١٩ تصريحاً لياسمين عكاشة.. خطاطة أوجيني

أمنية الغنام

استطاعت بريشة قلمها وطريقة كتابتها للجمل والكلمات أن تنقلنا لعالم الأربعينيات بتفاصيله الهادئة، فتزيّنت حروفها بأناقة ذلك العصر وعشقه لكل ما هو جميل ومتقن.

نرشح لك: صاحبة الخط الأصلي لـ مذكرات أمينة خليل في ليالي أوجيني

هي ياسمين عكاشة أو من أطلق عليها “خطاطة” أوجيني، التي كانت تكتب مذكرات الفنانة أمينة خليل أو “كاريمان” في مسلسل ليالي أوجيني للمخرج هاني خليفة.

إعلام دوت أورج تواصل مع ياسمين لسؤالها عن تجربتها في المسلسل خاصة وأن الأصداء على جمال خطها وروعته كانت غير متوقعة، وكانت تلك أبرز تصريحاتها:

١-تخرجت من كلية الفنون الجميلة دفعة ٢٠٠٣، قسم ديكور، شعبة فنون تعبيرية مسرح ،سينما وتليفزيون، وبدأت من حوالي سنة ونصف مشروعي الخاص في تصميم الحلي من الفضة والأحجار الكريمة.

٢-لي صديقة هي مساعد مهندس ديكور، سبق لها العمل مع مدير إنتاج مسلسل أوجيني في عمل قبل ذلك،هي التي رشحتني له عندما لجأت إليها باعتبارها دارسة للخط، وبالفعل أرسلوا لي بعض العبارات لكتابتها ووجدوا الخط مناسب وجميل ، بالإضافة للشبه بين يدي وبين يد الفنانة أمينة خليل.

٣-كان المخرج هاني خليفة مهتماً بكل تفاصيل وعناصر الصورة الجمالية في المسلسل ومن هنا جاء حرصه على أن يكون للخط طابع خاص يشبه الخط في الأربعينات وطريقة كتابة “الجوابات” زمان كما كانت بخط الرقعة.

٤-هذا الخط إلى حد كبير هو خطي في الطبيعي، يرجع السبب في ذلك يرجع لدراستي في سنوات عمري الأولى في السعودية حيث كان الاهتمام كبيراً بدراسة الخط العربي بأنواعه النسخ والرقعة والثُلثْ خلال حصة كاملة مخصصة لذلك، كما كان خطي وأنا صغيرة جميلاً وملفتاً كما كان خط والدي لذلك اهتمت أمي بإحضار الدفاتر والأقلام لي لممارسة الكتابة.

٥-هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها بخطي في عمل فني وإن كانت لي لوحات خاصة بي رسمتها وبها بعض العبارات المكتوبة.

٦-في أول مشهد تصوير ارتديت قميص نوم “كريمان” أو الفنانة أمينة خليل وذلك في حالة ظهور جزء من ملابسها وهذا ما حرصت على تفاديه آية العدل مسئولة اسكريبت الملابس.

٧-أحياناً كنا بنصوّر المشهد من “شوت” واحد وأحيانا كان يطلب المخرج هاني خليفة الإعادة معلّقاً “لأ احنا كتبنا بسرعة ..عاوزين نبطأ”، أذكر مثلا عندما كتبت “حبيبتي ليلي” قال لي اسم ليلي “مش مقروءة لازم نعيد”.وأذكر أيضاً مشهد أمينة خليل في كافيه صوفيا أثناء كتابة مذكراتها وغلقها الدفتر بطريقة معينة مع إمساكها للقلم كان من المشاهد التي أعدت تصويرها أكثر من مرة.

٨-لم يعلق المخرج هاني خليفة بشكل مباشر على خطي لكن دائماً كان يشكرني بعد كل تصوير وإن جاءت الإشادة من طاقم العمل مله “خطك حلو ، خطك حلو، خطك حلو”.أما الفنانة أمينة كان تعليقها”خطك حلو أوي” لكن لم نتحدث في الموضوع، لأننا تقابلنا مرتين في البلاتوه ولم يكن لي عموماً أي اختلاط بأحد فقط أجلس في غرفتي حتى موعد التصوير.

