حنان الديب.. لماذا غابت ومتى عادت وكيف تخطط؟

أحمد حسين صوان
 
قبل تسعة أشهر تقريبًا، قطعت الإعلامية حنان الديب إجازتها الطويلة، لتعود إلى الشاشة مُجددًا، من خلال برنامج “سيداتي آنساتي” عبر قناة “دريم”، لتُحقق من خلاله رحلة نجاح، وسط مجموعة برامجيةعلى القنوات الأخرى مُهتمة بالمرأة وقضاياها أيضًا، كما أنها ستخوض تجربة الإذاعة لأول مرة من خلال “drn” خلال الفترة القليلة المُقبلة.
 
التقى “إعلام دوت أورج” الإعلامية حنان الديب، للحديث عن كواليس عودتها إلى الشاشة، وبرنامج “سيداتي آنساتي”، ودور برامج المرأة في المجتمع، وبرنامجها الإذاعي الجديد، وفيما يلي أبرز التفاصيل:
 
1- فبراير
 
انسحبت حنان الديب عن الساحة الإعلامية قبل عشر أعوام تقريبًا، بسبب رغبتها في تكريس وقتها لتربية أطفالها والتفرغ لهم، وطول فترة الغياب لم تسعَ “الديب” للعودة مُجددًا والظهور عبر الشاشة، رغم تلقيها عرضًا من “دريم” بعد إنجابها الطفل الثاني بشهرين تقريبًا إلا أنها اعتذرت عنه، احترامًا لرغبتها.
 

تقول “حنان” لـ”إعلام دوت أورج” إنها تأثرت بطول فترة الغياب عن الإعلام، لكن بطبيعة الحال المشهد كان غير واضح لاسيما في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، كما أن والدها المحامي فريد الديب تولى الدفاع عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لذلك كان من الضروري الهدوء ومواصلة الغياب لفترةٍ ما، لأن كل رأي أو تصريح سياسي خاص بها سوف يؤخذ على والدها آنذاك.
 
أوضحت أنها عادت إلى “دريم” في شهر فبراير الماضي، بعدما تلقت عرضًا من محمد خضر، رئيس القناة، للانضمام إلى برنامج “سيداتي آنساتي”، كما أنها تحرص حاليًا على العودة بقوة وعدم الانسحاب مُجددًا عن المشهد الإعلامي.
 

2- حقوق المرأة
 
رغم البرامج التليفزيونية المختصة بالمرأة وقضاياها، ترى “الديب” أن بعض البرامج تختزل مشاكل المرأة في علاقتها بالرجل فقط، بسبب الأحداث الموجودة على أرض الواقع، مؤكدة غياب ثقافة الاعتراف بأن المرأة كائن قائم بذاته.
 
أوضحت أن بعض البرامج تتناول محتوى يتوافق مع رغبات الجمهور في أغلب الأحيان، لكن يتم تقديم مواد تليفزيونية تُعبر عن مشاكل المرأة بشكلٍ حقيقي من آنٍ لآخر، مُشيرة إلى أن الرجل مظلوم إعلاميًا بسبب عدم وجود منصة يتحدث من خلالها، لذلك تُخصص حلقة يوم الإثنين من “سيداتي آنساتي” للرجال، وتتناول فيها بعض الأمور التي يتم طرحها في برامج المرأة لكن من وجهة نظر الذكور، ويُشاركها في تقديم هذه الحلقة شخصية عامة.
 
أشارت حنان الديب إلى ظهورها خارج الإستديو في بعض الحلقات، حيث أجرت لقاءات مع راهبات في دير القديسة دميانة، وحوارات مع شخصيات نسائية من النوبة، إذ أنها تميل إلى التصوير الخارجي والاختلاط مع المواطنين في الشارع، لافتة إلى تصريح المحاور مفيد فوزي خلال ظهوره معها في إحدى الحلقات، عندما قال إن العديد من الإعلاميين يظهرون داخل الإستديو فقط دون الاحتكاك بالناس وذلك يؤثر سلبًا على الإعلام.
 

أوضحت أن بعض القضايا تتطلب الظهور خارج الإستديو حتى لا تفقد أهميتها ورسالتها، مثل حلقة النوبة، مؤكدة أنها تفاجئت بثقافتهم وحقوق المرأة هناك، مُشيرة إلى حرصها على تقديم موضوعات خارج الإستديو من حينٍ لآخر، حيث إنها تستعد خلال الفترة المُقبلة لتصوير حلقة في إحدى المدن التابعة لـ”مطروح”، ورصد حياة النساء هناك.

 

 
3- برامج المرأة ونسب الطلاق
 
تقول “حنان” إن برامج المرأة لا تُساهم في زيادة نسب الطلاق، لكن المرأة تُعاني من ظلم حقيقي يدفعها للحياة مع زوجها دون سعادة، لأسبابٍ اجتماعية واقتصادية، موضحة أن البرامج تعمل على توعية المرأة وتركز على أهمية التمكين الاقتصادي لها، لكن ذلك لا يُعني أن تقف لزوجها بالمرصاد.
 
