د. إبراهيم مجدي يكتب: منتدى إنتاج الطاقة الإيجابية

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن منتدى شباب العالم كان فرصة حقيقية وتفريغًا هائلًا للطاقة السلبية وتحويلها لإيجابية.

الطاقة الإيجابية وعلم النفس الإيجابي هو أحد الفروع الحديثة من علم النفس التي تسعى لأن يصبح الإنسان أكثر سعادة ورفاهية وأكثر طاقة وأفضل مزاجًا.

وفي تعريف آخر في مراجع علم النفس: علم النفس الإيجابي هو الدراسة العلمية لنقاط القوة التي تمكن الأفراد والمجتمعات من الازدهار. ويستند هذا المجال على الاعتقاد بأن الناس يريدون أن يعيشوا حياة مجدية ومفيدة، لزراعة ما هو أفضل داخل أنفسهم، وتعزيز تجاربهم من الحب والعمل واللعب.

كان المنتدى يجمع بين الحب والعمل واللعب. أتكلم هنا كمدعو بالمنتدى وشاهد على الأحداث وليس مجرد مشاهد أو متخصص ينظر ويحلل. لقد كنت في قلب الأحداث أتابع وأشارك؛ وجدت مشاعر حب وتفاؤل وأمل بين الحاضرين من مختلف الأعمار والجنسيات والأديان. الأغلبية هناك كانوا يضحكون في وجه بعض ومستبشرين راضين بأداء اللجنة التنظيمية التي بذلت مجهودا يفوق الوصف. “شباب البرنامج الرئاسي” تعاملوا باحترافية شديدة في تنظيم وتحضير فعاليات المنتدى لكي يظهر بهذا الشكل الذي يجمع بين الإبداع والأمل.

لو طبقنا ما حدث في المنتدى بشكل علمي وبحثنا في المراجع سوف نجد عدة أشياء تدفع كلها إلى الطاقة الإيجابية والسعادة؛ على سبيل المثال تكريم المبدعين ومناقشة مواضيع الساعة وقوة تفاعل الرئيس معها، وماراثون الجري الذي أثر في شخصيا وجعلني أخلد للنوم في هدوء، بعد معاناة مع الأرق.

التجمع الإيجابي يساعد على خلق طاقة إيجابية ويساعد على تحسين المزاج؛ هكذا تَذكُر مراجع علم النفس، والتجمع هنا كان تجمعا شبابيا لبحث موضوعات تغير من اقتصاد العالم مثل التنمية المستدامة وريادة الأعمال التي أصبحت محور اهتمام شباب العالم.

“الموسيقى تجمع ولا تفرق” كانت فكرة أيضا في غاية الإيجابية؛ فيلم الافتتاح، وجود ياسين البسوش، كمية الطاقة والأمل التي يحملها بداخله وتحديه لأي إعاقة.

في مقدمة لكتاب علم النفس الإيجابى، يصف وليام كومبتون علم النفس الإيجابي، السعي لجعل حياة الإنسان العادية أكثر متعة. ويعطي الكتاب عشر نصائح سوف نذكرها باختصار، منها أن تستمتع بمالك؛ فالسعادة ليست ثروة وحسابًا في البنك، إنما السعادة أن تستمتع بما تملكه من مال، فوجبة ساخنة شهية أو شراء ملابس جديدة أو كتاب جديد ممكن أن يشعرك بالسعادة.

العرفان بالجميل لمن لهم فضل عليك: من علموك، من ربوك، من ساعدوك في بداية حياتك العملية؛ كلمة “شكرًا” كافية لكي تجعل من حولك يشعرون بالسعادة وتعطيك طاقة إيجابية.

الثقة في النفس والعطف على من هم أصغر منك وإعطائهم علمك وخبرتك، تجعلك أكثر سعادة، وتساهم في زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين، كما ذكرت جامعة كليرمونت للدراسات العليا عام ٢٠١١. وبناء على نتائج البحوث، يعتقد علماء النفس أن الثقة والتعاطف، وزيادة الأخلاق الإنسانية تساهم في زيادة هذا الهرمون، وهو هرمون الحب الذي يساعدك أن تكون أكثر هدوءً.

الابتسامة وتذكر ذكريات مفرحة تجعلك أكثر إيجابية وطاقة بالجلوس مع ناس أصحاب مزاج لطيف، ولديهم القدرة على إضحاك من حولهم وإضافة بهجة، تصبح السعادة عدوى تنتقل من الآخرين إليك، فحاول أن تبحث عن هؤلاء المبهجين.

التعامل بلطف مع كل الناس، ومحاولة مساعدتهم، وتقديم خدمات لهم وقضاء مصالحهم يجعلك أكثر إيجابية.

الاشتراك في حملات التوعية بالأمراض المزمنة، وخدمات المجتمع المدني وحملات حماية البيئة، والجلوس مع المسنين وزيارة دور الأيتام والمصحات النفسية، أمور تجعلك أكثر سعادة وإيجابية.

ممارسة الرياضة مثل المشي أو السباحة أو رفع الأثقال بصورة منتظمة تجعلك أكثر سعادة؛ ذُكر ذلك في بحث في جامعة بريستول ٢٠٠٨.

التبرع لأعمال الخير يجعلك أكثر إيجابية وسعادة.

في النهاية حاولت أن أنقل لكم المشهد كما رأيته وشعرت به.