الظروف التي صنعت ودمرت شيما

منذ بضعة أيام لم يكن أحد يسمع عن شيما أو شيماء أحمد، كانت صفتها الفنية مطربة مغمورة محدودة الموهبة من ضمن العشرات الذين يحاولوا الظهور لدقائق للحصول على بعض الأضواء. لكن دون مقدمات تم تكريم تلك المطربة/ المؤدية خلال فعاليات واحد من الأحداث الفنية التي تم تنظيمها داخل جامعة القاهرة عن أغنية لم يسمع بها أحد من قبل عنوانها “سونه”.

ثم ثارت زوبعة إعلامية عن موقف جامعة القاهرة من شيما بسبب الفستان الغير لائق الذي ظهرت به على المسرح، وكعادة مواقع التواصل الإجتماعي، إهتم بها البعض لساعات،لكن هناك دائمًا ما يسحب إنتباه الجميع في إتجاه أخر، وأنشغل الكل عن شيما ، لكن يبدو أنها كانت تمتلك خطة مسبقة للظهور الإعلامي بداية من إحداثها أزمة التكريم في جامعة القاهرة، ثم طرحها لفيديو كليب جديد بعنوان “عندي ظروف”.

الأغنية من كلمات محمد عاطف ، ألحان رامي جمال وتوزيع نور، من ناحية الصوت، الأغنية عادية مثلها مثل الكثير من الأغاني الخفيفة التي يتم إنتاجها طوال العام، وقبل تصويرها كانت لن تضيف أوتنقص من رصيدهم الفني، لكنهم كانوا على علم باسم الأغنية وما يحمله من معاني مزدوجة، لكن يبدو أن المقابل المادي كان جيد لكي يتغاضوا عن اسم الأغنية.

الأزمة الحقيقة تكمن في فريق العمل المسئول عن إنتاج الفيديو بهذا الشكل، خاصة المنتج والمخرج ومدير التصوير، فالجميع شارك بإرادته في ظهور ذلك الكليب، لكن هذا الثلاثي يتحمل العبء الأكبر، بالتأكيد بعد شيما نفسها.
شيما مجرد فتاة أخرى تمتلك قدر من الجمال وتفتقر إلى الموهبة الحقيقية، تكتفي بالغناء في الفنادق وأماكن السهر الليلية بتصاريح مؤقتة من نقابة المهن الموسيقية، دون وجود ما يضمن لها الإستمرار في مجال الغناء، وربما يكون ذلك هو الدافع الذي جعلها تتخذ الطريق الأسرع للشهرة، وهو العري.

الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه شيما هو عدم إمتلاكها للذكاء الفني أو الرؤية التي تجعلها تدرك ما تفعل أو تختار كيف ستقدم نفسها للمشاهدين، هي فقط مستعدة للمغامرة ولا تمانع في الظهور في إطار فتاة الإغراء طالما ذلك سيضمن لها لاحقًا الحفلات والمال والشهرة السريعة، وبالرغم من أن كليبات “سيب إيدي” و”الكمون” لم تكن في الماضي البعيد وقادت أصحابها إلى السجن بتهمة التحريض على الفجور، إلا أن شيما لم تتردد في كسر حواجز رضا الفولي وشاكيرا في الإباحية، وهو ما دفع موقع يوتيوب إلى حظر الفيديو بعد ساعات من طرحه لمن هم أقل من سن الثامنة عشر، وقد يكون ذلك هو الفيديو الأول الذي يقع تحت وصف “أغنية” الذي يخضع لتلك المعايير الرقابية في الوطن العربي من يوتيوب.

قصة شهرة شيما إنتهت سريعًا في فصلها الأول، ويمكن وصفها بالقصيرة الحزينة، لكن الأزمة نفسها قد لا تنتهي بقرار نقابة الموسيقيين سحب تصريحها للغناء، وتمتد إلى ما هو أبعد من ذلك.

لكن هل تكون شيما هي الأخيرة في طابور ضحايا راغبات الشهرة السريعة؟ أتمنى ذلك، وإن كنت أستبعده.