نصائح د.سمير محمود للمحررين الجدد عبر إعلام دوت أورج

تتحقق للصحفي المبتديء فرحته مع أول موضوع صحفي يُنشر له بإسمه، وبمرور الوقت وباكتساب الخبرات والمهارات الصحفية يشعر أنه قد ملك جميع الخيوط بِيَده، في حين أن الحاجة للتعلم والتثقيف تُعد ضرورة لا غنى عنها لمواكبة كل جديد ،ومن هذا المنطلق كان اهتمام إعلام دوت أورج بعقد لقاء بعنوان “التثقيف الصحفي” استضاف فيه د. سمير محمود أستاذ الإعلام بجامعة السلطان قابوس بسلطنة عُمان والصحفي بجريدة الأهرام للاستفادة من خبراته العلمية والمهنية بهذا الشأن.

يرصد فريق الموقع أبرز نصائحه في اللقاء الذي استمر قرابة الساعتين حيث دون كل محرر أبرز نصائح د.سمير محمود بصياغته الخاصة

أحمد امام

-يجب على الصحفي أن يُثقّف نفسه ويُثْقل من خلفياته العلمية من خلال الإطلاع والمتابعة الدائمة لكل ما يجري على الساحة، بالإضافة إلى التعامل مع المصادر المتنوعة لكسب خبرات أكبر.

-على الصحفي أن يكون حاضر الذهن دائما عند التعامل مع جميع المواقف، وأن يكون معظم عمله من خلال النزول إلى الشارع لكي يصل إلى حقيقة الأمور فيستطيع أن يُفيد القاريء بالفعل،وبالتالي عليه أن يخوض تجربة العمل في جميع أقسام الصحافة على الأقل خلال السنة الأولى من حياته العملية.

أحمد حسين صوان

– إن الصحافة في مصر، تشهد إلى حد ما قصوراً ،فبعض فنون الصحافة مثل “التحقيق” و”الفيتشر” لا يتم معالجتهما بالشكل الصحيح، فالأولى أصبحت تعتمد بشكلٍ كبير على رصد آراء مصادر بعينها دون الوصول إلى الهدف المرجو منها في نهاية الأمر، لذلك هذا النموذج من الكتابة لا يُعد تحقيقًا، وعلى الصحفي أن يعمل كما لو كان وكيلًا في النيابة يُحقق في قضيةٍ ما، وعليه إعداد قضيته جيداً قبل الشروع فيها.

– يجب على الصحفي أن يقرأ بصفة دورية في كافة المجالات لاسيما في مجال تخصصه، بالإضافة للكتب المُتعلقة بالصحافة، مثل “فن الخبر الصحفي”، و”المراسل الصحفي” للإطلاع على المهام المطلوبة وكيفية صياغتها، الأمر الذي يُساهم في تزويده بالخبرات والأفكار المختلفة.

أحمد شعبان

– من الخطأ الاعتقاد بأن الدراسة الأكاديمية تكفي وحدها لتعلم الصحافة؛ فإلى جانب التعرف على أخلاقيات وأساسيات المهنة، يجب على الصحفي أيضًا الاحتكاك بالعمل الصحفي اليومي الذي يجعله في وسط عالم غرف الأخبار وتحريرها ونشرها.

– العمل الميداني ضرورة للصحفي وعليه ألاّ يكتفي فقط بالكتابة، بل يسعى لتعلم واكتساب مهارات جديدة مثل صحافة الفيديو .

– اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ.. فعلى الصحفي أن يكون على دراية شاملة بالموضوعات التي يتطرق إليها ويكتب عنها، وأن يكون على استعداد طوال الوقت في حال تغيير مجريات الأحداث او الموضوع، ومن هنا تأتي أهمية الإعداد الجيد قبل البدء في أي قصة أو حوار.

– من الخطأ أن ينساق الصحفي وراء بعض المصطلحات الغير دقيقة والتي يتم تكرارها ونشرها في الصحف والأخبار، وإنما عليه أن يضبط لغته ومفرداته ومصطلحاته،وأن تكون لديه القدرة على تكوين شبكة متنوعة ومستمرة مع مصادره المختلفة وليس اعتماداً فقط على مكان عمله.

إسلام وهبان

-يعتمد تعاون المصدر مع الصحفي على شيئين أساسيين، أولهما ثقته في قدرة الصحفي على نقل ما سيذكره المصدر دون تحريف أو اجتزاء، والثاني هو سمعة ومكانة الجريدة أو الصحيفة التي سيتم نشر تصريحاته بها.

-يجب أن يتميز الصحفي بالمرونة والجاهزية لأي موقف أو حوار مفاجئ، فهناك موضوعات قد تجدها أمامك بمحض الصدفة، خلال بحثك عن موضوع آخر، وهناك فرص لا تعوض إذا تجاهلها الصحفي.

-فن التحقيقات يحتاج من الصحفي أن يتعامل معه “كمحقق”، وليس “كناقل للحوارات” فقط، ولا يمكن حدوث ذلك إلا من خلال دراسة موضوع التحقيق بشكل جيد ومن عدة زوايا، واستخدام ذكائه الصحفي في ربط خيوط القضية بشكل يسمح بتقديم المعلومات والتفاصيل للقاريء على نحو دقيق.

-لا تنظر في بدايات عملك كصحفي إلى العائد المادي، بل ركز على المحتوى الذي تقدمه بشكل يجعل الآخرون يسعون إليك وإلى العمل معك، وحاول دائما أن تبحث عن المجال أو القسم الصحفي الذي يبرز مهاراتك،ويساعدك على تقديم موضوعات تحترم القاريء وتُزيد من مصداقيتك.

أمنية الغنام

-الصحفي عبارة عن مجموعة من الخبرات المتراكمة،تجعله يلتقط ما يَصعب على المواطن العادي التقاطه فعليه أن يكون يقظاً طوال الوقت وأشار هنا إلى واقعة حيث لفت انتباهه كتاب يُباع على الأرصفة وبعنوان غريب عن استشهاد الرئيس الراحل صدام حسين وأن مؤلف الكتاب الصحفي الشهير “روبرت فيسك” فلما تواصل معه وتم البحث وجد أنه مُزور ويتم طبعه على حد وصفه”تحت بير السلّم”.

-على الصحفي أن يوثق مجهوده وإذا أحب قالباً معيناً مثل التحقيقات فعليه أن يعرف مثلاً كيف يحقق في مجال الطب “وذكر هنا تحقيقه عن التوءم الشهير و الملتصق من الرأس أحمد ومحمود ومجال الهندسة الوراثية ولقائه بالعالم أحمد مستجير أو التحقيق عن المقابر أو عن الذكاء الاصطناعي.

-من الأفضل للصحفي أن يصيغ عناويين معبرة وفي نفس الوقت مُحددة ولا داعي للتطويل فيها.

إيمان دياب

– يجب على الصحفي أن يكون سريع البديهة وفطن، ولديه نظرة مختلفة للأمور واﻷشياء، خاصة لمن لم يدرس الإعلام دراسة أكاديمية فدراسة الصحافة ليست مكون أساسي للصحفي. فكل “أستاذ” صحافة ماهو إلا ممارس وهاو مهتم بكتابات ذات قيمة عالية جدا.

-التكوين اللغوي للصحفي جزء لا يتجزء من شخصيته، فإذا لم تجد لغتك لن تجد معك مصطلحات للكتابة، كما أن ثقل المصادر لدى الصحفي تصنع تحقيقات جيدة ذات مصداقية وإن كانت التحقيقات الصحفية الآن أشبه بالتقارير.

-هناك نماذج متعددة للصحفين فبعضهم لديه القدرة على إيجاد المعلومات واﻷفكار ولكنهم لا يستطيعون كتابتها كتابة صحفية صحيحة، والبعض الآخر قادر على صياغة الموضوعات الصحفية دون القدرة على جلب المعلومة.

 

شيماء خميس

– الحس الصحفي والكتابة فن وموهبة، ويمكن للصحفي تعويض الجزء الأكاديمي بالقراءة والاطلاع مع الخبرة والممارسة وخلق خلفية معرفية والأمثلة كثيرة لرؤساء تحرير كبار لم تكن الصحافة مجال دراستهم.

– الصحفي لابد أن يكون على استعداد دائم لقراءة الخبر العابر أو الموقف أو الصورة بعين ورؤية الصحفي ليلتقط خيط الموضوع أو التحقيق الصحفي، وأن يكون مستعد لالتقاط مصدر غير متوقع.

– رغم أن مهنة الصحافة هي مهنة الإنسانية إلا أن الصحفي الناجح لابد أن يوازن بين مشاعره الإنسانية وبين تسجيل وتوثيق الخبر أو الصورة مثل لحظة التقاط صورة قاتل سفير روسيا بتركيا وتوثيق لحظة القتل على الهواء.

– على الصحفي أن يصيغ إجابات الضيف بأسلوبه الخاص ويضيف من نكهته للكتابة دون المساس بالمعنى المقصود ولا ينقل الكلام بدون روح حتى لا يتحول لمجرد ناقل للخبر.

– القراءة في مختلف المجالات وشبكة المصادر هما أساس الصحفي الناجح، والحوارالجيد لابد أن يتم التحضير له مسبقا بالمعلومات والأسئلة الغير معتادة والتي تهم القاريء وتدور في ذهنه.

مصطفى سعيد

– على الصحفي المحترف أن يواكب التطور المستمر في الصحافة ،وأن يدرك أن التعامل مع المصادر قد اختلف عن ذي قبل ، فعليه أن يسعى لبناء شبكة علاقات متنوعة ومختلفة في شتى المجالات والتخصصات بما يسمح بالنقل الدقيق للأخبار دون أي لبس أو تحريف.

-قبل الخوض في أي قصة صحفية أو إجراء أي حوار ،لابد من الإعداد الجيد بالقراءات والمتابعات المتعمقة بما يضمن قوة صياغة الموضوع وكتابته بشكل احترافي.

نورا مجدي

-دراسة الإعلام تعطي للصحفي عناوين إرشادية عن العمل في هذا المجال ويخطئ من يظن أن دارس الإعلام سيتخرج أديبا.
كما أن طرق التدريس الأكاديمية القديمة لا يتم العمل بها في الميادين الصحفية مثل “الهرم المقلوب والمعتدل”.

-معظم التحقيقات الصحفية تكون “باردة” لأنه يتم نقلها على لسان أشخاص (قال وأوضح وشرح وصرح.. إلخ) في حين من الضروري أن يكون بها تعمق ومواجهة وأن تكون لغتها لغة سليمة تعكس الجهد المبذول وتعكس طبيعة الشغل الميداني من دقة في الوصف فهي تعتبرخلفية مهمة للصحفي ولا يصح أن نساوي بين صحفي عمل من أرض الميدان وآخر يكتب من مكانه.

-صحافة الفيديو أعلى صوتا من الصحافة المكتوبة لأن بها مصداقية عالية رغم أنها ينقصها الاحترافية، سوق العمل الجديد بدأ يفرض متطلبات خاصة وهو ما حققه “الصحفي الشامل”.

هانيا فهمي

-الإطلاع على الصحف والمجلات العربية أمر مهم لتطورالصحفي فهذا يجعله أكثر انفتاحاً وأكثر فهماً لما يدور من حوله كما تكسبه سرعة البديهة في التقاط كل الأفكارالتي قد تأتيه بالصدفة ويُخرج منها موضوعًا صحفيًا قويًا، كما يجب عليه النزول إلى الشارع لسماع الناس والاحتكاك بهم فالصحفي الذكي يفكر بطريقة القارىء ليستطيع تقديم موضوعات تفيده.

-ليس شرطّا أن يكون الصحفي دارسًا او خريجًا لكلية الاعلام، وإنما هو بالأساس فن والفن لا يُدرس لكن عليه أن يكون مطلعّا في مجالاتٍ عدة ليستطيع الكتابة عن أي موضوع سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الطب أو الفن.

ضرورة الاهتمام بوجود مصادر قوية للصحفي حيث تعطي ثقلاً لأخباره وموضوعاته وتحقيقاته، كما يجب توطيد علاقة الصحفي بمصادره ليكون أول من يتم إبلاغه بالأخبار قبل غيره.