تابعت أن مُقدمي البرامج في بعض الأحيان يحاولون تحفيز المرأة، بسبب تأثرهم عاطفيًا مع الحالات المعروضة، بالإضافة إلى وجود العديد من الحالات التي تفتقد القدرة على التعبير عن قضاياها، قائلة: “أحيانًا يكون فيه أفورة” وبعض السيدات يتفاعلن مع هذه الرسائل، لكن البرامج توعي المرأة بأن لا تعيش مقهورة.
 
أضافت “الديب” أن برامج المرأة لا تحارب العادات والتقاليد الموجودة في المجتمع، لكن هناك بعض الأعراف والعادات لا تتناسب مع الوقت الحالي، وبعضها يتطلب التغيير، فضلًا عن وجود تقاليد لا يجب مخالفتها، مؤكدة أن البرامج لا تُشجع على الطلاق لكن تعمل على توعية المرأة بحقوقها.
 

4- مشروعات تليفزيونية
 
أوضحت أن “سيداتي آنساتي” سوف يشهد تطويرًا مُختلفًا مطلع العام المُقبل، بالتزامن مع مرور عامها الأول تقريبًا في البرنامج عقب عودتها، مُشيرة إلى رغبتها في الاستمرار بهذا البرنامج لتكوين قاعدة من المُشاهدين ويعتاد على متابعتها مُجددًا، حيث إن برامج المرأة تتطلب وجود “ألفة” بين المُذيعة والمشاهد.
 
نفت حنان الديب ما تردد بشأن وجود مفاوضات مع “الحياة” للانضمام إلى الشبكة، مؤكدة أن هذا الكلام عارٍ تمامًا عن الصحة، مضيفة بقولها: “بحب قناة دريم جدًا وبعتبرها بيتي.. أنا من النوع اللي بيرتبط بالمكان”.
 
أشارت إلى رغبتها في تقديم مجموعة من البرامج المتنوعة، منهم برنامج خارجي من الشارع يُبث على الهواء مباشرة، إذ أنها تميل إلى هذه النوعية من البرامج والاختلاط بالمواطنين، فضلًا عن تقديم برنامج يهتم بالطبخ، لافتة إلى اقتراحات بعض زملاءها بتقديم برنامج كوميدي، فهم يعتقدون أنها ستُحقق نجاحًا في هذه التجربة، موضحة أنها لا تميل إلى تقديم “توك شو” سياسي.
 
 
5- راجل لراجل
 
انضمت حنان الديب مؤخرًا للإذاعة الجديدة “drn”، لتقديم برنامج يحمل اسم “راجل لراجل”، إذ أن فكرته تختلف تمامًا عن برنامجها التليفزيوني “سيداتي آنساتي”، فسوف تهتم برصد وجهات نظر الرجال والحديث عن الاتهامات التي توجه لهم في برامج المرأة، وذلك بمشاركة الضيوف على الهواء مباشرة، فضلًا عن التفاعل مع المستمعين.
 
أوضحت أنه جارٍ حاليًا الانتهاء من اللمسات الأخيرة للبرنامج الذي سينطلق في شهر نوفمبر المقبل، وسيبث حلقة واحدة على مدار الأسبوع، مُشيرة إلى أن الفكرة تُعد مختلفة، بسبب تقديم مُذيعة لبرنامج يهتم بقضايا الرجل.
 
أعربت “الديب” عن قلقها من هذه التجربة التي تخوضها لأول مرة، وذلك لأن الراديو يعتمد فقط على صوت المُذيع، بينما التليفزيون متوفر به عوامل كثيرة مثل تعبيرات الوجه والصورة والديكور وغيره، لكنها مُتفائلة بهذه التجربة وتتوقع لها النجاح بسبب فريق العمل المتميز، ووجود خالد حلمي رئيس الإذاعة على رأس هذه القائمة، قائلة: “أنا في أيدٍ أمينة”.
 
أشارت إلى ارتباطها الشديد بالراديو، وأنها واحدة من جمهور هذه الوسيلة، موضحة أن علاقتها به ليست مقتصرة على راديو السيارة فحسب، بينما تستمع إليه خلال وجودها في المنزل أيضًا، قائلة: “أنا ممكن مشوفش التليفزيون لأيام متواصلة لكن الراديو لازم يوميًا”.
 
 
6- اقتحام الفنانين للإعلام
 
حنان الديب لا تفضل اقتحام الفنانين للمشهد الإعلامي وتقديم برامج، ورغم اعتماد التليفزيون على موهبة المُذيع، إلا أنه يوجد شخصيات درست الإعلام واكتسبت خبرات واسعة تمكنها من العمل به، قائلة: “مش معنى أني ممثلة أو كاتب صحفي أكون مذيع”.
 
تعتقد “الديب” أن الخطأ في هذه الحالة يقع على مسؤولي القناة وليس المُذيع الذي يقدم برنامج عبر شاشتها، حيث إن المسئول يحاول استثمار نجاح هذا الشخص فقط، لكن هذا لا يعني أن بعض الفنانين أثبوا نجاحهم في هذه التجربة الإعلامية.