5 "عناصر" سيئة في "الخلية"

إسراء النجار

بعيدا عن الإيرادات القياسية التي حققها فيلم “الخلية” لبطله أحمد عز ومخرجه طارق العريان، واجه “الخلية” عدة مشكلات على مستوى الكتابة والأداء والإخراج، ولكن هذه المشكلات لم تفسد نجاح الفيلم لأنه بشكل عام خرج بمستوى جيد ومقبول من حيث الشريط السينمائي، ولأن الفيلم صنع وفقا لمعايير الجذب الجماهيري لجمهور العيد من حيث الأكشن الممزوج بالكوميديا والتفاصيل الإنسانية.

تعرف على إجمالي إيرادات فيلم الخلية

(1)

بلغة كرة القدم، منطق عز السينمائي محصور في منطقة الـ 18، فهو إما أن يشارك في صنع الهدف أو يحرزه.. بمعنى أن منطقه “ثابت” في إحراز الأهداف، وطريقته تقليدية في الهجوم وحتى الاحتفال. وهو ما يفسر لنا أسباب ابتعاده عن الأدوار غير النمطية والتي لم يقدمها من قبل، ربما لم يدرك بعد أن هناك أهدافا تحرز بعيدا عن منطقة “الست ياردات”، وأن البطولة ليست حكرا على هذه النوعية من الأدوار، فمن الممكن أن يدافع أو يراوغ للخروج من هذه الخانة الضيقة.

(2)

“عز” تنقل بين دوري “الضابط” و”الخارج على القانون” في عدد كبير من أفلامه، فمثلا قدم من قبل دور تاجر المخدرات الذي تلاحقه الشرطة في فيلم “المصلحة” وكان الفنان أحمد السقا هو الضابط الذي يلاحقه، ولعب دور “البلطجي” في “ولاد رزق” وكان الفنان محمد ممدوح مكان “السقا”، وجمع “عز” بين الدورين ضابط الشرطة وتاجر المخدرات في فيلم “بدل فاقد”. المهم بمجرد بداية عرض “الخلية” ستنفصل عن الفيلم لثوان وتأخذ “فلاش باك” إلى تاريخ “عز” السينمائي لتتسائل عن الجديد الذي يقدمه، ولن تكون النتيجة في صالحه، بسبب عدم التنوع من ناحية، ولطريقته في التقمص من ناحية أخرى، خاصة في ظل اقتناعه بأنه “كوميديان” لا يبخل على مشاهديه بـ”الإفيهات”، التي يكون تصفها على الأقل مكررا أو متوقعا.

وفي “الخلية”، رغم أن محمد ممدوح لم يكن في أفضل حالاته، إلا أنه أنقذ كوميديا الفيلم، فكان هو العامل المشترك في أي مشهد مضحك، خاصة مشهد مطاردة سيارة تاجر مخدرات، وباستثناء ذلك فمشاهد عز التي انفرد فيها بدور الكوميديان كان المشاهدون يستقبلونها بتحفظ، رغم أن جمهور العيد مستعد دائما للضحك مهما كانت جودة “الإفيه”.

(3)

السيناريو الذي كتبه صلاح الجهيني واجه مشكلات عدة، أبرزها “النمطية” السائدة في “الخلية” وغيرها من الأفلام الشبابية التي قدمت مؤخرا دور ضابط شرطة صارم مع الخارجين عن القانون والبلطجية، وكوميديان يقدم إسكتشات “ستاند أب كوميدي” مع عائلته وأصدقائه بمجرد الانتهاء من “فرم” أعداءه.

تناقض شديد تعاني من الشاشة السينمائية في مثل هذه المشاهد، وهنا تكمن أبرز ثغرات “الخلية”، فالجهيني لم يقدم التفاصيل الإنسانية لضابط العمليات بطريقة موزونة ما بين الفرح والحزن، واستغل كل فرصة ممكنة وغير ممكنة كي يخلق إفيهات من الممكن أن تضحك الجمهور، هذا بالإضافة إلى حشد عدد لا بأس به من الإيحاءات الجنسية التي لا بد منها لإشعال الضحك.

(4)

المشكلة الثانية في السيناريو هو مباشرته المستفزة في البداية، فمن المَشاهد الأولى يعي المتفرج أن الضابط (عمرو) صديق البطل، الذي جسد دوره الفنان أحمد صفوت، سيفارق الحياة، خاصة بعدما طالب زوجته بالدعاء له، وطلب من “عز” أن يقرأ أدعية معينة في عدة مشاهد متتالية تمهد لما سيحدث. المهم أنه بعد رحيل “صفوت” تتحول شخصية “عز” ويتعرض للاكتئاب، ولكن السيناريو يجد له مخرجا كي يعود من جديد “الاستظراف” في ثوب الكوميديا. ولكن رغم ذلك يحسب للكاتب تماسك السيناريو إلى حد كبير في الجزء الثاني من الفيلم.

(5)

لا شك أن المخرج طارق العريان يمتلك أدوات سينمائية قوية تجعله يقترب ويبتعد من السينما كلما أراد فمثلا يقدم أفلام جيدة منها “السلم والثعبان” في 2001، و”تيتو” في 2004، ومن ثم يبتعد ليعود بخطوات ثابتة ومدروسة في 2015 بفيلمي “أسوار القمر”، و”ولاد رزق”، ثم “الخلية”، الذي يُعد “العريان” أبرز أسباب نجاحه لأنه قدم عملا متماسكا وحافظ على إيقاع الفيلم، فلم يمل منه الجمهور، كما قدم مشاهد الأكشن والحركة بصورة جيدة إلى حد كبير. الصورة السينمائية التي قدمها “العريان” جيدة، واختياره للفنان السوري سامر المصري في دور الإرهابي “مروان” كان مقنعا، لكن يؤخذ عليه عدم توجيهه لأحمد عز، علاوة على أن محمد ممدوح لم يقدم جديدا عما قدمه من قبل، إضافة إلى أن “الأكشن” في بعض المشاهد كان غير مصدق، مثل مشاهد مطاردة عز وممدوح لسيارة تاجر مخدرات والكوميديا التي كانت تغلف حديثهما كأننا نشاهد “mission impossible” بالطريقة المصرية!

14 ملاحظة لأندرو محسن عن فيلم الخلية