محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (17).. خبطتين في الرأس توجع

بعد احتلال منتخب مصر المركز الثاني في أمم افريقيا 2017، دخل المنتخب المصري في حالة من البيات الشتوي استمرت لأكثر من 4 شهور قبل خوض أول لقاء رسمي أمام منتخب تونس في تصفيات أمم أفريقيا 2019. وذلك بعد أن أوقعتنا قرعة هذه التصفيات في المجموعة العاشرة بصحبة منتخبات “تونس – النيجر – سوازيلاند”، علمًا بأن نظام التصفيات يقضي بتاهل أول كل مجموعة، بالإضافة إلى أفضل 3 منتخبات من أصحاب المركز الثاني.

قبل المباراة بأربعة أيام أصيب تريزيجيه، ليشرك هيكتور كوبر الثلاثي محمد صلاح وعبد الله السعيد ورمضان صبحي خلف المهاجم الوهمي كهربا، في حين عاد لحراسة مرمى منتخب مصر في هذا اللقاء شريف إكرامي وكان أحمد الشناوي بديلا له، وتم استبعاد الحارس المخضرم عصام الحضري من قائمة المباراة التي لم يقدم فيها منتخب مصر العرض المنتظر، ونجح منتخب تونس بقياده مدربه نبيل معلول في القضاء تمامًا على خطورة محمد صلاح ورفاقه.

نرشح لك : محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (15).. المصائب لا تأتي فرادى!!

وحتى بعد نجاح طه ياسين الخنيسي في إحراز هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة الثانية من الشوط الثاني من خطأ قاتل للحارس شريف إكرامي في الخروج من مرماه بلا مبرر لم يظهر منتخب مصر أى رد فعل، ولم تظهر له أي أنياب في النواحي الهجومية، ولم يتمكن البدلاء الذين تم الدفع بهم في الشوط الثاني من إحداث الفارق، حيث شارك الثلاثي مصطفى فتحي وعمرو جمال وعمرو وردة بدلاً من رمضان صبحي وعبد الله السعيد وكهربا على الترتيب.

حزن عشاق منتخب مصر من العرض السئ أكثر من حزنهم لخسارة المباراة، خاصة أنه ما زالت هناك فرصة كبيرة للتعويض مع توالي المباريات في مشوار التصفيات، ولكن الخسارة فتحت الأبواب من جديد لمنتقدي كوبر للعودة إلى الواجهة في البرامج التليفزيونية ولكن على استحياء، لأن الجميع كان يقدر أن المنتخب لديه حلم التأهل لكأس العالم والمؤازرة ضرورة واجبة على الجميع، حتى جاءت الخسارة من منتخب أوغندا في كمبالا بهدف نظيف فى اخر أيام شهر أغسطس من عام 2017، ليتصدر منتخب أوغندا المجموعة برصيد 7 نقاط وبفارق نقطة واحدة عن منتخب مصر.

أما منتخب غانا فرفض الهدية المتمثلة في تعثر منتخب مصر أمام أوغندا، وتعادل في اليوم التالي على أرضه ووسط جماهيره أمام الكونغو بهدف لمثله، ليعلن رسمياً انسحابه من الصراع على بطاقة التأهل عن هذه المجموعة بعد أن تجمد رصيده عند نقطتين فقط، لينحصر الصراع بين منتخبى أوغندا ومصر فقط.

وبالعودة إلى تفاصيل الخسارة أمام أوغندا سنجد أن كوبر تعرض لمأزق بعد إصابة علي جبر قبل أسبوع من المواجهة، وتم الاستقرار على الدفع برامي ربيعة بديلاً له مع عودة عصام الحضري لحراسة عرين الفراعنة وبقي باقي التشكيل المعتاد كما هو، مع الإصرار على اللعب بكهربا في مركز المهاجم الوهمى أمام الثلاثي محمد صلاح وعبد الله السعيد وتريزيجيه، ومنذ الدقائق الأولى في عمر اللقاء تعرض محمد صلاح لخشونة متعمدة من مدافعي منتخب أوغندا ساهمت في الحد من خطورته تماما دون أن يوفر له حكم اللقاء الحماية اللازمة، وفي الشوط الثاني تم الدفع بالثلاثي رمضان صبحي وصالح جمعة وعمرو جمال بدلاً من تريزيجيه وكهربا وطارق حامد على الترتيب، ولكن دون جدوى ودون أى قدرة على إحداث الفارق في الأداء المتردي لمنتخب مصر في هذا اللقاء.

محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال(16).. عادتك ولا هتشتريها يا كوبر؟

وللمرة الثانية على التوالي بعد مباراة تونس يمنى مرمى منتخب مصر بهدف في توقيت مبكر دون إظهار رد فعل قوي، باستثناء فرصة خطيرة وحيدة من ضربة رأس من محمد صلاح أنقذها الحارس الأوغندي أونيانجو الفائز بدوري أبطال افريقيا 2016 مع صن دازنز الجنوب إفريقي على حساب نادي الزمالك.

خسارة أمام تونس في تصفيات أمم افريقيا بعدها خسارة أمام أوغندا في تصفيات كأس العالم، والخسارتين في ظل أداء سئ للغاية من منتخب مصر وعقم هجومي واضح “خبطتين في الرأس توجع”.

أذكر جيداَ –وقد كنت بورديوسر الاستديو التحليلي للمباراة- أنني وضعت العنوان التالي على الشاشة فور انتهاء المباراة “منتخب مصر.. لم ينجح أحد”.

كل ما سبق وضع هيكتور كوبر تحت الضغط ولأول مرة تعلو الأصوات المطالبة بإقالته من تدريب المنتخب، ولكن من حسن حظه أن الفارق الزمني بين الخسارة أمام أوغندا في كمبالا وبين استضافة منتخب أوغندا في ملعب برج العرب في مباراة الجولة الرابعة بالتصفيات، كان 4 أيام فقط، لأنه في حالة زيادة المدة عن ذلك، كان سيقال من منصبه قبل العودة للقاهرة.. وده اللى هنتكلم عليه بكره إن شاء الله.