8 تصريحات لـ شريف عارف عن كتابه الجديد "26 يناير

في عام 2015، صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب “الإخوان في ملفات البوليس السياسي”، للكاتب الصحفي شريف عارف، سكرتير تحرير صحيفة “المصري اليوم”، رصد فيه مراحل تأسيس التنظيم الدموي الخاص لجماعة الإخوان المسلمين، ونشأة ثقافة الاغتيالات، وعددًا من العمليات التي نفذها التنظيم، وذلك من خلال الكشف عن عدد من الوثائق، وكتب مقدمة الكتاب وحيد حامد، السيناريست والمؤلف الكبير.

نرشح لك: أحمد يونس يدعم هذه الدار بمعرض الكتاب

وفي هذه الأيام، وبالتزامن مع انطلاق فعاليات الدورة التاسعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، يوم غد السبت 27 يناير 2018، من المقرر أن يصدر كتاب جديد لـ شريف عارف، عن سلسلة “كتاب الجمهورية”، وهو كتاب “26 يناير”، يقدم من خلاله الكاتب، وهو المولع بالوثائق، رؤية وثائقية حول واحد من أهم الأحداث التي شهدتها مصر القرن الماضي، وهو حريق القاهرة، الذي وقعت أحداثه في يوم 26 يناير 1952، ويرصد الكتاب المدبرون والمنفذون للحريق، و”الدور الخفي للإخوان في صناعة الفوضى”.

إعلام دوت أورج” تواصل مع الكاتب شريف عارف، للحديث عن كتابه الجديد، وفيما يلي أبرز تصريحاته:

 

1– قاريء الكتاب سيجد نفسه أمام مقارنة غريبة وفريدة من نوعها بين ما حدث فى يناير 1952 ويناير 2011، وقبل أن نتطرق إلى وثائقه يجب أن أتوقف أمام حقيقة، وهى أننى لست من المؤمنين إيماناً مطلقاً بمقولة إن «التاريخ يعيد نفسه»، ولكنى أرى أنها مقولة يتحقق منها الجزء الكبير على أرض الواقع.

 

2– كثيراً ما قرأتُ عن «حريق القاهرة عام 1952» وشاهدت مئات الصور وعدداً من الأفلام الوثائقية والروائية التى تناولته، ولكنى لا أبالغ إذا قلت إنى شاهدت هذا الحريق بالعين المجردة!، نعم.. شاهدتُ وتابعتُ أحداث حريق القاهرة الذى وقع فى 26 يناير عام 1952، يوم 28 يناير عام 2011 الذى عُرف إعلامياً خلال ثورة يناير باسم «جمعة الغضب».

 

3– كان كل شىء معداً بشكل جيد مسبقاً.. رأيت من يستغلون الغضب الشعبى ضد نظام مبارك ليقوموا بأكبر عملية إحراق، تتبعها عمليات سلب ونهب وفوضى عارمة. الأبطال تقريباً.. هم نفس الأبطال.. الإخوان المسلمون كجماعة سياسية تستغل الدين فى إلهاب شعور الناس، الجيش كهيئة نظامية تسعى للخلاص من الوضع السياسى القائم.. المخطط الخارجى الأنجلو أمريكى.. والوفد كعنصر يمثل الوطنية المصرية.. والشباب الاشتراكيون. ولا أبالغ إذا قلت إن الشرطة المصرية نفسها لعبت نفس الدور الذى لعبه البوليس المصرى فى حريق القاهرة، فقد كان «الانسحاب» هو الحل الأسلم أمام هذه الموجات من الحرائق والفوضى!.

4– والمثير أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن المصطلحات التى استخدمت بعد 28 يناير 2011، هى تقريباً نفس المصطلحات التى تم استخدامها فيما قبل وبعد يناير 1952، فكلمة «فلول» التى طاردت بقايا الحزب الوطنى الديمقراطى بعد ثورة يناير، هى نفس الوصف الذى أطلقه قادة «الطليعة الوفدية» على أحزاب الأقلية المجابهة للوفد.. كذلك ألفاظ أخرى مثل «الفوضى» و«الانفلات الأمنى» وجدت لها نصيباً فى يناير 1952.

