محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (6).. تطلعات أتلفها الهوى

خرج منتخب مصر من الدور الأول لكأس العالم 1990 ولكن بعد عروض ونتائج جيدة كانت سبباً في تسليط الضوء على كرة القدم المصرية والإفريقية؛ وكانت عروض ونتائج منتخبي مصر والكاميرون في المونديال الإيطالي سبباً مباشراً في اتخاذ قرار بزيادة عدد المنتخبات الإفريقية المشاركة في كأس العالم من منتخبين في كأس العالم 1990 إلى ثلاث منتخبات في كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة.

نرشح لك: محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (5).. دموع في كالياري

وقبل أن نغلق صفحة المونديال الإيطالي قد يكون من المفيد تسليط الضوء على نقطة هامة وهي أن قائمة منتخب مصر في كأس العالم 1990 ضمت 22 لاعبا، شارك منهم 16 لاعب في المباريات الثلاث في حين بقي 6 لاعبين –من ضمنهم 2 حراس مرمى- لم يشاركوا على الإطلاق وكلهم من أصحاب الأسماء الرنانة في كرة القدم المصرية وهم “أيمن طاهر – ثابت البطل – صابر عيد – أشرف قاسم – علاء ميهوب – أيمن شوقي”، وقد حرصت على ذكر أسمائهم حتى نتهيأ نفسيا أنه من الممكن جدا أن تضم
قائمة منتخب مصر في المونديال القادم بعض الأسماء الشهيرة ولا تنال شرف المشاركة في أي مباراة بالبطولة.

ونعود إلى الأجواء في مصر بعد كأس العالم 1990 حيث عم التفاؤل الأوساط الكروية وعانقت الأحلام حدود السماء وملأت التصريحات الوردية الصفحات الرياضية بالجرائد المصرية، ووصلت إلى حد التصريح بأن منتخب مصر يتطلع للمنافسة على كأس العالم 1994 وليس مجرد التأهل!!

ووفقا لرغبة كابتن محمود الجوهري تم الإعلان عن تطبيق الاحتراف في كرة القدم المصرية ولكن على أرض الواقع لم يطبق منه سوى فتح سوق الانتقالات مما أدى إلى ارتفاع أسعار اللاعبين.

دون ذلك بقى كل شيء على حاله حتى وقتنا هذا فما زلنا حتى الآن نسمع أخبار من نوعية غياب أحد اللاعبين عن مباراة أو تدريب لارتباطه بالامتحانات أو ظروف العمل والتجنيد. بخلاف عدم تطبيق الاحتراف لدى بقية أعضاء منظومة كرة القدم فأصبح لدينا مجموعة من الهواة الذين
يطلق عليهم فى مصر “متطوعين”  يقومون بإدارة منظومة كرة القدم في الأندية والاتحادات التي تتولى تنظيم المسابقات التي يشارك بها لاعبون محترفون.

نرشح لك: محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (2).. “جوهري.. جوهري”

الغريب أن الرجل الذي ملأنا الدنيا ضجيجاً أننا سننفذ أفكاره التي ستقودنا للمنافسة على كأس العالم قام اتحاد الكرة بالاستغناء عن خدماته بعد أقل من 3 شهور من نهاية كأس العالم 1990، بعد الخسارة بسداسية أمام المنتخب اليوناني في مباراة ودية أشرك فيها الكابتن محمود الجوهري عدداً من البدلاء من أجل إعداد جيل جديد لكرة القدم المصرية.

وبعد إقالة الكابتن الجوهري انتهى الحلم الجميل سريعاً وعاد الجميع إلى الواقع الحقيقى لكرة القدم المصرية الممتلئ بالإحباطات والعقبات. ليثبت الواقع صحة النظرية الإعلامية التي قمت بدراستها بكلية الإعلام بجامعة القاهرة بعد مرور 6 سنوات على إقالة الجوهري، والتي تشير إلى أن أي ثورة في الآمال والتطلعات لا تجد على أرض الواقع ما يجعلها قابلة للتحقيق لا بد أن يتبعها ثورة إحباطات.

لكن من بكره إن شاء الله هنرجع للتفاؤل والأمل عندما نبدأ الحديث عن رحلة منتخب مصر الحالى نحو الأراضي الروسية..