مصطفى حمدي يكتب: عفوًا.. أنا أحب فضل شاكر

هل تتذكر آخر لحظة جنون تملكت خلايا مخك؟ هل تتذكر كم مرة تحولت فيها إلى شخص آخر لا تعرفه؟ كم مرة وقفت أمام المرآة وسألت نفسك: إنت مين يا عم؟

كلنا مررنا بهذه اللحظات، تتفاوت المسافات بين لحظة جنون وأخرى، تمامًا مثل هذه المسافة الطويلة الممتدة بين الخطيئة والجريمة؛ أغلبنا يخطئ ولكن بعضنا يُجرم، كل ومناعته المكتسبة ضد الرغبة المحمومة في السير نحو الطريق الخطأ، إنه شغف التجربة الذي يزورنا ليرسم علامات النضج على وجوهنا بعد مشوار طويل في نفق مظلم يقودنا غالبًا إلى حقيقة.

اقرأ وجهة نظر أخرى لرامي المتولي

يبدو أن فضل شاكر مر بهذا النفق في سنواته الماضية، مر منه ليحمل صفة مجرم وإرهابي، رحلة دفع ولا يزال يدفع ثمنها غاليًا. علمتني الأيام أن أتوقف عن لعب دور القاضي، يكفي محاكم الضمير والأخلاق التي تنصبها منصات التواصل الاجتماعي لتلتهم من إنسانيتنا الكثير، حفلات جلد جماعي باسم كل القيم والمبادئ نعكس عبرها صورًا من مرآتنا القبيحة، نمنح صكوك الغفران لمن نشاء وننزعها ممن نشاء.

لا أكتب دفاعًا عن رجل قابلته مرة واحدة، كان ذلك في صيف 2012 تحديدًا قبل اعتزاله رسميا بأشهر قليلة، كانت ملامح التصالح مع النفس قد طبعت آثارها على كلماته وهو يتحدث معي عن ملل من الشهرة والأضواء وكل شيء، قال بهدوء الزاهد: ما في حقيقة غير الله!

عرفت أن فضل يسير نحو طريق قطعه عشرات الفنانين قبله، ولكن هذا لم يختصر من محبتي له، خرجت من اللقاء سعيدًا بأدب ورقي فنان يلمس صوته القلب بلا استئذان، جرت مياه في النهر ورأيت فضل شاكر حاملًا السلاح، يكفر ويتوعد وربما يتفاخر بالقتل، تيقنت أنها لحظة النهاية ولكن لأن هناك دائمًا فرصة أخيرة، لأن القدر يكتبه الله وليس محاكم السوشيال ميديا، لأن النصيب والقسمة تريد نهاية مختلفة لهذا الرجل.. عاد فضل الذي أعرفه.

لا يعنيني الآن أن يلقى فضل العقوبة المناسبة في سجون لبنان، ولا يعنيني إن كان مجرمًا أو مذنبًا، ربما أكون مخطئًا، ربما أراه بوحي المقولة الشهيرة “عين الرضى عن كل عيب كليلة، وعين السخط تبدي لك المساوئ” . آسف لكل من يكرهون فضل ويرونه مجرما.. أنا سأظل أحبه.

نرشح لك: تعليق عمرو مصطفى على عودة فضل شاكر