5– ورغم كل هذا التشابه إلا أننى أؤكد – مجدداً – أننى لست مؤمناً إيماناً مطلقاً بأن «التاريخ يعيد نفسه»، ولكنى أعتقد أن هناك أحداثاً تتشابه إلى حد التطابق. ولكن يمكن القول إن «التاريخ يعيد نفسه» فقط عند جماعة واحدة، وهى جماعة الإخوان المسلمين، فالقارئ يمكن أن يتنبأ بموقف مستقبلى لقادة الإخوان ورد فعلهم تجاه قضية ما، لو أنه أعاد قراءة التاريخ بعناية وهدوء. فكل تحركات «الإخوان المسلمين» هى «نسخ كربونية» من الماضى.. إنهم – وحدهم – يعيشون على أمجاد «الإرشاد» فى عهد حسن البنا!.

6– وإذا تطرقنا إلى موقف الإخوان المسلمين فى كلا الحادثين، فحدّث ولا حرج، فموقفهم يتشابه إلى حد كبير بين يناير 1952 ويناير 2011، وهو ما كشفته تقارير البوليس السياسى عندما أشارت إلى الدور الذى قام به الشيخ محمد فرغلى، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، يوم السبت 26 يناير عام 1952، «عندما شوهد ومعه عناصر من الجماعة، وهم يحرضون المتظاهرين الغاضبين على أعمال الفوضى وإحراق المنشآت التجارية والملاهى»، وهو نفس السيناريو الذى تكرر فى جمعة الغضب يوم 28 يناير 2011، عندما وقفت عناصر الإخوان تحرض المتظاهرين ضد نظام مبارك على عمليات الفوضى والتخريب.


7– أما عن عمليات الحرق ذاتها فقد تمت فى كلا الحادثين من توقيتات واحدة، وإذا كانت التجربة فى يناير 1952، كانت مقصورة على القاهرة فقط، إلا أن عمليات الحرق فى 28 يناير 2011، كانت فى توقيتات واحدة ومناطق جغرافية مختلفة من بورسعيد إلى الإسكندرية.. إلى محافظات الدلتا بالكامل.. إنها «الثورة» الإخوانية.

8– فى الحالتين كانت الإدارة الأمريكية شريكاً فى الحادثين بشكل أو بآخر، ففى «حريق القاهرة»، كانت المخابرات الأمريكية شريكاً أصيلاً للمخابرات البريطانية فى الإعداد لهذا المخطط، فأمريكا لم تكن راضية عن سياسة حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس باشا، وشاركت فى كل العمليات التى مورست على الحكومة «شهادة إبراهيم فرج وزير الشؤون البلدية والقروية بحكومة الوفد عام 1952 فى حديثه لجمال الشرقاوى».

نرشح لك: قائمة إصدارات “القومي للترجمة” بخصم 70%

يُذكر أن شريف عارف، بدأ العمل الصحفي في نهاية الثمانينات، وهو عضو باتحاد الكتاب، وصدرت له كؤلفات عدة منها، كتاب “مقاتلون وجواسيس” الذي صدر في عام 2017، و”عن العشق والثورة” في عام 2016، و”الإخوان في ملفات البوليس السياسي” عام 2015، وكتاب “قطيعة.. حملات المقاطعة في مصر”، وكتاب “بن لادن رجل في مواجهة العالم”، وكتاب “يوميات على خط النار”، وكتاب “سنوات في البلاط الملكي”.

وخلال رحلته الصحفية، حصل “عارف” على عدد من الجوائز منها جائزة الإعلام العسكري لأفضل التحقيقات الصحفية عام 1995، وجائزة أفضل التحقيقات الصحفية عن “حملة المباني الأثرية تستغيث” 2008، وجائزة أفضل حوار صحفي مع الإذاعية القديرة آمال فهمي2009 ، وجائزة إحسان عبدالقدوس للانفراد الصحفي لعام 2014 عن الوثائق السرية للتنظيم الخاص لجماعة الإخوان.