٩-دهشت من رد فعل الفنانة أسماء أبو اليزيد على خطي حين التقيتها في بلاتوه التصوير لأنها كانت تعتقد أن أمينة خليل تكتب بنفسها وكل من يسألها كانت تجيبه أنه خط أمينة فكانت المفاجأة عندما سألتني “بتعملي إيه هنا؟” وأجبتها “جاية أكتب بدل أمينة”فردت قائلة لم أكن أعلم أنهم قد استعانوا بخطاطة للكتابة “خطك حلو جداً”.الذي أسعدني هو أن الإعجاب بخطي قد تجاوز دائرة الأصدقاء والمعارف.

١٠-لا اعرف الكتابة سوى بهذه الطريقة وإن كان خطي في الطبيعي مختلف قليلا وكنت أحاول بقدر الإمكان أن أطبق قًواعد خط الرقعة في الكتابة لأن الكتابة بالرقعة بشكل كامل وصريح كان لابد من التدريب عليه كثيراً وهذا لم يكن متاحاً في الوقت.

١١-أحياناً في بعض مراحلي التعليمية تسببت طريقة كتابتي بهذا الخط في أن أتعطّل عن زملائي لأني في الطبيعي مثلا أكتب النقاط على شكل دوائر، ومن المواقف التي لا أنساها عندما كنت في السنة الثالثة في الكلية وسألت أستاذ مادة التّذوق الموسيقي عن درجات المادة عموماً فأخبرني أن أحد الطلاب قد حصل على الدرجة النهائية وخطه مميز جداً ويكتب النقاط على شكل دوائر ، وقتها لم يكن يعلم أنني هذا الطالب.

١٢-أبرز وأجمل التعليقات التي جاءتني على خطي في المسلسل وشعرت معها “بالخضة” كان تعليق أحد الأشخاص الذين لا أعرفهم على الفيسبوك “خط أمينة خليل أحلى من حياتي كلها أقسم بالله” و”خط أمينة خليل يجنن وم أحلى الحاجات في المسلسل”٠

١٣-كذلك أدهشني تعليق الكاتب الدكتور أيمن الصياد أن الاهتمام بالجماليات في المسلسل وصل لدرجة الاستعانة بخطاطة -وذكر اسمي- هذا الشيء أبهجني جداً بالرغم من ذكره أنه شعر بالضيق لعدم كتابة إسمي اعلى التتر.

١٤-أنا كنت فهمت من مدير الانتاج أن اسمي سيكتب على التتر ولكن بعد عرض الحلقة الأولى فوجئت بعدم وجوده ،وعندما رجعت له وسألته غالباً لم يكن منتبهاً أن الاسم لم ينزل على التتر ووعد بنزوله لكن على الحلقة السادسة لانهم بيسلموا خمس حلقاته كل مرة، لكن حتى الأن لم ينزل وإن أخذت وعداً أخر منذ يومين وعموما لم يتبق سوى حلقتين أو ثلاثة، لم يعد يشغلني وجود اسمي على التتر، والذي يعنيني أن أصحابي وأهلي ومعارفي وأناس أخرى كثيرة لا أعرفها التفتت لجمال الخط.

١٥-بدأت التصوير في المسلسل من شهر فبراير الماضي وكل مشاهدي السبعة سواء أثناء الكتابة أو أشياء مكتوبة بالفعل ظهرت ماعدا مشهد واحد فقط أعتقد سيعرض في الحلقة الأخيرة.

١٦-في مشاهدي الأولى كنت أبذل مجهوداً كبيراً للسيطرة على القلم وكنت أشعر بالرعشة في يدي مع إحساسي بوجود كاميرا ومصورين. خاصة أن الإمساك بالقلم الحبر والتحكم في ريشته للكتابة دون تجريح في الورق يحتاج لملكة ومهارة معينة لذلك استعنت بأقلام جَدي للتدريب وكنت أطلب إرسال ما يجب كتابته للتدريب على كتابته قبل الذهاب للبلاتوه.

١٧-المخرج هاني خليفة طلب مني أن أكتب وكأني أكتب مذكراتي للإحساس بالجمل والكلمات ،بداية لم يتحقق ذلك لكن بالتدريج عرفت ما يريد إيصاله للناس واستطعت أن أفصل عن كل ما يدور من حولي وقت الكتابة للوصول للإحساس المطلوب.

١٨-أنا لست خطاطة ولست دارسة لقواعد الخط العربي حتى أنظم ورش تعليم الخط للأطفال فيجب على الأقل أن أدرس ٤ سنين في مدرسة الخطوط.

١٩-كانت تجربة مبهجة جداً وسعيدة بها للغاية خاصة في مسلسل مثل ليالي أوجيني ولن أتردد في تكرارها مرة أخرى إذا ما أتيحت الفرصة.