماة الوطن” برئاسة الفريق جلال هريدي، لتدشين مشروعاتٍ إعلاميةٍ ترى النور قريبًا.

وقال الكاتب الصحفى عبد النبى عبد الستار، الأمين العام لأمانة الإعلام فى حزب “الغد”، إنه يعمل حاليًا على التجهيز لموقعٍ إليكتروني جديدٍ تابعٍ للحزب، لافتًا إلى أنّ هذا الكيان الإعلامي الجديد لن يكون مجرد “بوقٍ” لـ “الغد”، ولكن هدفنا المنافسة مع المواقع الأخرى.

وكشف “عبد الستار” فى تصريحاتٍ خاصةٍ لـ “إعلام دوت كوم“، عن أنّه اتفق نهائيًا مع “6” رؤساء تحريرٍ سابقين للكتابة بشكلٍ منتظمٍ فى الموقع الإليكتروني الجديد، متابعًا: “علشان كده هسميه موقع رؤساء التحرير”.

وبشأن جريدة “الغد” التابعة للحزب والمتوقفة عن الصدور حاليًا، أكد “عبد الستار”، أنه يعمل حاليًا على إنهاء الأوراق الخاصة باستئناف صدور الجريدة مع المجلس الأعلى لـ “تنظيم الإعلام”، وأنها فى خلال شهرٍ ستكون موجودةً فى السوق.

وأشار إلى أن جريدة “الغد” تمتلك 70 صحفيًا نقابيًا، ومن المقرر أن تستعين الجريدة بخبراتهم بعد استئناف صدورها، متابعًا: “بيتهم أولى بهم”.

وأكد “عبد الستار” أنه بالطبع توجد علاقة بين “الانتعاشة” في إطلاق المواقع الإليكترونية وصدور صحفٍ حزبيةٍ جديدةٍ، وبين الانتخابات المقبلة، خاصة أن هذه الوسائل تعمل بقوةٍ على الترويج الإعلامي والسياسي للحزب ومرشحيه.

بدوره، قال الكاتب الصحفى عبد الوهاب خضر، عضو المكتب السياسي لحزب “التجمع”، ورئيس التحرير التنفيذي لموقع “الأهالي” الناطق باسم الحزب، إنّ الموقع الإليكتروني للصحيفة موجودٌ منذ أكثر من 10 سنواتٍ عندما بدأ الظهور القوى للمواقع الإليكترونية، لافتًا إلى أنّ الموقع كان وقتها يقتصر على بث المواد الصحفية التي تنشرها صحيفة “الأهالى” أسبوعيًا.

وأضاف “خضر” فى تصريحاتٍ خاصةٍ لـ”إعلام دوت كوم“، أنه منذ عامٍ ونصف العام، تبنى الحزب مبادرةً لضرورة مواكبة التغيرات الكبيرة فى مجال الصحافة الإليكترونية والإعلامية، وأن يكون للحزب رؤيةٌ فى ذلك المجال، لا سيما أن “التجمع” من الأحزاب المصرية العريقة، وكان له العديد من المواقف الوطنية فى القضايا الكبرى.

وأوضح أنه تولى مسئولية الموقع الإليكتروني “الأهالى” باعتباره يمتلك خبرةً فى هذا المجال، وقرر الاستفادة من قدرات حزب “التجمع” وخبراته الصحفية، موضحًا أن الجريدة والموقع يمتلكان شبكة مراسلين فى 25 محافظةً كلهم مؤهلون ومدربون على ممارسة المهنة، فضلًا عن وجود 20 صحفيًا بالمقر الرئيسي يُغطون أخبار وفعاليات جميع الوزارات ومؤسسات الدولة بجميع توجهاتها.

وتابع: “على الرغم من الظروف المالية الصعبة التى تعاني منها الصحافة المصرية، إلا أننا استطعنا متابعة القضايا القومية، وكشف قضايا فساد، فضلًا عن وجود عددٍ كبيرٍ من الشخصيات المعروفة تكتب لنا بشكلٍ خاصٍ مثل: جودة عبد الخالق، وزير التموين الأسبق، وإقبال بركة، الكاتبة الصحفية المعروفة، والأكاديمية الشهيرة عواطف عبد الرحمن، والكاتبة الصحفية فريدة النقاش”..

وأكدّ “خضر” أن موقع “الأهالى” خلال الفترة الماضية، حققت موضوعاته انتشارًا كبيرًا مثل: حوار السيناريست الشهير وحيد حامد، وكذلك التقرير الذي كشف عن اتهامات فسادٍ لوزيرةٍ سابقةٍ، وزوجة مسئولٍ بنكي رفيعٍ، فضلا عن الانتشار الواسع للموضوعات الخاصة بأصحاب المعاشات وقضاياهم مثل “العلاوات الخمس”..

واستكمل: “نتابع جيدًا ما ينشر فى الصحف السودانية والإثيوبية، وهذه الموضوعات تحقق قراءاتٍ ضخمةً أيضًا، فضلًا عن متابعة القضايا التى تخص المواطن المصري فى التعليم والصحة والأسعار والأجور ومياه الشرب”.

اقرأ أيضا: موقع ProPublica يحتفل بمرور 12 عاما على انطلاقه

وعن العلاقة بين “الانتعاشة” في المواقع الإليكرونية والصحف الحزبية وبين الانتخابات المقبلة، قال “خضر”: “نحن فى حزب التجمع مستمرون فى رسالتنا الإعلامية سواء فى وجود انتخاباتٍ أو غيرها؛ خاصةً أن نشاطنا الإعلامى نمارسه منذ سنواتٍ، وتوجهاتنا لم تتغير، وأفكارنا مستمرة فى الدفاع عن حقوق المواطن”.

وأضاف “خضر” أنه بالنسبة للأحزاب الأخرى، فيوجد منها من أطلق منصاتٍ إعلاميةً بسبب قرب الانتخابات، وأخرون دشنوا مشروعاتٍ إعلاميةً لمتابعة قضايا المواطن، وفى كل الأحوال هذا “حق مشروع” لهم، مواصلًا: “نقول لهم: يا مرحبًا بالمنافسة طالما كانت هذه المنافسة هدفها تقديم إعلامٍ حقيقي”