هشام المياني: المسئول ما بيشفش الغلط ويسكت.. ده هو الغلط ذات نفسه !

نقلا عن جريدة المقال

الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه رسالة لكل مسئول في أي منصب بالدولة قائلا: “يجب أن تتخذ قرارات لتحسين الإنتاج ولا تخشى شيئا، عينك ما تشوفش غلط وتسكت، إذا لم تستطع يبقى حرام عليك”.

كلام السيسي جاء بمناسبة افتتاحه لأعمال تطوير ترسانة الاسكندية البحرية أمس الأول السبت.

الطريف أن الرئيس يفترض أن المسئولين في مصر يرون “الغلط” ويصمتون، بينما الحقيقة أغلب هؤلاء المسئولين هم أنفسهم من يفعلون “الغلط” بل ويغرقون فيه ليل نهار، وحتى إذا لم يفعلوا “الغلط” فهم لا يفعلون “الصح” أبدا.

فكم مرة عايشنا انهيار شركات ومصانع تابعة للدولة ونكتشف في النهاية أن السبب في تلك الانهيارات للمصانع والشركات هم المسئولين عنها، الذين لم يحركوا ساكنا لإنقاذ تلك الشركات والمصانع بل يتواطأون ضدها لمصالح تجمعهم بالقطاع الخاص أو لرشاوي يحصلون عليها مقابل تدمير القطاع العام لصالح الخاص.

وكم مرة عرفنا أن صغار العاملين بالشركات والمصانع المنهارة تقدموا بمئات المذكرات والاقتراحات للمسئولين عن تلك الشركات أو المصانع للعمل على تطويرها أو معالجة أخطاء يرصدونها وتم حبس تلك المذكرات والمقترحات في أدراج هؤلاء المسئولين.

السيسي يكمل كلامه مخاطبا المسئولين في مصر قائلا:” انت خايف من حبس ولا سجن.. لو اتخذت قرار فتحاسب.. طيب واللي يضحى بحياته كل يوم علشانا؟”

وتابع: “إعمل شغلك وأتقنه وتابع بنفسك كل خطوة وربنا هايقف معاك وعمرك ما هاتتأذي”.

وأنا اقول له يا ريس كل مسئول لا يقوم بعمله ولا وجابه “مش خايف من حبس ولا سجن”، لا هو يا إما لا يعرف كيفية القيام بهذا العمل لأنه في الغالب تم تعيينه لأنه من أهل الثقة ولا علاقة له بالمجال الذي فجأة هبط عليه من السماء، أو لأنه من لايريد أن أن يعمل من الأساس ومكسبه في أن تظل شركات الدولة خاسرة، أو لأنه لم يجد من يحاسبه أصلا ومن ثم فهو تعود على أن لا يعمل دون رقيب أو حسيب، ومن ثم فلن يفرق معه من يموت “علشانا” أو “علشان غيرنا”، ويكاد لا يعرف حساب ربنا من الأساس كي نخيفه به.

الرئيس يقول أيضا :”الفساد محتاج متابعة من المدير وأنا أولكم، ليس شكاً ولا عدم ثقة في الناس لكن لمنع صنع الفساد.. مفيش وقت نجرب فيه، عاوزين نجابه مشاكلنا ونحلها بجد”.

وأنا اقول له يا ريس هم ينفذون تعليماتك في هذه النقطة، ولكن عكس ما تقصد، هم يتابعون الفساد بقصد رعايته وتنميته لا مواجهته، هم يجعلونه يضرب في كل مفاصل الدولة حتى لا يكون هناك شريفا واحدا ينغص عليهم حياتهم ويكشفهم، هم يشكون فيمن يجدونه على غير شاكلتهم، ولا يثقون فيمن يجدونه شريفا، ويمنعون كل محب لهذا البلد من العمل بجد من أجله، ويجربون كل ألوان الفساد بقصد تحقيق أعلى المكاسب الشخصية لأنفسهم، ويجابهون أي محاولات للقضاء على هذا الفساد، ويتفنون في إيجاد حلول مقننة دائما للهرب من جرائمهم.

هذا هو واقع أغلب المسئولين الذين تخاطبهم ياريس وتفترض أنهم هم من سيمنعون الفساد، إنهم أساس الفساد، وسيادتك تقول إنه ليس لدينا وقت نجرب، بينما الواقع المصري كله قائم على التجربة ودائما يتم تجربة من لا علاقة له بالكفاءة أو الحرفية، بل يتم دائما تجربة إما الفشلة أو الفسدة، مما أدى بنا لهذا الحال الرديء لمختلف شركاتنا ومؤسساتنا التابعة للدولة في شتى المجالات صناعية او تجارية أو زراعية أو حتى إعلامية وصحفية.

ومن ثم وجب على الرئيس والدولة أولا أن تعيد تقييم هؤلاء المسئولين وتقوم بعمل جرد عليهم قبل أن تخاطبهم وتطلب منهم مجابهة الفساد أو العمل والإنتاج.

اقرأ أيضًا:

 هشام المياني: قصر الاتحادية للأعمال الخيرية!

 هشام المياني: حكومة وبتحكم!

هشام المياني: عودة إعلام كله تمام يا افندم

هشام المياني: فزاعة تدخل الرئيس في السلطة القضائية التي تمنع محاربة الفساد  

هشام المياني: هل عزاء والدة مصطفى بكري من مكتسبات الثورة؟

هشام المياني: السيسي داعية لمدة 15 دقيقة  

هشام المياني: الدروس المستفادة من سيلفي السيسي  

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا