م.س.م يكتب: فيلم عنتر ابن ابن ابن ابن شداد.. التكرار في غلطة الشطار

قصة الفيلم تدور حول سعيد الأحمر (باسم سمرة) الذي يعرف أن حشمت أخيه بالتبني (محمد هنيدي)، من أحفاد عنتر بن شداد، ثم يشاهد لقاء مع رجل أعمال يُعلن عن رغبته في إحياء التراث وتكريم أحفاد الشخصيات التاريخية، فيذهب الشقيقان إلى رجل الأعمال الذي يعدهما بمكافأة مالية كبيرة لو قاما بإحضار أي من مقتنيات عنتر بن شداد، ويتواصل الحفيد مع عائلة عنتر بن شداد التي ما تزال تعيش في الصحراء، ويعود إلى قبيلته لتبدأ سلسلة من المفارقات والمواقف حتى نهاية الفيلم.

صناع الفيلم وقعوا في فخ التكرار أكثر من مرة، الأولى في اختيار اسم الفيلم؛ أول ما يخطر ببالك حين تسمع اسم الفيلم للمرة الأولى، هو شخصية “أطاطا” في فيلم “عوكل” حينما كانت تعُرف حفيدها قائلة “ابن بنت بنت بنت بنتي”، شيء ما جعل هنيدي يعيد استخدام نفس الدعابة بعد 13 عاما من استهلاكها في فيلم عوكل، المرة الثانية في اختيار الخط الدرامي الذي استمر حتى منتصف الفيلم، وهو استعراض العلاقة المتوترة بين الشقيقين، محمد هنيدي وباسم سمرة، وإن كنت أحد الذين لم يعجبهم فيلم “تيته رهيبة” فتأكد أنك لا يجب أن تشاهد فيلم “عنتر ابن ابن ابن ابن شداد”، لأن مشاهد العلاقة بين هنيدي وسمرة لا تختلف في شيء عن مشاهدهما في فيلم “تيته رهيبة”، نفس علاقة القهر والتخويف بنفس طريقة الأداء من هنيدي وسمرة، ولو كنت أحد الذين أعجبهم فيلم “تيته رهيبة” فهنيئًا لك أن تشاهد المزيد من مشاحنات “رؤوف” و”إبراهيم” التي لا تتوقف طوال أحداث الفيلم.

أما باقي حالات التكرار في الفيلم فهي في أداء العديد من أبطاله لشخصيات قدموها في أعمال سابقة، فقط اختلف الاسم والمكان، فكما جاء هنيدي وباسم سمرة  بشخصياتهما من فيلم “تيته رهيبة”، جاء خالد سرحان بشخصيته من فيلم “كابتن مصر”، أما درة فجاءت بشخصية تحتاج إلى كتالوج، تتحدث باللهجة التونسية ثم تتحدث بلهجة بدوية، ويبدو أنها كانت ترتجل لهجة خاصة بها كان إطارها الوحيد أن لا تتحدث باللهجة العامية.

بالرغم من أن الفيلم تصنيفه الفني كوميدي، وليس فيلمًا فانتازيًا أو خيالًا علميًا، لكن المنطق غاب عنه طوال أحداثه، و استمر الاستخفاف بعقول المشاهدين حتى أصبح الفيلم مجرد قصص منفصلة متصلة، مجموعة مشاهد عن حدث، تليها مجموعة مشاهد عن حدث آخر، دون مقدمات ودون وجود ما يربط بين الحدثين سوى شخصيات الفيلم، جميع الأزمات والصراعات التي واجهت بطل الفيلم، كانت مقحمة وكما بدأت دون مبرر، انتهت فجأة دون مبرر.

باختصار، نحن أمام الفيلم الأضعف لمعظم صنّاعه، بخلاف الأداء الجيد لبعض الممثلين، والموسيقى التصويرية لخالد حماد، فباقي صناع الفيلم وقعوا في ما يكون وصفه بمصطلح “غلطة الشاطر”، فيلم يجمع مجموعة من الأسماء القادرة على صنع فيلم جيد، لكنهم لسبب ما ارتضوا أن يخرج الفيلم بذلك المستوى المتواضع، وهي مسئولية مشتركة بين جميع عناصر الفيلم ولا يمكن تحميلها للمخرج شريف إسماعيل وحده، وإن كان مستوى تجربته السنيمائية الأولى يتعارض مع خبراته السابقة كمخرج منفذ ومساعد في العديد من الأفلام الكوميدية الناجحة منذ بدايته في عام 2005.