خالد منتصر: "ماسبيرو".. ولد عملاقاً ومات قزماً

ماسبيرو صار خرابة، هذا المبنى الذى ولد عملاقاً أصبح مصدراً للرثاء والحسرة ومصمصة الشفاه على عزيز قوم ذل، ما حدث من عرض إنجازات مرسى على قناة النيل ليس هو العرض الأول لمرض إيدز ماسبيرو الذى جعل حال مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري يصعب ع الكافر، ولن يكون العرض الأخير، فالسوس ينخر فى العظام والنخاع والخلايا، والسرطان يرسل ثانوياته المدمرة لكل ركن فى المبنى والأنيميا مصمصت روحه، فشحب لونه وبرزت عظام قفصه الصدرى، ونشف جلده من الجفاف، فمن حيث الشكل أصبح مدخل المبنى واستوديوهات الإذاعة وطرقات مبنى التليفزيون تطلق رائحة تزكم الأنوف وكأنك فى مرحاض عمومى، عندما سجلت لقاء مع المذيعة المتميزة الأستاذة نادية صالح فى أحد هذه الاستوديوهات منذ فترة قريبة، كدت أبكى على حال هذه الاستوديوهات فقد دخلتها من قبل وشاهدت انضباطها وشياكتها وأناقتها والآن أراها وهى تحتضر، أما من حيث المضمون ودولاب العمل فى مبنى ماسبيرو، فحدث ولا حرج، الوظيفة أكلت الإبداع والتهمت خلايا مخ أبناء المبنى، وصار السؤال عن إذن الصرف والسبوبة، وبات تسول إعلان ومطاردة سبونسر هو كلمة السر وشفرة الحل وعصا السحر وفانوس علاء الدين، شعار ماسبيرو هو الفوضى والارتباك والخلل و”الزنب” والأسفين، السؤال الذى يسأله أبناء ماسبيرو لماذا أجيد وأبدع وأتعب فى عملى؟ ما المردود؟ هل يشاهدنى أحد؟ هل يسمعنى مواطن؟ إذاعة بها عشرات المحطات كل منها يبث 24 ساعة، ما المردود، وما الحصيلة، وهل أجريت دراسات إعلامية إحصائية لنسبة الاستماع، أم أننا نمارس الهراء على الهواء؟!، تليفزيون رسمى وأرضى ومحلى وفضائى ونايل دراما وسينما وأسرة.. إلخ ولا سؤال أو استفهام، أو حتى فضول عن جدوى كل هذه الثرثرة والرغى واللت والعجن، قطاع إنتاج وصوت قاهرة ومدينة إنتاج وطابور موظفين ولا يوجد مسلسل إنتاج التليفزيون يوحد ربنا، ولا تخرج إلينا دراما تليفزيونية حتى على مستوى هواة المسرح المدرسى، وإنما التليفزيون قد اقتنع وقنع بدور سمسار مقاولات المسلسلات وفقط، ماسبيرو على أجهزة التنفس الصناعى، يموت إكلينيكياً ولا بد من ثورة وتدخل سريع قبل أن يصبح جثة، ونأخذ عزاءه فى عمر مكرم، أنقذوا ماسبيرو قبل أن تتحول استوديوهاته إلى سرادقات عزاء، وكاميراه إلى روبابيكيا، وموظفوه إلى “حانوتية”، الحقوا ماسبيرو قبل أن نقرأ عليه الفاتحة، ونواريه الثرى ونغلق عليه القبر، ونعلق الشاهد مكتوباً عليه: “ولد عملاقاً ومات قزماً”.

نقلاً عن جريدة الوطن

اقـرأ أيضًـا:

7 صور من حفل حسين الجسمي في مهرجان فاس‎

المتحدث العسكري ينشر رسالة إرهابي إلى الله

دينا رامز : مصر ليست وطن الإخوان

15 صورة من حفل جوائز الميما 2015

تامر أمين للسيسي : فين عيد الإعلاميين؟

أحمد موسى يتعاطف مع الشاب “محمد”

وزير الآثار لـ “البيت بيتك”: إنتوا عاوزين تلبسوها للوزير

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا