ياسمين صبري.. كثيرٌ من الإثارة قليلٌ من التمثيل

رباب طلعت

من الجمعة، 22 سبتمبر الماضي، وحتى اليوم الثالث من أكتوبر، لم تختفِ الفنانة الشابة ياسمين صبري، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بمجرد ظهورها في حفل افتتاح الجونة السينمائي، مرورًا بالختام وأمس في حلقة مساء الاثنين من برنامج “صاحبة السعادة”، الذي تقدمه الفنانة إسعاد يونس، على “cbc”.

لا تعد تلك “الأفورة” المثارة حول الفنانة وليدة موقف، أو رد فعل مختلف على ظهورها في أي حدث، أو حتى نشرها على صورة عابرة على صفحاتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، فمنذ 4 أعوام، ظهرت فيها بما يقارب 15 عملًا فقط، هم حصيلتها الفنية، احتلت ياسمين صبري، حيزًا واسعًا من اهتمام السوشيال ميديا، للدرجة التي وخلال ساعات فقط من عرض حلقتها مع “صاحبة السعادة”، تصدرت بحث جوجل، ومن قبلها تصدرت متابعة الجمهور الذين وصفوها بأنها “كيم كارديشيان العرب”، وهو الوصف الذي من الممكن أن يكون مقاربًا لها حيث إنها محاطة بكثير من الإثارة قليل من العمل، وذلك الأمر له عدة شواهد يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:

(1)

كان ظهور ياسمين الأول، من خلال برنامج الداعية الشاب معز مسعود الدرامي “خطوات الشيطان”، حيث رُشحت له من خلال عملها في الإعلانات، الذي كانت قد اتخذته سلمًا لتحقيق الشهرة التي تتيح لها فرصة تقديم البرامج، حيث أنها كانت تحلم دائمًا بعد تخرجها من جامعة الإعلام قسم صحافة وعلاقات عامة بأن تقدم “توك شو” اجتماعي مشابه لما تذيعه الإعلامية العالمية أوبرا وينفري، إلا أنها وافقت على العرض المقدم لها، بالرغم من علمها بأنها ستظهر خلاله محجبة، وهو الأمر الذي لم يقلقها، فخاضت التجربة التي لم تحقق من خلالها أي شهرة، إلا من متابعي الداعية، لتخرج بعدها على أول “كاستينج” كان نجاحها من خلاله بوابة معرفة وجهها فنيًا، بدور الابنة الصغرى للراحل محمود عبد العزيز، في “جبل الحلال”.

(2)

مع تأكيدها الدائم في كافة الحوارات التلفزيونية، على أنها ليست من مدرسة الانتشار بل الاختيار، إلا أن ما يقارب نصف أعمالها الفنية، كانت في 2015، وهي سنة نجوميتها بالفعل، خاصة من خلال دورها كـ”نادية” في مسلسل “طريقي”، مع الفنانة شيرين عبدالوهاب، والفنان باسل خياط، وإخراج محمد شاكر خضير، وسيناريو تامر حبيب، وهو ما بررته بأنه كان دورًا لفتاة “إسكندرانية”، فحصلت على مساحتها بأريحية، لقرب الشخصية منها، في طريقة الكلام والحياة وخلافه، ليكن علامة فارقة في حياتها، في العام الذي شاركت فيه في ثمانية أعمال فنية مختلفة، ولعل ذلك ما جعلها تيقن أن اختيار عملًا فنيًا واحدًا متقنًا هو الانتشار الحقيقي.

https://youtu.be/tuMI23z2q30

(3)

بالرغم من نجاحها مع مجموعة مسلسل “طريقي”، إلا أن ياسمين وبعد موافقتها على بطولة مسلسلهم التالي “جراند أوتيل”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا وصفه البعض بـ”الراقي”، تراجعت عنه، ليصبح من نصيب الفنانة الشابة أمينة خليل، التي كسبت الرهان بنجاح كبير أُضيف لرصيدها الفني، وهو القرار الذي وصفته ياسمين بـ”الطمع”، حيث إنها في نفس الوقت عُرض عليها المشاركة في “الأسطورة” مع محمد رمضان، وهو ما دفعها للانسحاب من المسلسل الأول طمعًا في جمهور “رمضان” -جمهور الشارع وليس النوادي والأماكن الراقية- على حد تعبيرها، وهو من وصلتهم لهم بالفعل بفضل “طريقي”، لتنجح فيما طمحت له بالفعل وتصبح هي “أسطورة السوشيال ميديا” من بعده، ليس بسبب الدور نفسه، إنما بسبب الضجة التي أثارتها بتصريحاتها، حول انسحابها من تصوير المسلسل، بعدما لاقت عدم اهتمام من مخرج العمل محمد سامي، الذي عدل على دورها من أجل إبراز دور زوجته الفنانة مي عمر، حسبما قالت وقتها.

(4)

عدد أدوار قليل، لا يقارب بشهرتها الكبيرة، وأيضًا تنوع شبه معدوم في الأداء، حيث أنها لا تخرج عن إطار “البنت الحلوة الشيك”، أي شخصيتها الحقيقية، حتى في فيلمها الوحيد “جحيم في الهند”، مع محمد عادل إمام، والذي بذلت فيه مجهودًا بدنيًا مختلفًا قليلًا عما سبق وقدمته، في أكثر من مشهد، سواء في المشاهد القتالية أو الرقص، إلا أنه أيضًا من الممكن إدراجه تحت وصف “العادي”، لتناسبه مع شخصيتها الرياضية، فهي بطلة سباحة سابقة على مستوى مصر، بحسب تصريحها، وبدأت في ممارستها منذ الرابعة من عمرها، كونها الرياضة التي تمارسها والدتها التي حصدت جوائز إفريقية وعالمية، ومازالت تمارسها، بخلاف اعتيادها على الرياضة كأسلوب حياة، لها ولأسرتها يوميًا، وقيادتها للدراجة، أي أنها لم تبذل مجهودًا يظهر منها فنانة مختلفة، تقدم دورًا يستحق الإشادة، أو الكتابة أو الشهرة.

(5)

“هل توقعتي نجاحه؟ بكم الإرادات ده؟”، كان سؤال الإعلامية منى الشاذلي لها بعد نجاح “جحيم في الهند”، وهو ما أكدت لها بأنها توقعت النجاح لكم لم تتوقع الإيرادات، إلا أن الفيلم كان يستحق ذلك، لأنه تذكرة السينما، التي قطعها المشاهد، أشبه بتذكرة الطيران، التي جعلته يرى ثقافة مختلفة، ومناظر مختلفة، مؤكدة أنه “فيلم مبيروحش معاك البيت”، مشيرة إلى أنه خفيف، وليس له قصة تثقل كاهل المشاهد، وإنما مجرد فيلم للمتعة، ذلك الفيلم الذي وصفه الناقد محمود عبد الشكور وقتها بطريقتين، أحدهما على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، بأنه عبارة عن “شلة صحاب بتهزر”، والثاني في مقال نقدي له في بوابة “الشروق”، كتب فيه أنه ليس من الأفلام التي نضحك معها، بل تضحك علينا، فهو لا يقدم كوميديا حقيقية، بالرغم من تحقيقه لأرباحٍ وصفت بأنها الأكبر في تاريخ السينما وقتها، وهو ما يغيب عن “صبري”، التي لم تصل للنضج الفني الذي يجعلها تعي أن النجاح الفني لا يقاس بحجم الشهرة، بقدر ما قدمته من أعمال تظل طويلًا، حيث أنها كررت اختيارها السينمائي الأحدث “شمس وقمر”، أيضًا مع محمد إمام، والذي وصفته أمس مع إسعاد يونس بأنه أيضًا مغامرة في بلدٍ آخر غير الهند، و”دمه خفيف”.

(6)

عدم نضج ياسمين صبري الفني، إن صح التعبير، لا يظهر فقط، بمفهومها عن اختيار أدوارها، أو الأعمال التي تشارك فيها، أو حتى الأسباب وراء ذلك، لكنه أيضًا يظهر جليًا أثناء استضافتها، فمثًا “كارو” أو كارولين، الدمية ابنة “أبلة فاهيتا”، التي تملأ استمارة الضيوف في مقدمة حلقة برنامج “في الدوبلكش”، اتضح عدم معرفة “صبري” حتى بأسماء الفنانات الكبار، أو الأفلام التي مثلوها، فلتتذكر اسم نبيلة عبيد مثلًا، أخذت وقتًا كان كافيًا لتمنح “كارو” فرصة “الألش” عليها، خاصة أن اسم الفيلم لم يحضر إلى ذهنها أيضًا، وقبلها قالت أنها شاهدته بالصدفة، أي أن دراستها ووعيها للسينما أو للفن المصري، وليس العالمي، ضعيفة، ومعلوماتها العامة فيها قليلة، وحتى في ذكر سبب اختيارها العالمي لفيلم “black swan”، كان عاديًا لا ينبع من تحليل فنانة تحلم بالعالمية كما تقول.

(7)

أما عن سبب اختيارها لنجوم أصحاب شعبية ضخمة، كمحمد رمضان، ومحمد إمام، كان ردها في أحد البرامج التلفزيونية، هو أنها تكسب من خلالهما الجمهور، الذي تضمن أنه عند انفرادها بالبطولة سيحققون لها النجاح، ليطرح سؤالٌ منطقي نفسه، هل يعني ذلك أن المشاهد، سيدخل الفيلم، ليشاهد أداء ياسمين صبري الفنانة، أم ياسمين صبري البنت الحلوة؟ السوشيال ميديا تجيب!

(8)

بالطبع ياسمين صبري “البنت الحلوة”، وليس ذلك تجنيًا عليها، إنما حقيقة مثبتة على صفحات التواصل الاجتماعي، فجمهورها، أو حتى مستخدمي السوشيال ميديا العاديين، الذين يتداولون صورها، يتداولونها دائمًا على أنها “البنت الحلوة”، أو كما يلقبونها “كيم كارديشيان العرب”، أو “الحصان الأسود” تيمنًا بمسلسلها مع الفنان أحمد السقا، كما أن كل الجدل القائم حولها، يدور حول الصورة التي نشرتها على “إنستغرام”، أو تعليقات المعجبون بها، أو عرض أحد الشبان الزواج عليها، أو حتى ما ارتدته في افتتاح مهرجان الجونة السينمائي مؤخرًا على سبيل المثال، وهو الحدث الذي يمكن تصنيفه بـ”الأبرز” الذي استطاعت من خلاله أن تحافظ على صدارتها في اهتمام الجمهور إلى وقفت على السجادة الحمراء في الختام، بفستان كانت على ثقة أنه سيصحح خطأ الاختيار الأول، وسيجعلها لأيام طويلة هي “حديث الساعة”.

(9)

ليست مواقع التواصل الاجتماعي وحدها من حصرت ياسمين صبري، في دور “البنت الحلوة”، وخلق نوعًا من الإثارة حولها، بل الإعلاميين أيضًا الذين يستضيفونها، أو يتحدثون عنها، فبعد الجونة أيضًا على سبيل المثال، استضافها الإعلامي عمرو أديب مع الفنان أحمد فهمي مقدم حفل الافتتاح، ومع مجموعة من النجوم كان لكلٍ منهم دورًا في “الجونة”، إلا أن ياسمين كان دورها “الفستان الأصفر”، الذي تعبها التعليق عليه سلبًا نفسيًا للدرجة التي جعلتها تسافر للإسكندرية، ثم تعود مرة أخرى لمقر المهرجان، وتؤكد طوال اللقاء على أنها تريد ألا يقيمها الجميع شكلًا فقط، بل تريد أن تصبح “idol” أو رمز لبنات جيلها، بنجاحها وما تحققه وأشياء أخرى، وهو ما تعارض تمامًا مع إصرارها على الظهور “وهي بتنور”، على حد وصفهم المعلقين عليها في ختام الجونة السينمائي، ليصبح التناول الطبيعي لها في حلقة “هنا العاصمة”، من قبل الإذاعي إبراهيم الجارحي لها بشكل “معاكسة صريحة”، للحد الذي جعله يصفها على الهواء بأنها “قطر”، لتضطر الإعلامية لميس الحديدي، الدفاع عن باقي السيدات، مبررة ذلك بأنها “لسة مخلفتش ولا رضعت وتلاقيها مبتشلش هم ولا بطبخ ولا شايلة بيت”، في إشارة منها أنها ليست متزوجة، لتسارع الإعلامية إسعاد يونس بالرد الفوري بأول حلقة لبرنامجها بعد ذلك الجدل، أمس الاثنين، بكشف حقيقة أنها “حلوة ومتجوزة وبتعرف تطبخ”، مع توضيح صدمة مقدمة برنامج “صاحبة السعادة”، عند معرفتها أنها متزوجة، و”بتعرف تطبخ” للدرجة التي زاد وزن زوجها بها 20 كيلو، وهو ما يتانفى مع باقي الحلقة التي اختبرت فيها أنها طباخة ماهرة، وهو الأمر المشكوك فيه بمجرد النظر لطريقة مسك السكينة.

الجدير بالذكر أن حتى نبأ زواجها، لم يكن عاليًا حيث استخدمته مادة “للفرقعة”، فبالرغم من معرفة الجميع أنها غير متزوجة، وهو ما أكدته في كافة حواراتها الفنية، القريبة، وآخرها في “عيش الليلة” مع الفنان أشرف عبدالباقي، وأيضًا في أواخر 2016 مع منى الشاذلي، وغيرهم، كانت دائمًا ما تؤكد على أن ليس لها مواصفات رجل أحلام، إنما تفضل الرجل الذكي، وفجأة تظهر مع إسعاد يونس لتخبر الجميع أنها متزوجة، من محمد أو كما تطلق عليه “دودي”، وكل ما ذكرته من مواصفاته أن طوله 190 سم، ورياضي، دون ذكر أي تفاصيل عن زواجها، الذي فضلت أن تتركه محل جدل قائم.

(10)

لم يكن ظهور ياسمين صبري كـ”بنت حلوة”، في الفترة الأخيرة فقط، بل في كافة البرامج من قبل، كان الجميع يعاملها بتلك الطريقة، سواءً في لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي، الذي عرضت فيه فيديو أشبه بـ”تلفزيون الواقع”، الذي تقدمه كيم كارديشيان، والذي تناول الحياة الروتينية لياسمين، من تمارين رياضية، ولعب مع قطتها “كيتي” وقيادة الدراجة، وغيرها، بالرغم من ذلك تصر “صبري” في كل لقاء على أنها تريد الكل ينظر لها كنموذج لبنات جيلها، من خلال نجاحها وأعمالها وغير ذلك، وهو الأمر المتناقض تمامًا مع تصريحات مثيرة للجدل لها، مثل إجابتها في حلقة “في الدوبلكس”، على “كارولين”، على أن أحد مميزات جمالها أنها لا تقف في لجان، وأن جمالها ساعدها على الشهرة، أو الآخر مع “الشاذلي”، بأنها تعتبر “المعاكسة” نوعين الأول مجرد مدح وهو ما تتلقاه من جمهورها، وممن يرونها في الشارع، والآخر تتغاضى عنه وكأنها لا تراه، والمتعارض أيضًا مع حرصها الدائم على التصوير، ومشاركة جمهورها صورها على السوشيال ميديا، وكذلك ظهورها الدائم بشكل مثير للجدل، أو كما يصفه البعض “حلو بزيادة”.


https://youtu.be/PqAnzC4pir0