لماذا اتجهت "نتفليكس" إلى المحتوى التفاعلي في أفلامها ومسلسلاتها؟

نرمين حلمي

تتعرض “نتفليكس” لضغوط متزايدة لتمييز محتواها مع احتدام المنافسة في سوق البث، يتضمن ذلك إصدار أول عرضًا تفاعليًا للبالغين، مسلسل “Black Mirror: Bandersnatch”، في نهاية عام 2018، يعود ذلك إلى عدد المرات التي يتيح فيها العرض للمشاهدين اختيار ما سيحدث بعد ذلك، والتي قدرت بأن هناك أكثر من تريليون تركيبة قصة.

تمتلك منصة بث الفيديوهات على حسب الطلب أكثر من 130 مليون مشترك عالمي، لكنها تعرف كيف يمكن أن يكون المشاهدون المتقلبون؛ إذا لم تتمكن “نتفليكس” من منح القدر الكافي من الترفيه للمشتركين، فيمكنهم بسهولة تحويل اشتراكاتهم إلى أي من منصات الفيديو المتنامية الأخرى، بما في ذلك منصة “ديزني” الجديدة، والتي من المقرر إطلاقها في أواخر عام 2019.

-“نتفليكس” تختبر العرض التفاعلي للبالغين

في حين أن “Bandersnatch “هو أول عرضًا تفاعليًا للبالغين على “نتفليكس”، لكنها اختبرت سابقًا صيغة العرض في مشاريع الأطفال المختلفة؛ حيث إنه تم  إطلاق أول عرض تفاعلي للأطفال على  “نتفليكس” في إبريل 2016 مع مسلسل Kong: King of the Apes،

لكن على الرغم من أن” Kong: King of the Apes ” لديه عناصر تفاعلية، فإنه لم يسمح للأطفال باختيار كيف تتقدم الحلقة أو تنتهي.

هذا لم يأت إلى “Netflix “حتى صيف عام 2017، عندما سمح عرض “Puss in Book” للأطفال بالاختيار ما إذا كانوا يريدون رؤية بطل الرواية يحارب إله أو شجرة.

هذه العروض المتسمة بـ “اختيار المغامرة الخاصة بك” لا تزال نادرة؛ لأن الإنتاج أطول، وأكثر تعقيدًا وتكلفة مقارنة مع سلسلة عادية، فضلاً عن إن السيناريوهات أو “الإسكربت”  أطول لتغطية خيارات القصة المتعددة.

يمكن أن يستمر عرض مسلسل ”Bandersnatch” في أي مكان، من 40 لـ 90 دقيقة؛ بحسب خيارات القصة التي يختارها المشاهد من خلال البرنامج.

طرح عرض “اختيار المغامرة الخاصة بك” للبالغين، جاء بضغط إضافي على الشركة الترفيهية، ولكنها عادت إلى القمة من جديد؛ بحسب ما أثير العديد من المناقشات حول النهايات المختلفة والمتعددة للعرض من قِبل مشاهديه على الإنترنت، منذ طرحه في 28 ديسمبر الماضي لعام 2018.

نرشح لك: شاهد: الإعلان الأول لأحدث مسلسل خيال علمي على “نتفليكس”

-الابتكار للدفاع ضد المنافسة

يقترب موعد إطلاق “ديزني” لمنصتها الجديدة العائلية “ديزني+”، وتعلم “نتفليكس” أن المشاهدين لا يشعرون بالولاء أو مرتبطين بمنصات الفيديو لأنها ليست تجربة شخصية. يمكن للمشاهدين بسهولة النقر فوق “إلغاء الاشتراك” من منصة واحدة و “الاشتراك” إلى نظام أساسي جديد دون التفاعل مع أحد موظفي “Netflix”.

لذا من أجل تكوين مشاهدين مخلصين، لا يتجهون إلى منصة “ديزني” فور إطلاقها، يجب على “نتفليكس” تسهيل الارتباطات العاطفية بين عروضها ومشاهديها؛  مثل تلك التي تقف خلف سلسلة “Stranger Things” الأصلية، والتي ستصدر الموسم الثالث في 4 يوليو  المقبل لعام 2019.

هذا هو السبب في أن المحتوى التفاعلي الذي يتطلب مشاركة المشاهدين بشكل نشط يستحق الجهد الإضافي لـ “نتفليكس”. مع “”Bandersnatch”، يجب أن يتفاعل المستخدمون مع العرض لأنهم يساعدون في تحديد ما سيحدث بعد ذلك في نقاط مهمة في الحبكة؛ وبهذا المعنى  يصبح مشاهدة المسلسل نشاطًا ، بدلاً من تجربة مشاهدة سلبية دون التفاعل معها؛ وهذا يفسر لماذا يبدو أن “”Bandersnatch”  خلقت ارتباطًا عاطفيًا أكثر عمقًا مع المشاهدين، مما ألهمهم بالمناقشة عبر الإنترنت حول احتمالات الخطوط السردية المختلفة للقصة.

-المحتوى التفاعلي  VS الديون

جدير بالذكر أن الشيء الوحيد الذي لا يستطيع المحتوى التفاعلي مساعدة “نتفليكس” فيه،

هو مشكلتها المستمرة مع الديون.

لسوء الحظ، تتطلب تلك السيناريوهات المعقدة، ميزانيات أعلى لاستيعاب فترات الإنتاج الأطول. هذا ليس ما يريد المستثمرون سماعه عن شركة وصلت لـ 18.4 مليار دولار في الديون طويلة الأجل والالتزامات قصيرة الأجل، وفقًا لتقريرها الأخير. بحسب ما نُشر على The Motley Fool.

لا تزال “نتفليكس” واثقة من إنه إذا أنفقت أموالًا طائلة على المحتوى الآن، فإن عروضها وأفلامها  ستجذب في النهاية عددًا كافيًا من المشتركين، ولكنها لا تزال تحفر حفرة أعمق في الديون؛ حيث بلغت الديون طويلة الأجل للشركة وحدها 8.3 مليار دولار خلال الربع الثالث، مرتفعة عن 4.9 مليار دولار في العام السابق، كما حذرت “نتفليكس” المستثمرين بالفعل من إنفاقها على المحتوى لعام 2019، والذي سيكون أعلى من 8 مليار دولار التي أنفقتهم في 2018.

سيناريو الـ 10 نهايات المحتملة لمسلسل “Black Mirror” على “نتفليكس”

شاهد: مختلفة – طريفة – صادمة.. آراء المشاهير المثيرة للجدل