سلامة ينتقد وقفة الصحفيين: اجتهاد شخصي "هيعك الدنيا"

إسراء إبراهيم

علَّق عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين، على مطالب ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بالسماح للصحفيين بالذهاب إلى القدس من أجل تغطية الأحداث الجارية في فلسطين؛ وذلك على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” القدس عاصمة لإسرائيل دولة الاحتلال؛ موضحًا أن مثل هذه الدعوات “خطيرة”، كما أنها مرفوضة شكلًا وموضوعًا.

أضاف “سلامة” خلال مداخلة هاتفية في برنامج “آخر النهار” المذاع على فضائية “النهار” مساء اليوم الخميس، مع الإعلامي جابر القرموطي، أن هذا الأمر غير مقبول خاصة في مثل هذا التوقيت؛ موضحًا أن الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين رافضة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي؛ لافتًا إلى أن هذا القرار ملزم للجميع ولا يمكن لأحد مخالفته، ومن يُخالف ذلك القرار يقع تحت طائلة المحاسبة النقابية كما يُحال إلى لجنة التأديب النقابية.

نرشح لك: القبض على متحرش مصري بالسعودية

ذكر “سلامة” أن الأمور الآن في منعطف في منتهى الخطورة، مشيرًا إلى أن النقابة أصدرت بيانًا في منتهى القوة يرفض من خلاله قرار “ترامب” وتعلن فيه المساندة الكاملة للشعب الفلسطيني؛ كما دعت النقابة لمقاطعة السلع الأمريكية كذلك.

أوضح أنه لولا حالة الضعف والقتل والإرهاب التي تمر بها الأمة العربية؛ لما وصل الأمر إلى هذا الوضع المتردي الذي أصبحنا عليه، مشيرًا إلى أن إسرائيل الآن في أكثر منطقة آمنة منذ تأسيسها عام 1948، وذلك بسبب أوضاع العرب وحالة الفوضى التي تمر بها المنطقة من تدمير وانهيار دول مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا، على خلفية المؤامرات التي تجتاح الوطن العربي منذ عدة سنوات.

أشار نقيب الصحفيين إلى أن العرب لديهم نقاط قوة وضغط في حالة واحدة وهي اتحاد العالم العربي ويستعيد قواه العقلية ويعلم قوته المؤثرة؛ لافتًا إلى أن أكبر المساهمات الاستثمارية في الولايات المتحدة الأمريكية هي لعرب؛ مشيرًا إلى أننا من يفرط في نقاط القوة التي لدينا.

لفت “سلامة” إلى أن قرار “ترامب” سيتبعه مزيد من تفجيرات الإرهابيين للمناطق العربية؛ قائلًا: “قرار ترامب يبله ويشرب ميته.. لو أصبحنا قادرين على استغلال نقاط القوة التي نمتلكها”؛ مشيرًا إلى أن فلسطين لن تزول وأن القضية الفلسطينية لن تموت.

تابع أنه يجب علينا الوقوف ضد حالة التآمر التي تجتاح العالم العربي؛ حيث أنها تلهينا عن عدونا الرئيسي، مشيرًا إلى أن الخطر من داخلنا أكبر من خارجنا لأن الخطر الداخلي هو من يعطي الخطر الخارجي القوة، مؤكدًا رفضه التطبيع مع إسرائيل أو إعطاء أي صفة شرعية لها؛ وأنه ملتزم بقرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، منوهًا على أنه مصر على تنفيذ هذا القرار، وأن هذا القرار يأخذ صفة الضرورة في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى، مشددًا على تضامن النقابة مع الفلسطينيين بكل ما تملك.

تابع “سلامة” أن دعوات الذهاب إلى القدس وإن كانت بحسن نية؛ فهي لا تصب في مصلحة القضية الفلسطينية خاصة في مثل هذا التوقيت الصعب، موضحًا أن وقفة الصحفيين أمام النقابة اليوم، هي اجتهاد منهم، ولكنه يوجه لهم العتاب لأن ذلك قد “يعك الدنيا” على حد قوله؛ موضحًا أننا في موقف لا بد أن نقف فيه بقوة إلى جانب الدولة المصرية.

اختتم “سلامة” حديثه مؤكدًا أنه لا يجوز أن يزايد أي أحد على الآخر، ومن يريد أن يعبر عن نفسه نحن معه، ولكن في إطار وحدة الموقف المصري لأننا لا ينقصنا انقسام؛ مشيرًا إلى أن مثل هذه الوقفات تعرض على مجلس النقابة وهذا لم يحدث، لأنها إن عرضت لما كانت هناك مشكلة في إقامتها.