محمد فتحي يكتب: وا إسلاماه ٢٠١٧.. فيلم الرعب الذي نشارك فيه!!

(١)

” إرهابيون يفتحون النيران على المصلين في أحد مساجد العريش” .

الإرهابيون يقدمون أفعالهم دائما بوصفها لخدمة الدين ..

يرد جمال بخيت لابد “دين أبوكم إسمه إيه”؟؟!!

(٢)

يأتي الخبر يوم الجمعة السوداء التي ينشغل فيها الآلاف بخصومات المحال التجارية.. بينما أكثر من مئتين وخمس وثلاثين أسرة (قابلة – للأسف – للزيادة) ستبدأ إجراءات الجنازات وتستقبل المعزين في صدمة لم يتخيلوا قبلها في أسوأ كوابيسهم أن يكون وداعهم الأخير لأحبابهم وهم يذهبون لصلاة الجمعة.

(٣)

“هيقتلوهم وهما بيصلوا”.. جملة من مشهد عن التتار في فيلم “وا إسلاماه” من إنتاج الستينات .

” قتلوهم وهما بيصلوا “.. وا إسلاماه نسخة ٢٠١٧!!!

وااا إسلامااااااه

(٤)

يسقط عشرات الشهداء ويدخل المصابون في حرب حياة يمكن أن تنقذ أو موت قد يلحق بهم؛ بينما تبدأ السوشيال ميديا في تصفية الحسابات مع السلطة في الوقت الذي تعلن فيه البلاد الحداد. يكتب أحد الرؤساء السابقين لجمعية تنموية تعمل في سيناء رثاء لشهداء يعرفهم عمل معهم على التنمية في سيناء فيرد أحد المعلقين بأن العملية افتعلتها الدولة!!!!!!

هلا حدثتني قليلا عن الخسة والوضاعة؟؟

حسنا.. دعك من هذا ولتكتفي بمتابعة السوشيال ميديا

(٥)

سيفرح الإخوان وقنواتهم بما يظنونه سقوطا جديدا للبلد التي كرمها الله بذكرها في كتابه، وأقسم بتينها وزيتونها وبجغرافيتها نفسها معتبرًا إياها “البلد الأمين”، بينما سيولول البعض على المشهد مرتدين ثياب المحللين الاستراتيجيين ومطالبين بإجراءات هم أول من سينتقدونها لو نفذت دون وصايتهم، فيما سيتناسى الجميع أن من فعلوا ذلك فعلوه باسم دين برئ منهم ومن أفعالهم، وارتكبوه لهذا الهدف تحديدا.. شق الصف.

(٦)

سيقول السفهاء من الناس “صف ايه اللي أنت جاي تقول عليه.. أنت عارف قبله معنى الصف ايه”، وهؤلاء هم الجاهزون دائمًا لاختيار الجانب الآخر.. أيًا كان.. طالما أنه ضد شرطة لم يصلوا إليها.. ونظام يكرهوه كراهية التحريم.. متشدقين بما يرفضون أن يتشدق به غيرهم من شعارات باسم الوطن ومصلحته ومستقبله والضرورات والديمقراطية والثورية والنضال والحقوق.. بينما في النهاية هم يتاجرون بمن يتحدثون عنهم.. وتسقط دعاواهم بمجرد أن تنتقدهم أو تختلف معهم في الرأي.

الصف ياسيدي هو أن نظل على قلب رجل واحد وقت يريد الآخرون دفننا. ألا نشارك في فيلم الرعب بالتنازع أو بالمشاهدة وظهرنا للحائط. الصف هو أن نفهم أن كل ما نحياه سيمر وأنه ليس الأسوأ كما يحاول البعض أن يصدر للناس فندمج الإرهاب بارتفاع الأسعار بالحريات بالمشروعات القومية بمرض رئيس الوزراء بمقاطع من كلام السيسي بسد النهضة لنقدم لعدونا الخلطة التي يريدها وهي أن نكره حياتنا فلا نشعر بأي شئ سوى الهراء للدرجة التي تجعلنا نفقد الثقة في كل شئ حيث لابديل سوى أن نعلن هزيمتنا.

الصف هو أن تفهم دخول الأمر في مرحلة جديدة لا تختلف عن مرحلة الوحش، حيث الجميع أصبح هدفًا. حيث الصراع يتجه لمذهبه العنف والضربات القادمة من الممكن أن تكون للشيعة في مصر كما كانت ضد الأقباط كما يرجح أن تزداد بين وقت وآخر مع عدو لاتعرفه وتقف وراءه دول وتنظيمات وأجهزة استخبارات مهنا منعك غرورك من الاعتراف بذلك..

