هند صبري ..تونسية من شبرا

محمد عبد الرحمن (نقلا عن جريدة المقال) 

حتى على التلفزيون المصري كان أي فيلم يتم عرضه يحمل صفة “الفيلم العربي” وهي نفس الصفة التي كان يحملها الفيلم نفسه في أي قناة عربية، وقتما لم تكن هناك سينما إلا في مصر لم يجد المصريون غضاضة في أن يشعر كل متفرج عربي بأن الفيلم عربي مثلهم وليس فقط مصريا، الأمر نفسه انطبق عندنا طويلا على الفنانين العرب الذي أقاموا في مصر وشربوا من نيلها كثيرا قبل ظهور المياه المعدنية، لم نسمع إلا في العقد الأخير عن من يرفض منح الفرص للممثلين العرب في هوليود الشرق، لكن يبدو أن العدوى لم تنحصر في مصر فقط بل انتشرت عبر الحدود حتى اضطرت الفنانة التونسية هند صبري لنشر بيان غاضب يحذر من أي هجوم ضدها بسبب حصولها مؤخرا على الجنسية المصرية، يقول العرب – لنقل معظمهم- أنهم فخورون بالعروبة، لكن بعضهم على ما يبدو لم يعد معترفا بأن هناك فنان يمكن أن يكون عربياً وحسب، بعضهم لايزال يفترض أن الجمهور ينظر في جواز سفر الفنان قبل أن يشاهد أعماله، “عايزة ورد يا إبراهيم” عبارة يسرية بنت شبرا الشهيرة في فيلم “أحلى أوقات” أكدت مبكرا أن هند صبري فنانة عابرة للحدود العربية وأنها قادرة على تجسيد شخصية فتاة تحمل أي جنسية لكنها في النهاية تتكلم العربية، الفنانة المثقفة سفيرة برنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع حصلت رسميا على الجنسية المصرية لأن زوجها مصري، هكذا ينص القانون الذي يطبق بالمثل في تونس على أي سيدة تتزوج تونسيا، لكن بعض الأصوات المتشددة رفضت الحدث واعتبر أن هند بذلك لا تستحق الاحتفاظ بجنسيتها الأصلية، ما دفعها لكتابة البيان الغاضب على صفحتها الرسمية عبر فيس بوك، قالت هند نصاً ” نا تونسية جدا جدا ، والدي تونسي من الصابرية و والدتي تونسية من الكاف ،و تونس عندي خط أحمر، و يكفيني شرفا إن إسم وطني يرتبط بأي عمل فني أو جائزة أحصل عليها منذ 1994، وأحب مصر جدا وأعتبر نفسي منها وأدين لها و لشعبها بالكثير والكثير. زوجي مصري و بناتي مزدوجتا الجنسية ..و حصلت على الجنسية المصرية بحكم زواجي و هو شيئ عادي لا ينقص من تونسيتي شيئا بل يزيدني فخرا ب”عروبتي”و مشواري الذي لا يحتاج إلى تذكير. ليس هناك قانون يجرم إزدواج الجنسية للتونسيين على حد علمي.. و الترهات التي تختلقونها عني تعني أنكم تشككون في وطنية ملايين التونسيين مزدوجي الجنسية الذين يمارسون حقوقهم و واجباتهم المدنية بكل وطنية ، و منهم وزراء و نواب الشعب.. كفاكم نفاقا. و لن أكون كبش فداء لأعداء النجاح و هوايتهم المفضلة :”تكسير ولاد البلاد” ، باختصار ” هند جابت من الأخر” وأسكتت بالتلويح باللجوء للقضاء الأصوات التي تترك الإرهاب ينهش في مصر وتونس وسوريا والعراق، ثم تفتش في انتماءات الفنانين وتلعب في عقول البسطاء الذين يعتبرون مقياس الوطنية هو لون جواز السفر والذين يدعون الإنتماء للعروبة بينهم لا ينتمون فعلا إلا لأضيق أفق في الوجود.

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

اقـرأ أيضـًا: 

محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟

محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”

محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر

محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة

محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى

محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود

محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة

محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»

محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو

محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل

محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي

محمد عبد الرحمن: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك

 عكاشة لقناة الحياة: سأنتصر على بني إسرائيل

زيادة حلقات “واحد من الناس” 

14 صورة من الاحتفال بمسلسل “حواري بوخارست”

يحيى قلاش: لدينا محاذير على وضع الصحافة الإلكترونية بالنقابة أو خارجها

مهبط طيران لعادل إمام في “أستاذ ورئيس قسم”

كاريكاتير إيهاب هندي : مسابقة الـ 30 ألف معلم

أمير كرارة و14 نجم في برومو “حواري بوخارست”

7 نجوم “أهلاوية” لا ترحب بهم قناة الأهلي

عمرو أديب : البشوات إللي زي حالاتي سبب أزمة الكهرباء