وليد رشاد يكتب: التاسعة يا أهلي

توقعنا في مقال سابق أن يكون المربع الذهبي فى دوري رابطة أبطال إفريقيا عربياً خالصاً، وبالفعل نجحت الأندية العربية في احتلال المربع الذهبي للمرة الثالثة فى تاريخ البطولة بمسمياتها المختلفة، وكانت المرة الأولى عام 2005 والثانية عام 2007 أي منذ 10 سنوات، ولكن هذه المرة تتميز بأنها توزعت بعدالة تامة على الدول الأربعة الكبرى في شمال أفريقيا بواقع نادي من كل دولة من مصر وتونس والجزائر والمغرب، وهم الأهلي والنجم الساحلي واتحاد العاصمة والوداد، وهو ما يدعم المقترح الخاص برفع عدد الأندية المشاركة من هذه الدول فى البطولات القادمة.

الأهلي المصري هو أقوى المرشحين دائماً للفوز بلقب البطولة بحكم الماضي والحاضر، فهو صاحب المقام الرفيع وصاحب ثماني بطولات، وهو رقم قياسي لأن أقرب المنافسين هما مازيمبي الكونغولي، والزمالك المصري، ويتوقف رصيدهم عند خمس بطولات فقط، بينما فاز كلاً من الوداد والنجم الساحلي بالبطولة مرة واحدة عامي 1992 و2007، ولم يفز بها اتحاد العاصمة، والحاضر يقول أن الأهلي أياً كان مستواه وأياً كانت تشكيلة لاعبيه فهو دائم الترشح للفوز بالبطولة، المشكلة الحقيقية التي تواجه الأهلي هي أنه لأول مرة في تاريخه بالبطولة يواجه ناديين تونسيين في دورين متتاليين، وهو ما يشكل صعوبة نفسية في أن يستطيع الأهلي إقصاء ناديين تونسيين من البطولة، ولكن الأهلي ومنذ أن تولى البرتغالي “مانويل جوزيه” تدريبه، وهو يمتلك عقيدة الفوز خارج الأرض، ولكنه هذه المرة يواجه أندية تونسية اشتهرت هي الأخرى بالفوز وتحقيق نتائج إيجابية خارج أرضها، ولذلك فإن حسم المعركة ربما يتأجل إلى جولة العودة باستاد برج العرب.

https://www.youtube.com/watch?v=34skzrJIDSg

الأهلي يمتلك فريقاً متجانساً يعتمد على اللعب الجماعي والروح العالية والحماس، بينما النجم الساحلي يعتمد على خط وسط قوي يقوده الدوليين حمزة الأحمر، ومحمد الأمين بن عمر، وهجوم مميز يضم المهاجم المصرى المتألق عمرو مرعي، ويعود إليه بعد الإيقاف البرازيلي دييجو اكوستا، وكذلك المخضرم أمين الشرميطي” صاحب الحظ العالي على الأهلي، وكان أحد أهم أسباب فوز النجم بالبطولة الوحيدة في تاريخه فى دوري رابطة الأبطال حينما حقق الفوز على الأهلي فى القاهرة (3-1) فى مبارة العودة بعد أن تعادلا (0-0) فى مباراة الذهاب في “سوسة”، وإن كان يعيبه خط دفاعه بوجود الثنائى التونسي رامي البديوي، والمالي عمر كوناتيه، ولا يوجد انسجام بينهما، بينما يتواجد في حراسة المرمى الحارس الأساسي لمنتخب تونس أيمن المثلوثي. ولكن يبقى الأهلي هو الأهلي بنجومه الدوليين الكبار وخاصة المتألق ونجم مباراة “رادس” التونسي علي معلول.

https://www.youtube.com/watch?v=T6XnlWndL3A

وفي الناحية الأخرى حقق الوداد البيضاوي تعادلاً بطعم الفوز مع اتحاد العاصمة، في استاد “5 يوليه” بالجزائر، الذي يتميز بسوء الأرضية، وأصبحت مهمة الوداد أسهل نحو الوصول للمباراة النهائية، التي كان قاب قوسين أو أدنى منها في العام الماضي بعد أن كان قد أقترب بشدة من تحقيق أقوى “ريمونتادا” بالفوز على الزمالك (6-1) وتعويض هزيمة الذهاب (0-4)، ولكن الزمالك قلب الطاولة بتسجيل هدف ثاني وتنتهي المباراة (5-2) ويخرج الوداد ويصل الزمالك لملاقاة صن داونز الجنوب أفريقي، ورغم أن الوداد يفتقد جهود مهاجمه الليبيري الفذ “وليام جيبور” الذى رحل عن الفريق إلى النصر السعودى، ولم ينجح الإيفواري الداهية “داهو” فى تعويض غيابه حتى الآن، ولكنه يعتمد على أفضل لاعب محلي في أفريقيا حالياً وهو اللاعب الرائع “إسماعيل الحداد”، والذي يستطيع تغيير نتيجة أي مباراة إذا كانت حالته المزاجية عالية، وإن كان الفريق الجزائري ما زال يمتلك حظوظاً بسيطة حيث يضم لاعب الأهلي السابق والمتألق حالياً “أمير سعيود”، وكذلك المهاجم الخطير “أسامة دارفلو” الذى يقترب من تحقيق لقب هداف البطولة بأهدافه الخمسة بعد خروج كل المنافسين، ومنهم صاحب الأهداف السبعة “طه الخنيسي” لاعب الترجي، ولا ينافسه إلا البرازيلي “دييجو اكوستا” صاحب الأهداف الأربعة، ويميز الوداد واتحاد العاصمة أن الفائز منهما سوف يلعب مباراة العودة في النهائي على أرضه ووسط جماهيره وهي ميزة يمكن أن تساعده في حسم اللقب.