(٧)

قبل حوالي شهرين.. فرضت ظروف عملي مشاهدتي لثلاث مقاطع فيديو أكد لي مصدرها وقتها على عدم ملاءمتها لضعاف القلوب..

بدا الأمر وكأننا في عالم آخر حين بدأ المقطع الأول بمشاهد رائقة لدرجة يستحيل أن تشاهدها في أهم أفلام هوليوود وبتقنية تصوير متقدمة تظهر مجموعة من الملثمين الذين يرتدون ملابسًا عسكرية مهندمة ويحملون ترسانة من الأسلحة “وهم يسوقون شخصًا معصب العينين ويجبرونه على الركوع.. وبدون أي كلمة صوبوا تجاهه مدفع رشاش حديث ثم أفرغوا خزنة كاملة من الطلقات في رأسه؛ ولم يتوقفوا بعد سقوطه صريعًا مضرجًا في دمائه بل أكملوا ضربه في رأسه التي انشطرت نصفين في مشهدٍ مرعبٍ جعل بعض الحاضرين يجفل بعد أن أصيبوا بصدمة كبيرة.

لم يكن مكان تصوير المشهد بعيدًا.. كان في سيناء.. تحديدًا في العريش.. ولم يكن ذلك هو المشهد الوحيد.

في المشهد الثاني الذي شاهدناه في تحفز شديد رأينا الملثمين يجرجرون شابًا أغلقوا المحل الذي يملكه.. وراحت السيارات تعبر بجوار المشهد وكأنه اعتيادي بالنسبة لهم؛ أو وكأنهم يعرفون عقاب الوقوف والاعتراض على كتيبة الإعدام.

في هذه المرة لم يستخدم الإرهابيون مدفعًا رشاشًا.. بل ركعوا الرجل معصب العينين ثم نزعوا عنه العصابة..

وأخرج أحدهم خنجرًا..

ثم انقض على عينه!!!

كان يستخرج عينه من مقلتها في عنف شديد وبغل مبالغ فيه.. ولما فرغ كان الرجل تقريبا قد مات من الألم؛ لكن الإرهابي لم يتوقف. استكمل اقتلاع عينه الأخرى بخنجره..

تمدد الرجل على الأرض وهو يصرخ بما تبقى فيه من روح.. وبدلا من أن يكتفي الإرهابي بما فعل.. سكب البنزين على جسده ثم أحرقه..

ووقف أمام جثته ملوحا بعلامة النصر!!!

لم أستطع أنا وزملاء العمل مشاهدة الفيديو الثالث الذي لم نستبعد كونه أكثر وحشية ودموية ورعب.. لكننا طلبنا الإيضاح لنعرف التفاصيل المرعبة

فالضحايا الذين نحتسبهم عند الله شهداء من أهالي سيناء الذين يعاونون الجيش والشرطة..

والفيديوهات تم اللحاق بها قبل نشرها من خلال عملية لم يعلن عنها استطاعت التعامل مع الإرهابيين والحصول على مقاطع الفيديو التي صوروها بأحدث الكاميرات والتقنيات..

والحرب مستمرة ضد أشباح مدعومون من دول وأجهزة معادية..

يقسم المصدر أن جزءا من تأخر الأمر كما يظنه العامة مرده لشرف ونزاهة المصريين الذين يرفضون القيام بعمليات يتأذى فيها أطفال أو نساء أو يذهب ضحيتها أبرياء. يقسم أن في البلد رجال يتحملون أي شئ وكل شئ إلا أن يشعروا بشق الصف أو تسرب الإحباط للناس.

يسألنا: تعرضوا هذا الكلام ؟؟.. نرفض جميعًا..

يطلب منا الوقوف في الصف في مواجهة المعركة..

يؤكد أننا جميعا لسنا ملائكة وأن هناك أخطاء.. لكن ليس كل ما يعرف يقال.

(٨)

الجميع إذن ما لم نكن معهم يريدوننا مهزومون ويحاولون تصدير حالة “نحن في أسوأ العصور”..

سيداتي آنساتي سادتي..

والآن مع فقرة هل تعلم..

هل تعلم أن هذا البلد الأمين مر من الشدة المستنصرية التي كان الناس يصطادون بعضهم البعض بكلاليب من فوق البيوت ويأكلون بعضهم البعض..

مر هذا الوقت وبقيت مصر..

أيها السادة.. إليكم الأخبار السيئة.. هذا البلد لا ينهزم.. اللهم إلا في معارك اللايك والشير.

فهنيئا لكم بها.

(٩)

“مصر هتفضل غالية عليا”.