لأ يا موسى لأ

اعتقد حمدى أن هذا القرار سوف يؤكد به حضوره عند الدولة بعد أن قرأها وهى طايرة، الدولة غاضبة من موسى إذن عليه أن يسارع بتوجيه عقاب مؤلم، كالعادة نزلت كلمة حمدى الأرض، بعد أن قال مكرم محمد أحمد بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للإعلام والذى يعلم أكثر- بحكم خبرته- بما تريده الدولة وعلى الطاير أيضا، الأمر لا يستحق، (إعلامى وأنا حُر فيه أفرده أو أتنيه)، سوف يبتلع حمدى الإهانة لسببين، الأول أنه يعلم أنه أساسا ليس نقيبا للإعلاميين، فهو معين بقرار، ولا يملك أى صفة شرعية لإنزال العقاب بأحد، دوره هو فقط تشكيل النقابة، فهو يلعب فى الوقت الضائع، ولا تنسَ أن قرار تشكيل المجلس المؤقت وحتى لا تختلط الأدوار يحول دون ترشحه أصلا لمنصب النقيب. السبب الثانى أنه يعلم أيضا أن مكرم محمد أحمد لن يصمت وهو سريع الغضب وقد تنفلت منه كلمات تنال من حمدى على الملأ لو أنه أصر على موقفه.

من الواضح أن النقابة والمجلس الأعلى للإعلام والآخر الوطنى أيضا للإعلام، والفارق أن (الوطنى) مسؤول فقط عن قنوات (ماسبيرو)، كل المشرفين على الإعلام، أسد على المذيعين الصغار والقنوات التى ليس لها ظهر، بينما هم نعامة كما ينبغى أن تكون النعامة عندما يتعرضون لمقدم برامج ذى حيثية عند الدولة.

مكرم محمد أحمد أكد أن موسى تجاوز، وأنه يتم التحقيق معه، لكنه لم يقصد، والشريط دُس عليه، مبررا عدم إيقاف موسى بأن كل إنسان يخطئ (وخير الخطائين التوابون) بمن فيهم الأنبياء، وعلينا التسامح، كلام جميل وكلام معقول ولكن هأقول حاجة عنه، لماذا لا نرى هذا الوجه الطيب المتسامح البشوش مع باقى المذيعين، أليسوا جميعا أبناء تسعة حتى من هو ابن سبعة ألا يستحق الشفقة مضاعفة؟!

هل تتذكرون المذيعة التى وضعت سكر (سنترفيش) على يدها وكأنه هيروين؟ تمثيلية سخفية، أنا معك ولكن لماذا تم إيقافها؟ أليست هى أيضا إنسانا من حقه أن يُخطئ، وعلى المجلس الأعلى أن يتسامح، خاصة، وأن ما فعلته لا يهدد من قريب أو بعيد الأمن القومى، ولا يذيع أسرارا أو يؤدى إلى شيوع معلومات مغلوطة تضر بالدولة، لا تستطيع أن ترى سوى الأمر بزاوية أكثر اتساعا، هناك رجل خفى يحرك المنظومة الإعلامية برمتها ومن نراهم، مثل مكرم محمد أحمد أو حمدى الكنيسى أو حسين زين، مجرد أدوات يتم تحريكها من أعلى وعليهم تنفيذ الأوامر حرفيا.

موسى يشكل منصة مهمة لدى الدولة لتوصيل قرارتها، هو يحظى بدرجة متابعة عالية لبرنامجه، ولن يحرقوا ورقة مهمة بسبب خطأ، مهما بلغت فداحته، وأقصى ما يمكن أن يفعله مكرم محمد أحمد فى هذه الحالة لإثبات الغضب أن يغنى له المجلس الأعلى مع النقابة بصوت جماعى كله حنية وعلى طريقة المطرب المجهول محمد مرعى، صاحب الأغنية الشهيرة (لأ يا موسى لأ/ لأ ما لكش حق)…. (وزغردى ياللى منتيش غرمانة).