وليد رشاد يكتب: موقعة برج العرب

يلتقي اليوم الأهلي المصري مع النجم الساحلي التونسي في مباراة من العيار الثقيل في إياب الدور قبل النهائي لدوري رابطة أبطال أفريقيا في السابعة مساء بتوقيت القاهرة، ولكن المشكلة الأكبر التي سوف تواجه الفائز من الفريقين هي أنه سوف يضطر للحصول على لقب البطولة في الجولة الختامية من ملعب الموت، وهو ملعب محمد الخامس، في كازبلانكا معقل الوداد البيضاوي، الذي خدمته القرعة حيث لعب مباراة العودة في الدور قبل النهائي على أرضه أمام اتحاد العاصمة الجزائري ونجح في الفوز والوصول للمباراة النهائية، وكذلك سوف يلعب مباراة العودة في الجولة النهائية على ملعبه أيضاً، الِذي افتتح مؤخراً بعد تجديده في مباراة أسود الأطلسي مع الجابون، وكان بشرة خير على المغاربة حيث فازوا بثلاثية نظيفة ويكفيهم نقطة التعادل في “أبدجان” للوصول إلى المونديال.

https://www.youtube.com/watch?v=audw0N_EmGg

وعودة إلى مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي والتي تمثل صعوبة نفسية للأهلاوية، لأنه لم يسبق أن تخطي الأهلي في أي بطولة إفريقية ناديين تونسيين في دورين متتاليين، وإن كان هدف صالح جمعة الغريب في مرمى أيمن المثلوثي، في “سوسة” يمكن أن يكون مفتاحاً لوصول الأهلي للمباراة النهائية، لأن الأهلي خرج في مبارة الذهاب بواحدة من أفضل الخسائر وهي (1-2)، مما يعني أن الأهلى بحاجة لهدف وحيد في أي وقت في مباراة اليوم، حتى ولو كان في نهاية الوقت بدل الضائع المفضل لدى عشاق الأهلي والذي يعطي للهدف والفوز مذاقا مختلفا عندهم، ولكن كل هذا شريطة أن يحافظ الحارس متباين المستوى شريف إكرامي على نظافة شباكه طوال المباراة، وذلك يعني أن حسام البدري غير مطالب هذه المرة بفتح خطوطه والهجوم بلا حساب، ولكنه مطالب بهجوم عقلاني مع الاحتفاظ باتزانه الدفاعي ليظل محتفظاً بآماله حتى النهاية.

وتاريخ لقاءات الفريقين متقارب في كل البطولات وهي دوري رابطة الأبطال والكونفيدرالية وكأٍس السوبر (افريقياً)، ودوري أبطال العرب، فقد التقيا من قبل 12 مرة (بما فيها لقاء سوسة الأخير) فاز الأهلي مرتين والنجم ثلاث مرات، بينما تعادلا سبع مرات ستة سلبياً ومرة إيجابياً، ويتعادل الفريقان كذلك في عدد الأهداف المتبادلة سبعة لكل فريق.

بينما تاريخ لقاءات الفريقين في الملاعب المصرية يشمل كل الاحتمالات فقد فاز الأهلي مرتين وتعادل الفريقان مرتين وفاز النجم مرة واحدة (3-1)، والغريب أن تلك المرة كانت سبيل النجم لحصد لقبه الوحيد في البطولة عام 2007، بينما فاز الأهلي بأحد ألقابه الثمانية عن طريق النجم أيضاً ولكن قبلها بعامين، وكذلك قبلها بشهور فاز بكأس السوبر بضربات الترجيح في اديسا بابا ،بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس الاتحاد الإفريقي، ولكن الأهلي فشل تماماً في تحقيق أي فوز على النجم في ملعب سوسة رغم تألقه في الملاعب التونسية بشكل عام.

أوراق المباراة تقول أن الأهلي سوف يفتقد بشكل كبير عنصر الخبرة في الملعب المتمثل في نجمى الفريق الموقوف أحمد فتحي، والمخضرم والمصاب حسام عاشور، قلب الأسد، وهم من أكثر اللاعبين الأهلاوية خبرة في المعترك الإفريقي وليس من السهل تعويض غيابهما، لأنهما فقط الموجودين من جيل العظماء، صحيح أن وليد سليمان، وعبد الله السعيد، لهما خبرة إفريقية معقولة ولكن ليس على نفس مستوى الثنائي “عاشور”، و”فتحي”.

ويبقى لدى الأهلى مشكلة حقيقية في مركز رأس الحربة الذي ما زال يتخبط فيه المغربي “وليد ازارو” بعد رحيل “عمرو جمال ” إلى بيدفست الجنوب إفريقي، بينما يرفض “البدري” الإعتماد من البداية على المخضرم عماد متعب، ووصلت العلاقة بينهما إلى مستويات سيئة، والمؤشرات تقول أن محمد هاني سوف يعوض غياب “فتحي” في الناحية الدفاعية اليمني بينما يمكن الاعتماد على هشام محمد لسد فراغ “عاشور”، وتبقى خطورة الأهلي الحقيقية في جماهيره المحتشدة ومخزون الثقة لدى لاعبيه في قدرتهم على تحقيق الفوز في أي لحظة، وكذلك يمكن أن يكون “صالح جمعة” الورقة الرابحة لأبناء الجزيرة كما فعل في مبارة الذهاب.

ورغم أن النجم الساحلي لا يمتلك لاعبوه بالتأكيد روح البطولة التي يمتلكها نجوم الأهلي، ولكنهم يمتلكون حارس مخضرم هو حارس مرمى المنتخب التونسى الأساسي “أيمن المثلوثي”، وخط وسط رهيب بقيادة “محمد أمين بن عمر” الذي أحرز هدف الاطمئنان التونسي (وربما هدف الوصول للمونديال) في مرمى غينيا في كوناكري، ومعه المجتهد وأهم نجوم لقاء الذهاب أيمن الطرابلسي، ويمكن أن يضاف إليهم نجم الضربات الثابتة حمزة الأحمر، حسب خطة اللعب، ويعود إلى هجومه الساحر البرازيلي “دييجو اكوستا” بعد انتهاء إيقافه، وربما يفضله الفرنسي “هوبير فيلود” على المهاجم المصري القوى عمرو مرعي، ويدعم الهجوم من الخلف الثلاثي الغيني “بانجورا”، “إيهاب المساكني”، و”عليا البريجي”، ولا يمكن أن ننسى خطورة الظهير الأيمن متعدد المواهب “حمدي النجاز”، وبالتأكيد يمكن أن يحتفظ المدرب الفرنسي بورقة ضغط على الجماهير الأهلاوية وهي المخضرم أمين الشرميطي، ذو الحظ العالي على الأهلي، وأحد أبطال مباراة 9 نوفمبر 2007 بالقاهرة، والذي ما زالت جماهير الأهلي تحتفظ له بذكريات سلبية، ويمكن أن يستخدمه الفرنسى كعنصر ضغط نفسي على لاعبي الأهلي في الأوقات الحرجة.