مينا عادل جيد يكتب: المضحكون الجدد (7).. أحمد مكي الـ "كرييتيف"

“الفكرة رزق”.. قالها الموسقار بليغ حمدي ذات مرة لمنتج موسيقي نبش وابتكر فكرة جديدة؛ ومُضحكنا اليوم في سلسلة المضحكون الجدد، مُرزَق ورزقه واسع في الأفكار، ربك حباه بعقل فني خلاق ومبتكر ولذلك دعونا نطلق عليه “الـ creative أحمد مكي”.

مينا عادل جيد يكتب: المضحكون الجدد (6).. شيكو “المحبوب”

الحاسة السابعة وفانتازيا مكي

الحاسة السابعة التي يمتلكها مكي، هي قدرته على ابتكار شخصيات كوميدية غريبة يكمن في غرابتها صريخ ضحك؛ و”الحاسة السابعة” فيلم بطولة أحمد الفيشاوي أخرجه مكي وشارك في كتابته، وكان بداية تغريد مكي بعيدة عن المعتاد في صناعة الفانتازيا الكوميدية؛ والفيلم قبل أن يتحول فيلما سينمائيا كبيرا كان عبارة عن فيلم قصير أخرجه مكي لمشروع تخرجه في معهد التمثيل، ويمكننا القول أن مكي كرييتف ضحك منذ أن كان طالبا.

دماغ مكي

مكي.. خلاق الشخصيات الكوميدية، “صريخ الضحك”، مثل حزلؤوم وبهيج والكبير والكبير قوي والكبير جدا وجوني وميشو وأميتاب بتشان وسوما العاشق وهالك هوجان؛ كلها شخصيات من دماغ موزونة تفكر خارج صندوق الضحك المعتاد والمهروس، لو تذكرنا لقاء مكي الشهير مع باسم يوسف كان الديكور عبارة عن “دماغ مكي” التي استضاف فيها أسرة البرنامج، وكانت فكرة الحلقة كرييتيف بقدر النجم الذي كان فيها.

اخبط دي

في فيلم مرجان أحمد مرجان، استطاع هيثم دبور أن يسرق من الزعيم أكثر من نصف ضحك مشاهدهما معا، ووجدنا الزعيم لأول مرة “يباصي إيفيهات” ويفرش ضحك لمضحك شاب غير معروف، في سابقة قد تكون الأولى من نوعها التي يفعلها الزعيم الأناني مع مضحك كبير أو صغير منذ مدرسة المشاغبين وإلى الآن -إذا استثنينا طبعا ما يفعله مع أبنه المدلل معدوم الموهبة محمد إمام.

وبالطبع لم يفعل الزعيم ذلك بقصد تقديم مضحك شاب للجمهور، ولكن ذكاء عادل إمام جعله يأخذ “خير شخصية دبور” في فيلمه، وكان مكي أكثر ذكاءً منه، فأعطاه ما يريد، ثم صعد على كتف الزعيم ونط نطة في العلالي، وعمل بدل هيثم دبور عشرات الشخصيات الخلاقة الأخرى.

الخلاصة

رغم تعدد شخصيات مكي المبتكرة المضحكة، لم يقدم شخصيتين متشابهتين؛ لكل شخصية حياتها وأسلوبها وأبعادها ومنطقة الضحك الخاصة بها، حتى الـ”فيزيكال أكشن” لكل شخصية كوميدية قدمها مكي كانت مختلفة من حيث القعدة والوقفة والرقصة وحركة الجسم.

مبروك علينا -كجمهور يحب الإضحاك- مُضحك كرييتف خلاق أسمه أحمد مكي، ولكن هذا لا يمنع أن مكي مضحك مغرور، والضحك لا يحب المتكبرين، حتى لا تحدث أي مأساة فانتازية جديدة و”ما تخلصش بشياكة”.