"قلبي اطمأن".. لماذا أثار برنامج إماراتي فضول المصريين؟

إسراء إبراهيم

“بسم الله نبدأ سعادة جديدة”، لعل هذه أبلغ جملة تُقال عندما تقضي حاجة لإنسان ما دون هدف من ورائها سوى الخير، هكذا اختار “غيث” مقدم برنامج “قلبي اطمأن”، الذي لا زال مجهولًا لدى الجمهور، ويثير فضولهم حول معرفة هويته، أن يخوض مغامرة سد حوائج الناس بتلك العبارة.

نرشح لك : نقدم لكم طفلة “الرحلة”.. هنا زهران

برنامج ” قلبي اطمأن” برنامج اجتماعي خيري، هدفه إغاثة المحتاجين بتقديم المساعدات لهم، بالتعاون مع جمعية “الشارقة” الخيرية، يُعرض على قناة “نور دبي” التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، محتفيًا بالقيم الخيرية التي أرساها الشيخ زايد آل نهيان مؤسس الإمارات العربية المتحدة، في العام الذي أطلقت عليه الإمارات “عام زايد”، وهو “الهاشتاج”، الذي يصاحب حلقات البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي.


يُقدم البرنامج شاب إماراتي يُدعى “غيث”، لا يعرف الجمهور هويته، كما لا يظهر بوجهه خلال تقديمه للحلقات، فهو دائمًا ما يظهر وظهره للكاميرا، يظهر “غيث” ضمن البرنامج كأنه غوثًا للحوائج ويُمطر سعادة على أصحاب الحوائج، ويطوف “غيث” البلدان العربية من أجل مغامرة البحث عن المحتاجين لتقديم المساعدات لهم، فمن السودان يلحق بمصر، ومن مصر إلى الأردن ليصل إلى موريتانيا.

تبدأ الحلقات برسالة “غيث” الشخصية وهي بدورها رسالة البرنامج، وهي: “أجول بلادًا والتقي عبادًا ضاقت بهم الأرض، لتسمح لي الفرص أن أصنع تغيرًا بحياتهم، أسعدهم وأسعد معهم، قد لا أستطيع الوصول لكل محتاج، إلا أنني قد أُلهم الآخرين ليبدئوا ولو بشيء بسيط، ليكونوا بذلك قلب اطمأن، ولك القرار أنت تكون مشاهدًا أو مغيرًا، مختتمًا رسالته بقوله: “فما زالت الدنيا بخير والناس للناس” والتي يؤكد عليها مرارًا خلال الحلقات.

البرنامج يناسب طبيعة الروحانيات في رمضان، فهو يمس تعاطف المشاهدين، ما يجعلهم يتفاعلون معه ومع المحتوى الذي يظهر خلاله، وهذ كان عنصر الجذب الذي حقق من خلاله الوصول إلى عدد كبير من المشاهدين عبر منصات التواصل الاجتماعي، في العديد من البلدان العربية المختلفة، والذين أعربوا عن إعجابهم في البرنامج وأبدوا تعاطفهم مع الحالات الإنسانية التي تظهر خلال الحلقات.

ساعد على وصول البرنامج إلى أكبر عدد من الجمهور، أنه لا يتاجر بآلام المحتاجين وحاجتهم للمساعدة، إذ أن “غيث” لا يُعطي مقدمات تثير العواطف عن الحالة التي يساعدها، بل يجعل الجمهور يتعرف على مشكلة الشخص من خلال حديثه مع الحالة المتوجه لا لتقديم المساعدة، حيث يُقابل الشخص على أساس أنه يحتاج منه تقديم معلومة له ومن ثم يجري بينهما حديثًا يظهر من خلاله معاناة المحتاج في الحلقة، كما أن مدة البرنامج تقل عن 15 دقيقة، ما يعطي فرصة أكبر لمتابعته من قبل الجمهور.

تتحدث كل حلقة عن موضوع معين مثل “مهاجر، المدرس، البواب، عافية، بائعة الفول”، وتبدأ الحلقة بجملة “غيث” بسم الله نبدأ سعادة جديدة، بعد ذلك  يُعطي “غيث” مقدمة عن موضوع الحلقة ثم يذهب للحالة المطلوب مساعدتها، وبعد ترك الشخص يُقدم معلومات احصائية عن المشكلة التي تم ذكرها في الحلقة على طريقة “الفويس أوفر”.

تُعد حلقة “بائعة المناديل” المصرية، من أعلى الحلقات مشاهدة على موقع الفيديوهات “يوتيوب”، إذ تجاوز عدد مشاهداتها حاجز النصف مليون مشاهدة، وترصد الحلقة معاناة الحاجة “ندى” التي تفترش الشارع من أجل لقمة العيش، وتبيع المناديل لتعول أسرتها، والذي قدم لها البرنامج بدوره لها مرتب شهريًا 1500 جنيهًا في الشهر لمدة عامين، و5 ألاف جنيهًا كمقدم.

“غيث” يُعطي أملًا لمن غاب عنه أمله، فيأتي لهم كنور يضيئ لهم ظلمة احتياجهم، ويجعل المشاهد يتفاعل ليخطو خطواته في إسعاد الناس، فمن “عم زين” الذي يحتاج إلى عملية في القلب تتكلف 41 مليونًا مرورًا بـ “علاء” البواب الذي فتح أمامه أبواب الأمل، و”ياسر” الصياد الذي أنقذه من بحر الديون، وصولًا إلى الحاجة “أم حسن” بائعة الخضار، التي غمرتها الضحكة بدموع الفرحة، استطاع “غيث” أن يكون لها نصيبًا من اسمه وكان غوثًا لحوائجهم وطمأنة قلوبهم.