الشعب يريد "محلل اقتصادي شعبي"

هايدي إبراهيم

أغلبنا يرى أن الاقتصاد علمًا كئيبًا بجدارة، وإذا حل ضيف اقتصادى على أى برنامج نقوم بتغيير القناة، فمعظمنا يرى أن الخبير أو المحلل الاقتصادى ضيف ثقيل غير مرغوب فيه، ولكننا نفضل ضيوف السياسة والفن والاجتماع.

“صلاح جودة” هو الخبير الاقتصادى الوحيد الذى استطاع أن يشذّ عن هذه القاعدة و اشتهر بلقب “خبير البسطاء” ومعروف من قبل العامة، لأنه قدم أبسط الحلول للخروج من الأزمات الاقتصادية التى نواجهها، أي أنه يكلمنا بـ”الشعبي”. ولكن الآن نادراً ما نجد محللًا ماليًا أو خبيرًا فى الاقتصاد معروف اسماً أو حتى شكلاً أو محبب للمشاهدين، وذلك لعدة أسباب نعرضها فيما يلى:

1– اللغة الأساسية التى يستخدمها أغلب المحللين الاقتصاديين هى لغة الأرقام التى يكرها معظم المشاهدين، ولا يجيدوا حفظها.

2– استخدام مفرادات لا يفهمها العامة مثل الموازنة، دراسة الجدوى، الركود.

3– لا يستطيعون التحدث دون استخدام النظريات الاقتصادية والرموز المبهمة والرسومات البيانية المعقدة، لدرجة أننا نشعر أمام المحلل الاقتصادى بالغُربة عندما يتحدث إلينا.

4– ارتباط ظهور المحلل الاقتصادى فى البرامج بوجود أزمة مالية نعانى منها، فيشعر المشاهد إنه جاء لتبرير الأزمة وليس لتقديم حلول للخروج منها.

نرشح لك: قضايا نسب المشاهير (4).. الشاب خالد يعترف بغلطته

5– يقيم المحلل الاقتصادى الوضع المالي ويقدم التقارير المفيدة للشركات والمؤسسات وليس للجمهور، لكن المشاهد يرغب فى متابعة المسئول الاقتصادى وليس الخبير، لأنه ينتظر القرارات لا التعليق عليها.

6– معظم المحللين الاقتصاديين يكتفون فقط بوصف القرار الاقتصادي عن طريق المشاهدة دون تحليل أو تفسير، أو حتى ربط العديد من القرارات ببعضها البعض.

7– نظراً لطبيعة التخصص فإن المحلل الاقتصادى لا يقدم حلولًا سريعة قابلة للتنفيذ يظهر آثارها على الفور، وهذا ما يكرهه المواطن العادى، الذى يريد حلًا سحريًا لأغلب مشاكله الاقتصادية، ويرى أن متابعة البرنامج لا تقدم له أى فائدة.

8– نجاح البرنامج الاقتصادى التليفزيونى ناتج من توافر معد اقتصادى للبرنامج، وهو غير متاح فى أغلب البرامج التليفزيونية خاصة فى القنوات العامة .

9– أى فقرة اقتصادية تتطلب وجود رسومات بيانية وهندسية، وهذا غير متوفر بسبب الإيقاع السريع الذى تشهده البيئة الإعلامية حالياً.

10– أغلب النشرات الإخبارية الأساسية بها فقرات اقتصادية ولكن هذه النشرات لا ينتظرها الكثير وليس لها جمهور فى الوقت الحالى، خاصة بعد ظهور ما يعرف بـ”الشريط الاخبارى” على معظم القنوات.

11– البرامج الاقتصادية تكون مواعيدها بعد انتهاء البورصة أى ما بين الساعة السادسة مساءً والسابعة، وهى موجهه لجمهور “بعينه” وهى فترة لا يشاهد فيها معظمنا البرامج الجادة، فمعظم ضيوف هذه الفقرات معروفين للخاصة فقط.